تحصّلت على عمل جديد لي وأخيراً! دخلته وأريد أن أتعامل بطريقة مناسبة مع مديري مباشرةً لأثبت كفائتي، ولذلك أريد نصائحكم في أيّهم الأفضل: الإلتزام بطريقة عمل مديري وقواعده التي أرساها في العمل وطرق حلّه للمشكلات أم تقديمي لحلول غير تقليدية (خارج الصندوق) ومهمّة لهُ؟
أيّهم أفضل: الإلتزام بطريقة عمل مديري أم تقديم حلول غير تقليدية (خارج الصندوق) له كموظف جديد؟
كموظف جديد عليك تقديم حلول غير تقليدية لكي تكون راضي عن نفسك وتكون أديت عملك بأمانة فإذا كان مديرك من النوع الذي يشجعك سيكون تأثيرك كبير في بيئة عملك وبالتالي خطوة إبداع منك ستجعل الجميع يود أن يصبح مثلك وبالتالي سترتقي بيئة العمل سيتحسن الانتاج .
ولكن في حال كان مديرك له قواعده ويضع قيود وحدود للعمل التزم بقواعده وخذ الخيرة الكافية في مجال العمل ثم انتقل الى بيئة عمل مشجعة للابداع
هناك نوع من المديرين لا يتقبل التجديد ويخاف من المغامرة. يخبركِ بأنّ هذا هو "سيستم" المكان، فمن أنتِ لتغيريه؟ هذا النوع لا يمتلك حس المغامرة أبدًا وتجدينه صارمًا حساسًا كثير التعليقات ولا يمتلك ذرة ثقة في موظفيه وعلى الأغلب ستجدين أنه يعاني من ارتفاع السكر وضغط الدم ويتناول الأدوية صباحًا ومساءً.
ولا يمتلك ذرة ثقة في موظفيه..
بل بالأحرى لا يمتلك ثقة بنفسه رغده؛ فأغلب تلك الفئة من المديرين تشعر بأن وجود موظف مبدع بالفريق، يعد تهديدا مباشرا لمكانته وهيبته كمدير!
حتى ولو كان ذلك المدير هو مؤسس أو صاحب العمل، فغالبا سيشعر بالغيرة والقلق من وجود موظف يتفوق عليه دائما..
لكن ذلك لا يمنع من وجود نوعية مدراء لديها ثقة بقدراتها الإدارية، وبالتالي تقدر كثيرا الإبداع والإجتهاد بالعمل، وتشجع عليه..
لذلك ضياء، عليك كموظف جديد أن تحاول دراسة شخصية مديرك، وأن تتحسس طريقك بحكمة قبل الشروع في أي إتجاه.
وماذا تفعلين إذا كان مديرك بهذه الصفات يا أماني؟ هل تهربين مسرعة للنجاة بنفسك أم تتبعين سيستم المكان بالشكل الذي يرضيه؟
الأمر ليس هكذا فقط، بل الأمر يتخطى ذلك، كون ضياء موظف جديد فما يراه خارج الصندوق قد لا يكون متفقا مع أهداف العمل أو رؤية المدير، أو مخالفة لإجراءات العمل، فليس منطقيا أن أذهب مكان وابدأ مباشرة بحلول غير تقليدية، برأيي الأفضل استمع وتعلم، اطلع على قوانين العمل، واعط لنفسك مهلة ولتكن 3 شهور كن فيهم متعلما لكل ما يقوله مديرك، واحرص على تلقي كافة الملاحظات من وقت لآخر، حتى ترى أنك فهمت كل الأبعاد ثم ابدأ بطرح افكارك او حلولك، خاصة أننا قد نرى الحلول ممتازة وعند طرحها دون دراسة كافية قد يكون غير مجدي للعمل أو ليس ذات أولوية، لذا لتقيم فكرتك أو حلك بشكل صحيح حدد أولوية فكرتك بالنسبة للمشروع أو الدور الذي تقوم به، ثم حدد النتائج أو الفائدة الناجمة عن تنفيذ هذه الفكرة، وبعد ذلك قيم الفكرة هل تستحق العرض على المدير أم لا.
ولكن في حال كان مديرك له قواعده ويضع قيود وحدود للعمل التزم بقواعده وخذ الخيرة الكافية في مجال العمل ثم انتقل الى بيئة عمل مشجعة للابداع
كيف يمكنني برأي حضرتك أن أعرف مسبقاً إذا كان هذا المدير هو من نوع الأشخاص الذين يمكن أن يفرحوا فعلاً بموظف يطرح طروحات جديدة وطرق جديدة للتعامل مع المشاكل ذاتها؟ كيف يمكنني أن أعرف فعلاً بأن المدير منفتح على التجديد في عمله، على التطوير وأنّ هذا الأمر لن يسبب لي أي إحراجات أو جهود مجانية لا تلقى في النهاية إلا الاستنكار وعدم التقدير في البداية؟
صراحة فأنا أجد أنه سؤال صعب إذ أنّه يحوي فكرتين قد يرغب المرء في اختيار كليهما إلا أنّ المشكلة أنّهما أمرين لا يجتمعان. ولكن بما أنّ الهدف هو إثبات كفائتك فأعتقد أنّه عليك على المدى القصير أوّلا أن تعمل على إظهار هذا الوجود وهذه الكفاءة من خلال الالتزام بالقواعد وإنجاز المهام بكفاءة عالية. ولا ننس أنّ المدير قد يكون من النوع الذي لا يتقبّل الموظف الذي يبدأ بالتغيير فورا من دون إثبات ذاته خاصة إذا كان من الشخصية التقليدية والتي لا تحب المغامرة. ولكن وعلى المدى الطويل بإمكانكم ومن باب هذه الكفاءة أن تنطلقوا نحو إيجاد الحلول واقتراحها واعتماد أسلوب التفكير خارج الصندوق.
بما أنّ الهدف هو إثبات كفائتك فأعتقد أنّه عليك على المدى القصير أوّلا أن تعمل على إظهار هذا الوجود وهذه الكفاءة من خلال الالتزام بالقواعد وإنجاز المهام بكفاءة عالية.
أليس من الافضل برأي حضرتك أن أكوّن انطباع أوّلي في البداية عن طبيعة عملي وطريقته؟ أفكّر الأن في أنني لو قمت بما تقولينه حضرتك، بأن ألعب ضمن القواعد الموجودة مسبقاً ومن ثمّ أغيّر بعد ذلك بأنّ هذا الأمر قد يسبب لي مشاكل في أنّ المدير قد تعوّد على طريقة عملي ومن ثمّ قمت أنا بكسر السائد عنده وإشعاره بأنني بدأت أصبح شخص مزعج، التغيير دائماً ليس من صالحي أليس كذلك؟ الناس تحب المُتوقّع من الأمور.
كنت على وشك مناقشة هذا الموضوع بمساهمة لاحقًا فسبقتني. أعتقد أن هذا سيتوقف على شخصية مديرك وما ينتظره منك. عليك أن تسأله وتستخدم ما لديك من مهارة في تحليل البشر لدراسة شخصية المدير. قد تضطر أيضا إلى اختبار الأمر بموقف أو اثنين في البداية لترى رد فعله على المواقف.
عليك أن تسأله
أخشى أن أقوم بذلك لأمرين للصراحة، الأوّل هو أنّ هذا الفعل قد يجعل بعض الموظّفين يشعرون بتنافسية فارغة مني وكما يقال "فلسفة واجتهادات لا معنى لها في بداية عملي" وثاني أمر أخاف أن يُعتبر هذا الفعل كنوع من أنواع التملّق والنفاق، أنا لا أريد أن أظهر بصورة المُنافق والمتزلّف، بل بصورة شخص يتقن عمله، يعرف ما يشتغل فعلاً ويحب تقديم ذلك بأفضل طريقة ممكنة.
هذا أيضًا جزء من إتقانك لعملك. لمَ تتوقع أن يؤخذ على محمل الشك ولا تتوقع أن يُنظر إليه على أنّه جزء من اجتهادك في مكانك؟
لن تخسر إذا جربت، ويمكنك بأي وقت تعديل نظرتهم عنك إذا حدث ما تخشاه؛ فمن السهل أن تفعل هذا.
لن تخسر إذا جربت، ويمكنك بأي وقت تعديل نظرتهم عنك إذا حدث ما تخشاه؛ فمن السهل أن تفعل هذا.
قد أكون شخص حذر فعلاً بما أقوم به وخاصّة فيما يتعلّق بأمور عملي، تقولين حضرتك بأنّه من السهل تعديل نظرتهم عني في أي وقت، هل هناك أي مقترحات إحتياطية قد تجول بخاطرك الأن من الممكن أن أسجّلها مثلاً في ملاحظاتي كخطة احتياطية في حال فشل فعلاً ما أقوم به؟ لإنني وللصراحة لا أجد أنّ تعديل نظرة الاشخاص عن الناس دائماً أمر سهل للغاية كما تنظرين للأمر حضرتك.
الناس ينسون سريعًا يا أ. ضياء طالما أننا لسنا محور حياتهم. هذا هو كل ما بالأمر. بالإضافة لهذا، الناس أيضم يهمهم النتائج بغض النظر عن العملية نفسها وطريق الوصول.
قد يؤخذ عنك الانطباع التي تحدثت عنه في بداية الأمر، ولكنك إذا استمريت بعدها لفترة بالعمل وفقًا للطريقة المغايرة فسيتغير هذا الانطباع وستلاحظ الفرق بنفسك.
اظن أن من الأفضل لك تطلب من مديرك توضيح توقعاته منك وأهدافك في العمل. حاول أن تفهم ما هي المهام والمسؤوليات التي يجب عليك القيام بها، وما هي المعايير والمؤشرات التي يقيم بها أدائك. اسأل عن الأولويات والمواعيد النهائية والموارد المتاحة لك.
وحاول أن تتبع طريقة عمل مديرك وقواعده التي أرساها في العمل، خصوصا في الفترة الأولى من انضمامك. حاول أن تتأقلم مع أسلوبه وثقافته وطريقة حل المشكلات. لا تحاول تغيير الأشياء بشكل جذري أو فرض رؤيتك دون موافقته أو استشارته.
اظن أن من الأفضل لك تطلب من مديرك توضيح توقعاته منك وأهدافك في العمل
تعجبني هذه العبارة فعلاً، يمكنها أن تجيب على تساؤلاتي فعلاً في حال أقدمت على سؤال المدير فعلاً عن هذا الأمر بهذه الطريقة ولكن لدي سؤال لحضرتك، متى يجب أن أقوم بإدخال هذه العبارة إلى محادثاتنا؟ هل كان يجب أن اقوم بذلك قبل أن أبدأ العمل معه؟ أو من الممكن توضيح هذا الأمر حتى بعد بداية العمل والتعرّف على كل تفاصيله وطريقة القيام به بكل تفصيلة ممكنة؟
أظن أن الوقت المناسب لإدخال هذه العبارة إلى محادثاتك مع مديرك يعتمد على بعض العوامل، مثل:
- مدى وضوح توقعاته منك وأهدافك في العمل منذ البداية. فإذا كان مديرك قد أوضح لك هذه الأمور بشكل كافٍ ومفصَّل قبل أن تبدأ العمل معه، فلا داعي لإعادة طرح هذا السؤال. لكن إذا كان مديرك قد ترك لك بعض الغموض أو التغيير في هذه الأمور، فقد تحتاج إلى طرح هذا السؤال لتوضيح الأمور.
- مدى تغير ظروف العمل أو المشاريع التي تقوم بها. فإذا كان عملك ثابتًا ومستقرًا ولا يتطلب منك تغييرات كبيرة في طريقة عملك أو نوعية مشاريعك، فلا داعي لإعادة طرح هذا السؤال. لكن إذا كان عملك متغيرًا ومتطورًا ويتطلب منك تحديات جديدة أو مهارات جديدة، فقد تحتاج إلى طرح هذا السؤال لمعرفة ما ينتظر منك في كل مشروع.
- مدى رضا مديرك عن عملك وأدائك. فإذا كان مديرك راضيًا عن عملك وأدائك ويشيد بك ويثني عليك، فلا داعي لإعادة طرح هذا السؤال. لكن إذا كان مديرك غير راضٍ عن عملك أو أدائك أو ينتقدك أو يصحح لك، فقد تحتاج إلى طرح هذا السؤال لمعرفة سبب عدم رضاه وطرق التحسين.
وبشكل عام، أظن أن طرح هذا السؤال في بداية العلاقة بين الموظف والمدير هو شيء جيد وضروري، لأنه يسهِّل التفاهم والاتفاق بينهما. لكن في المستقبل، قد يصبح هذا السؤال غير ضروري أو مزعج، إذا كان الموظف قادرًا على التأقلم مع توقعات المدير وأهدافه بشكل ذاتي.
أفهم من هذا الأمر وكأنها طريقة لإيضاح مدى صلاحياتي، مدى مساحة صلاحياتي ضمن العمل، ما القدرة أو المساحة التي أستطيع التحرّك بها ضمن العمل، أي فقط محاولة لفهم حدودي واللعب والابتكار والاجتهاد ضمن هذه الحدود المرسومة مسبقاً والمحددة مسبقاً من كلينا، هذا الأمر يناسبني أعتقد كموظف والأكثر يناسب المدير لإنّه بذلك سيضمن اجتهاد أكبر في العمل وتجديد فيه وبالمثل يكون كل شيء متوقّع.
هذا يعتمد أولًا وأخيرًا إلى شخصية مديرك وإلى نوع العمل الذي تقوم به، ففي بعض الأعمال والمدراء يفضّل أن تكون شخصًا واسع المدارك متجدد الأفكار، ومبدع دائمًا، وعلى النقيض الآخر، فالبعض الآخر يرى بأن الخروج عن الصندوق هو عشوائية وانقلاب على النظام والمعتاد.
هذا يعتمد أولًا وأخيرًا إلى شخصية مديرك
للصراحة أنا أعرف أنّ الأمر يعتمد بكل تأكيد على شخصية مديري ولكن ما يقلقني حقاً بالطريقة التي يجب أن أبدأ بها حديثي أو قيامي بهذه الأمور والتي تكشف فعلاً شخصيّته الحقيقية دون أي مشاكل قد أتسببها لنفسي، لذلك سؤالي لحضرتك: كيف يمكننا فعلاً معرفة تفضيلات المدير وشخصيّته في إدارة العمل دون أن نرمي بأنفسنا ونجعل أنفسنا حقل تجارب لهذا الأمر لاكتشافه؟
من وجهة نظري ، حاول في البداية أن تلتزم بطريقة عمل مديرك وقواعده حتى تثبت له كفاءتك في كونك شخص ملتزم قادر على تنفيد المهام المطلوبة بأعلى جودة ممكنة ، وفي خلال هذه الفترة ستكتسب خبرة عملية بأهداف الشركة ورؤيتها ونظامها وكل ما يتعلق بها ، علاوةً على ذلك ... سيكون لديك ذلك القدر من الثقة الذي يجعل مديرك منفتح على تنفيذ حلولك وتقبلها .
سيكون لديك ذلك القدر من الثقة الذي يجعل مديرك منفتح على تنفيذ حلولك وتقبلها
أعتقد أنّني إذا استطعت تحصيل الثقة من مديري وإيمانه بقدرتي وجودة عملي لن يصبح للمخاطرة بالقيام بأي طريقة جديدة في أداء العمل أي غاية، أنا اقوم أصلاً بذلك لكي أتحصّل على ثقة استثنائية وقدرة على توسيع مهامي وبالتالي أجري، أحاول أن أتميّز لكي أُميّز وأتحصّل على أهم الفرص التي قد تكون بين يديه، ولذلك الانتظار برأيي إلى عند لحظة تحصيل الثقة هو انتظار أنا أريد اختصاره وإذا حصّلته لن يصبح لما أقوم به وأفكّر به أي معنى.
التعليقات