"السكوت علامة الرضا" جملة عامية مصرية كنت اسمعها دائمًا في صغري على ان الصمت يعني أن اتفهم رضا الشخص الذي أمامي وقبوله، لم اضع في بالي أنه ربما يكون استحى، مجبر على الرضا، خائف، أي سبب.
كنت في بيت صديقتي ومعي صديقة أخرى، الصديقة الضيفة مثلي قالت للأخرى صاحبة البيت أنها معجبة جدًا بهذه الجوارب الجديدة المشبعة بالألوان واللطافة، وأنها ستأخذها في لمحة مرح لا يمكنك رفضها، فوجدت صاحبة البيت تقول لها عزيزتي بالطبع يمكنك أخذه لا مشكلة.
بعد ساعة أو ساعتين رحلت صديقتنا بالجوارب الجديدة لاتفاجأ بصاحبة البيت تقول أنها أحبت هذه الجوارب، وأنها أحرجت من طلب صديقتها هذه، وأنها غاضبة من أن هذا الأمر متكرر منها، وأنها دائمًا تصمت لكنها لا تكون راضية عن فعلها، هي تعلم طيبة قلب الثالثة، لكنها لا تتحمل فكرة شعورها بالاستحقاق بإن تطالب بأشياء لتضمها لممتلكاتها في إطار الصداقة، دون وعي بالإحراج الذي تسببه لها. صدمت في الحقيقة من رد فعلها، يبدو أن الرضا الذي كانت تظهره كل مرة طوال هذه الفترة كان مزيفًا ولم يكن حقيقيًا فعلًا!
طلبت منها أن تتلطف مع نفسها ويمكنها التدرب على الرفض غير الجارح للآخرين، مرة مع مرة سيتحسن الأمر، وأنه لا بأس لو عبرت أن رغبتها في الاحتفاظ بحاجياتها وأنها ليست دائمًا مطالبة بالموافقة.
المشكلة التي أريد استماع نصيحتك إذا كنت تقرأ هو كيف اوصل للثالثة التوقف عن هذه العادة، وأن عليها أن تعي أن الصمت لا يعني القبول دائمًا، وأن أخذ شئ بسيف الحياء هو حرام، وليس لابد للحياء دائمًا أن يظهر على وجوه الناس، وأن القبول قد ينم أحيانًا عن رفض وضيق وسخط!
التعليقات