واجهت موقفاً لا اُحسد عليه في مكان عملي، حين دخلت إلى زملائي بعد عدّة أيام من العمل معهم قالوا لي بصريح العبارة وهم مجتمعين يقومون بتبادل الأحاديث والضحك وبلهجة صارمة غريبة: لا أحد يُحبّك هُنا! - لحظتها لم أعرف كيف أجيبهم أو حتى أدافع عن نفسي، سكتت وخرجت، الآن أفكّر بالطريقة المُثلى للردّ في حال تعرّضنا لهذا الموقف، ما هي أنسب طريقة للتعامل مع هذا الموقف الغريب المُربِك وقد يكون المؤذي لبعضنا أيضاً؟
كيف المفروض أن أتصرّف في حال قالوا لي زملاء العمل عند دخولي إليهم: لا أحد يُحبّك هنا!
السيناريو كالآتي:
- ابتسامة.
- أخبرهم بتوازن: لا بأس أتفهم ذلك فأنا لم أخلق ليحبني الجميع .
- انسحاب
- رسمية في التعامل
- تجاهل شعور الغضب في قلبك
- "لم أخلق ليحبني الجمييع" كررها لنفسك حين تعود من عملك وتجلس في غرفتك وحيداً
- في النهاية قد تكتشف أنهم يرون فيك ما يميزك عنهم، فالفكرة ليست أنهم لا يحبونك على وجه التحديد، بل أنهم يرونك تهديداً لهم.
أخبرهم بتوازن: لا بأس أتفهم ذلك فأنا لم أخلق ليحبني الجميع .
هذا الأمر برأيي قد يخلق فوضى حقيقية، لسبب واحد، بأنني لا اضمن أن لا يُجيب أحدهم بكلمة مزعجة جداً ردّاً على ردّة فعلي، هذا الأمر خَطِر برأيي، كما يُقال وتعلّمنا في دروس الفيزياء، لكل فعل ردّة فعل تساويه بالقوّة وتعاكسه بالاتجاه - لذلك أعتقد أن عليّ أن أتجنّب هذا الأمر في حال كنت أريد على الاقل الخروج من الموقف بدون ملاسنات أو شجار بسيط كلامي وردود أفعال قد لا نستطيع ضبطها.
هذا موقف لا تحسد عليه فعلاً، ويمثل نوعًا من التنمر المهني، الذي يعرّف بأنه “سلوك متكرر ومتعمد وضار يهدف إلى إيذاء أو إهانة أو تخويف أو تحقير شخص أو مجموعة من الأشخاص في مكان العمل”. فالتنمر المهني يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك النفسية والجسدية، وعلى أدائك وثقتك في العمل. لذلك، من المهم أن تتعلم كيف تتعامل مع هذا الموقف بشكل شخصي وفلسفي وقوي.
لذا إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على ذلك:
- احتفظ بهدوئك ولا ترد بالمثل. فالرد بالغضب أو الانفعال قد يزيد من تحدي الوضع ويجعلك تبدو ضعيفًا أو مستفزًا. بدلاً من ذلك، حاول أن تتنفس بعمق وتهدئ نفسك، وأن ترد بصوت هادئ وواثق. فالهدوء يمكن أن يجعلك تبدو أقوى وأكثر سيطرة على الموقف.
- احترم نفسك ولا تسمح لأحد بإهانتك. فأنت شخص ذو قيمة وكرامة، ولا يستحق أحد أن يقول لك “لا أحد يُحبّك هُنا”. لذلك، عبّر عن رأيك وشعورك بصراحة وصدق، وأبلغ زملائك بأن كلامهم جارح وغير مقبول. فالصراحة تمكنك من الدفاع عن حقوقك والحفاظ على احترامك.
- اطلب الدعم من الآخرين. فلا تشعر بالوحدة أو الخجل من طلب المساعدة من شخص تثق به، سواء كان صديقًا أو زميلًا أو مديرًا أو مستشارًا. فالدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يزيد من قوتك وثقتك، ويساعدك على التغلب على المشاعر السلبية. كما يمكن أن يساهم في حل المشكلة بطريقة سلمية وإيجابية.
- ابحث عن حلول إبداعية لتحسين علاقتك مع زملائك. فربما يكون هناك سبب خفي لسلوك زملائك تجاهك، مثل سوء التفاهم أو الغيرة أو الخوف. في هذه الحالة، قد تستطيع إيجاد طرق لتقريب المسافات بينك وبينهم، مثل إظهار الاهتمام والتعاون والتقدير، أو دعوتهم للمشاركة في نشاط مشترك، أو تبادل النكات والضحك. فالإبداع يمكن أن يساعدك على تحويل العداء إلى صداقة.
اطلب الدعم من الآخرين. فلا تشعر بالوحدة أو الخجل من طلب المساعدة من شخص تثق به، سواء كان صديقًا أو زميلًا أو مديرًا أو مستشارًا
فكّرت بالمدير حقيقةً ولكن أخشى في أنني إن استخدمت هذا الحل أن يكون مديري يفضّل أن يُصعّد الموقف مباشرةً وأن يتعامل معهم عوضاً عن أن يتعامل معي ويجد حلول لي تنصفني وتبعدني عن المشاكل، مثلاً قد يقوم بتصعيد الأمر عبر خصم من مرتباتهم أو ربما قد يبدأ بالخصم فيسمع رد فينتهي بالطرد وللأمانة أنا أخاف مسألة قطع الأرزاق ولا أعتقد أنّ هذا الفعل يستأهل هذه المعاملة أو المخاطرة حتى بها.
الرفض من قبل زملاء العمل أمر لست اﻷول أو الأخير الذي وقع أو سيقع فيه، وهو أمر غير مقبول مهنيا، لكن لا يجب أن يتعدّى الأمر حدودا أكثر من إطارها الحقيقي، فزميل العمل تأثيره محدود جدا عليّ كعامل في نفس المؤسسة مثلا، فأنا أقوم بعقد مع مدير المؤسسة وليس مع الزملاء، من الجيد أن يقوم الرء ببناء علاقة طيبة مع زملائه في العمل لكن إذا لم يكن ممكنا أو قوبل بالرفض ومختلف أشكال التنمر، في هذه الحالة فقط تجاهلهم وضع لنفسك مكانة وقدرا، يكفيك أنك تحترم نفسك وتقدّرها حقّ قدرها، أما الناس فهي تحبّ من تحب لا من يحبّها وتكره من تحبّ أن تكره لا من يكرهها.
ربما في حالتك كنت سأطلب التوضيح منهم إذا كانت هذه أول مرة يحصل فيها اﻷمر ليوضحوا سبب رفضهم فقد يكون هناك سوء تفاهم أو خلاف في المصالح أو اختلاف في التوقعات بيني وبينهم. قد أستفيد من معرفة نقطة نظرهم، وقد أجد فرصة لتحسين علاقتي معهم أو تغيير طريقة عملي، مع أن كل هذا بنظري ليس مبررا لتصرفهم ذاك، إذا تمادوا فسأقدم شكوى إهانة لمصلحة الموارد البشرية وأتابع القضية حتى في المحاكم، لا ينبغي أن يتساهل المرء عن حقوقه ببساطة.
في هذه الحالة فقط تجاهلهم وضع لنفسك مكانة وقدراً
أخاف أن أقع في مشكلة ومطبّ التسميات الخاطئة في الأمور والتي تسبب مزيداً من التعقيدات بالنسبة للأشخاص الأكثر أذى ووقاحة، مثلاً في أنني قد أتجاهلهم فعلاً محاولاً التحصّل بهذا الفعل على مكانتي وقدري وقيمتي دون النزول إلى هكذا مستوى من الأحاديث فيعتقدوا هم أنّ هذا ضعف مني وارتباك ومحاولة تحاشي أي مشكلة معهم مما يمكن أن يزيد المشكلة مشاكل إلى مشكلتي أصلاً.
فيعتقدوا هم أنّ هذا ضعف مني وارتباك ومحاولة تحاشي أي مشكلة معهم مما يمكن أن يزيد المشكلة مشاكل إلى مشكلتي أصلاً.
في هذه الحالة لو كنت مكانك لقمت بوضعهم عند حدهم من المرة الأولى، ثم أقوم بتجاهلهم بعد ذلك، صدقني لا يأتي من هذه المشاكل سوى وجع الرأس دعهم وما يقولون، وما دام الأمر يحدث أو لا يزال في وسط العمل فيمكنك أن تتقدم بشكوى ضدهم لإهانتك أو التعرض لك، هذا إذا كان أمرهم يزعجك حقا وتجاهلهم صعب بالنسبة إليك.
لأن إقناع هكذا أشخاص لا أعتقد أنه سيؤتي أكله.
فيمكنك أن تتقدم بشكوى ضدهم لإهانتك أو التعرض لك،
هناك أمرين منعوني الصراحة أن أقوم بهذا الأمر، الأول أنني كما اسلفت كنت جديد على العمل وبالتالي أنا أكثر احتمالية لأن أكون قابلاً للاستبعاد من قبل المدير لحلّ المشكلة، خاصة أنّهم جماعة وأنا فرد وبالتالي مهما كان المدير متعاطفاً لن يقوم بإضرار مصالحه من أجل هذا الأمر، والثاني طبعاً خوفي من تصعيد قد يؤذيهم أيضاً ويقطع أرزاقهم أو يخصم من رواتبهم، وهذا أمر أكبر برأيي من الإهانة التي تحملتها.
والثاني طبعاً خوفي من تصعيد قد يؤذيهم أيضاً ويقطع أرزاقهم أو يخصم من رواتبهم، وهذا أمر أكبر برأيي من الإهانة التي تحملتها
أحيّي فيك هذا الخلق الأصيل فيك، فتعاملك الإنساني هذا يكشف عن معدنك الأصيل والطيب، أتمنى ان لا تتكرر هكذا حوادث تكون لها عواقب على الإنتاج الفردي والجماعي للشركة وتخلق أزمات قد لا تظنر للعيان، فالعلاقة مع الموظفين فيما بينهم مهمة جدا ولا يجب أن يغفل صاحب المؤسسة عن هذه الأمور، في حالتك أز في حالات مشابهة يمكن أن تتحاور معهم فرديا كي تستفسر عن سبب تصرفاتهم والله المستعان.
على فكرة قد يحدث هذا النوع من المواقف لأي أحد منّا وأعتقد أنّ المطلوب الأول في هذه الحالة هي رباطة الجأش والصبر. وقد حدث معي هذا الموقف وإن بطريقة مختلفة مسبقا. فمنذ عام تقريبا أخبرني مديري في العمل والموظفين الآخرين خلال دردشة في إحدى ساعات الفراغ أنّني سريعة الانفعال ويجب عليي ضبط هذا الأمر ولك أن تقدّر كيف كان موقفي في هذه الحالة. شعرت حينها بمزيج من الخجل والغضب .. فأن يراك زملائك بهذه الطريقة فهذا أمر مثير للغضب حقّا. لم أكلّف نفسي وأجيب حينها بل اكتفيب بإيماءة لا مبالية من رأسي وذهبت. في الفترة المقبلة عملت على إدارة انفعالاتي بشكل أفضل حتى لا أقع ضحيّة هذا الأمر فصرت أراقب وأحاسب نفسي. عرفت حينها أنّ زملائي كانوا محقين ولكن الأسلوب الذي استخدموه لم يكن أسلوبا صحّيا أبدا. ولكن كما يقال رُب ضارّة نافعة.
ولكن الأسلوب الذي استخدموه لم يكن أسلوبا صحّيا أبدا. ولكن كما يقال رُب ضارّة نافعة.
المُصيبة في هذا النوع من الردود أنني أسمّيها سامة الصراحة، نقضي في أعمالنا ساعات طويلة ولا أعتقد أنّ أي شخص منّا قادر على العمل براحة بعد سماع هذه الجمل وهذه العبارات حتى ولو كانت محقّة، قرأت مرّة مقالة عن طريقة رائعة لمعالجة هذا الأمر، في أنّ المدير يصنع استمارات توزّع لكل الموظفين، كل شخص يقوم بوصف زملاءه عبر استبيان معد مسبقاً لتقييمه، لتصدر في النهاية التقييمات الأخيرة وخلل كل شخص منهم بدون أن يعرف أي شخص من نقده أصلاً، بهذه الطريقة أرى الأمر أخف نفسياً برأيي.
الأكيد أن هذا التصرف يُمكن أن يؤثّر على مزاجك ويجعلك تشعر بالإحباط والحزن. إلا أنّه من المهم أن تتذكر أن هذا النوع من السلوك غير مهني، ولا يتعلّق بك شخصيًا، بل يعكس النمط السلبي لبعض الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة أو الحسد نحو تفوّقك ونجاحك.
يُمكن أن تتعامل مع هذا الأمر بشكل إيجابي وفعّال عن طريق الحديث مع المسؤولين المباشرين في العمل، مثل المدير المباشر أو قسم الموارد البشرية، والتعبير عن مخاوفك وطلب المساعدة في التعامل مع هذا النوع من الهجوم اللفظي.
وانصحك بتجنب الرد على هذا النوع من السلوك بنفس السلوك السلبي، والتركيز على الأفعال الإيجابية التي تحسّن من العلاقات الشخصية وتعزّز الصداقة والتفاهم بين الأفراد في بيئة العمل، ولان ساعات العمل مرتبط بساعات فقط، فقم بانجاز مهامك في هدوء، وعش حياتك خارجا باستمتاع.
بل يعكس النمط السلبي لبعض الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة أو الحسد نحو تفوّقك ونجاحك.
لا أعتقد أنّ هذا هو السبب الرئيس في الأمر، لإنني قلت في معرض شرحي للأمر بأنّ هذا حصل معي في بداية عملي، منذ أول عدّة أيام، لم أخوض معهم أي نقاشات، لم يعرفوا مني أي شيء، لم يطّلعوا على سيرتي الذاتية وإنجازاتي، حرفياً لا يمكنهم أبداً معرفة أي شيء عني ومع ذلك أطلقوا الحكم، وهذا ما أربكني أكثر للصراحة، كيف تتعاملين مع كراهية لا تعرفين دوافعها؟! الأمر صعب بالنسبة لي كان.
بكل ثقة أقول لهم: ولكني أحبكم جميعا يا رفاق.
لا أعرف إن كان صدر مني موقفا أو أخر تسبب في إزعاج البعض منكم بدون قصد مني أو عمد
لكن الله يشهد أني لا أحمل بغض ولا ضغينة لأحد ..
حاول على الأقل أن تجذب ولو شخص واحد من فريق العمل إليك، وصاحبه واقترب منه
لان هذا سيهون عليك كثيرا ..
وثق في نفسك .. وانجز عملك بجد
ومع الوقت ستجد الجميع يتوددون إليك
هذا جرّبته قبل الأن في المدرسة للصراحة، قد يبدو المثال مضحكاً ولكن كنت أشاهد أصدقائي، بمجرّد تصرّفهم بالطريقة التي تقول عنها حضرتك يتحوّل الجميع معهم إلى عدوانيين ويصيروا يعتبرونهم أهداف سهلة قابلة للاستغلال لسوء فهم واضح في تفسير الكلام، حيث سيعتقدون أنّهُ ضعف لا طيبة وتسامح وودّ، وهذا أعتقد أنّهُ يمكن أن ينطبق أيضاً على زملاء العمل وقد أفتح باب الإساءة أكثر أو هناك احتمال لذلك على الأقل.
التجاهل و عدم الرد عليه هو الحل المناسب باعتقادي لان لو ا عطيتهم ردت فعل سوف يعرفون ان الموضوع اغضبك و من المحتمل يقومون بتكرار الامر لذا انصحك بتجاهلهم و لا تعطيهم قيمة ابدا اعرف انه ليس بالامر السهل تجهل مثل هذا الكلام جارح لكن عود نفس على ذلك بينك و بين نفسك و سوف تتعود على كبح غضبك و تجاهلهم و سوف تلاحظ النتيجة في المستقبل.
سوف يجدون ان الامر لم يعد يهم و سوف ينسون
عود نفسك على انك اتيت لي لعمل من اجل كسب لقمة العيشة ليس الارضاء الناس او سماع ارائهم عليك.
و بالتوفيق.
التعليقات