كيف تتصرف حين تصبح مستنزفا overwhelmed ,débordée؟

كيف أتصرف حين أتعرض للإستنزاف بين العمل و مشاغل العائلة ؟

لا نحتاج إلى السفر دائمًا خاصةً في مثل الظروف الراهنة!

الحل الأمثل هو الابتعاد كل البعد عن الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف وجهاز الحاسوب فهي بنظري ما يُسبب استنزاف طاقاتنا كأنها تشحن طاقتها منّا نحن!

على الأقل لمدة 48 ساعة نبتعد تمامًا عن الأجهزة ونخرج للمشي مثلًا أو الجلوس على البحر أو في حديقة مستمتعين بالمشهد الحالي وتاركين كافة مشاغل الإنترنت والعمل والدراسة بعيدة قليلًا.

وكأنها فرصة لتنقية العقل وفلترته وتحضيره مرةً أخرى للعودة بذهنٍ صافٍ غير مكدّر.

نحتاج لممارسة مثل هذه كل شهر أو بين الحين والآخر كلما كان ذلك متاحًا!

عندما أشعر بهذا الشعور السيء حقا أنفصل، نعم انفصل عن كل شيء عن العائلة وعن كل ما يشوش ذهني، حينما أشعر بأن هناك ضبابة على عقلي واليوم أصبح مبهم بالنسبة لي وكأني في دوامة من الصباح حتى ميعاد النوم، وكأن أنا نورا لم أعد موجودة، أفعل كل شيء من أجل العمل والمنزل والمسئوليات لكن ماذا فعلت لنورا، أجد أنه لاشيء، كما يقولون تشعر وكأنك مسحول بين هذا وذاك.

لذا كان الحل عندما واجهت هذا الأمر أولا:

• خصصت وقت لنفسي يوميا، وسجلت بورقة كل يوم ماذا سأفعل لنفسي، مثلا اليوم سأمشي وحدي لمدة نصف ساعة أو ساعة، واليوم التالي سأقضي ساعة للعب، والتالي لقراءة كتاب ممتع، وهكذا ملأتها بما أحب أنا.

• ثانيا بالنسبة للعائلة ومشاغلها، وكلت الأمور التي من الممكن الآخرين فعلها نيابة عني، فليس ضروريا ، أكون البطل الذي يتحمل كل شيء، كل شخص يساعد طالما بإمكانه ذلك.

• بالنسبة للعمل أفصل كل نصف ساعة خمس دقائق لإستعادة نشاطي، قد تشعر انها قليلة لكنها فعالة جدا.

• وأخيرا الهاتف حددت وقتا لاستقبال الإشعارات والرد على الإيميلات وخلافه، لأن متابعة الامر طوال اليوم يستنزف وقتي وتركيزي بطريقة صعبة.

مشكلتك قد تكون خطأ في إدارة الوقت والتخطيط له، مما يجعلك تمضي أوقات طويلة في العمل والدراسة ومن اجل العائلة وتنفذ طاقتك ووقتك، وتغفل عن تخصيص وقت لنفسك!

ولذلك طالما أنك ترغب في حل فلابد أن تجلس مع نفسك وتكتب الأولويات في كل شيء، عملك، دراستك وحتى عائلتك، ثم الأشياء الأقل أولوية، وداخل هذه الخطة لابد أن تُخصص أوقات للراحة وأوقات العطلة وتُخطط لها أيضًا!

افعل شيئًا تُحبه يوميًا كالرياضة أو القراءة أو التنزه في هدوء أو مشروب أحبه، المهم أن يكن لك وقت لنفسك يوميًا ولو كان ذلك على حساب وقت إضافي لأشياء أخرى.

كذلك لابد أن تجعل وقت من يومك بعيد عن الإنترنت، والهاتف ويُفضل أن تجعلها بعيدة عنك أيضًا أثناء النوم .

أعلم أن التوقف فجأة عن كل شيء تبدو فكرة صعبة للغاية، ولو كانت متاحة بشكل كامل لتجنبت ما يحدث بالفعل، لذا رأيي أنه في مثل هذه الحالات يجدر بالإنسان أن يأخذ نفساً عميقاً ويفكر بالأمر.

من الأفضل أن تجد حلاً متزامناً مع هذا الضغط الذي تتعرض له، كلنا بالفعل لدينا هامش من الضغوطات التي تظهر في وقتٍ ما وتضرب طاقتنا دفعةً واحدة بسبب أننا تغافلنا على تراكمها

لذلك من المثمر أن تَقِي نفسك بدلاً من الانفصال الكامل وأول شيء في رأيي يمكنك فعله هو فهم نفسك ومعرفة سبب هذا الشعور، دون القسوة عليها بالطبع، أنت بحاجة لأن تضع كل ما تفكر به على الطاولة أمامك وتحلله.

المهام والواجبات ومشاغل العائلة والأمور العالقة هنا وهناك، أطرحها مع نفسك، اجلس معها وافهم سبب حدوثها بهذا الشكل، غالباً يكون التشتت عاملاً حاسماً في وصولك لهذا الشعور.

لديك مساحة جيدة أيضاً لترتيب أولوياتك بناءً على ذلك، يستحيل على إنسان أن "يلاحق" كل شيء في نفس الوقت، بذلك كل شيء له وقتها ودوره.

أعتقد أننا في هذه الحياة لا نمتلك إلا أن نقبل فكرة ضرورة البقاء في مضمارها والسعي نحو تحقيق النتائج، لكن تحكّمُك أنت بهذا المضمار وتوجيهه حسبما ترى نفسك تستحق وحسب طاقتك هو الأمر الجوهري.

خذ وقتًا مستقطعًا لنفسك، مارس فيه ما تحبه وتصرف بحريتك، قم بفصل عقلك عن ما هو واجب عليك فعله، قام بمشاهدة فيلم مميز، اخرج مع صديق، زر موقعًا اثريًا في بلادك، اطبخ طبخة جيدية وهنيئة لك :)

عن نفسي الجأ للنوم، قد يبدو الأمر هروبا للوهلة الأولى، لكنه يكون فعالا معي إلى حد كبير.

أوقف كل شيء وكأنني استعمل الزر pause والجأ للنوم، وأكف عن الركض المستمر ليوم أو يومين.

لا أقرر المدة الزمنية التي سأتوقف فيها عن الدوران في الساقية، لكنها عادة لا تزداد معي عن يومين.

انفصل خلالهما تماما عن مواقع التواصل، ولا اتواصل إلا للضرورة القصوى، وأعطي لنفسي حقها في الراحة لبعض الوقت.

أظن أن ما تشرحه ظاهرة منتشرة، ونمر بها جميعا خصوصا في ظل الركض المستمر، والسرعة التي صارت بها كل الأشياء.

لا أرى السفر حلا عمليا، أو سيكون قابلا للتطبيق طوال الوقت، لذا أرى أن تجد الطريقة التي تفصلك عن تلك الحالة، وتعيد شحنك من جديد بطاقة جديدة، لتكمل المباراة بروح أول دقيقة :)

كنت أعاني من ذلك في العام الماضي ، بحكم عملي في المجال الأكاديمي وبسبب جائحة كورونا ، فقد كنا نحمل على كاهلنا تقديم المواد التعليمية للطلاب عن بعد وكذا امتحاناتهم النهائية وما يتبع ذلك ..

لقد كنت أعمل ليل نهار ، أحيانا كنت أواصل العمل ليومين بدون أن أغادر مكان عملي أو حتى أنال قسطا من الراحة

بالرغم أن جميع زملائي كانوا يغادرون قبل أن تصبح الساعة الثانية بعد الظهر !!!!

كل هذا فقط لأنني أجيد التعامل مع التقنية ،

كانت تجربة مريرة ، تحملتها وحدي ، وشعرت أنني خسرت الكثير ، يكفي أنني لم أستفد منها أي شئ أصلا ، حتى أنني لم أستفد منها ماديا ؟

ومع بداية هذا العام ومع استمرار الجائحة أرادوا أن يكرروا ذلك معي ، وحاولت التوضيح أكثر من مرة أن ذلك غير عادل وأنني لن أقدر على تكرار تلك المآساة ، ولكن لا أحد يستجيب ..

أتعلم ؛

لقد تحولت تماما ،

هاتفي الذي كان متاحا على مدار الساعة ، أصبح خارج نطاق الخدمة بعد إنتهاء الدوام

أصدقك القول كان الأمر صعبا على نفسي تقبله في البداية ، ومع مرور الوقت وجدت أن الأمر قدأثرعلىّ إيجابا وبقدر عال جدا

نعم ، ربما يراني البعض أنني لم أعد نشيطا أو فعالا كسابق عهدي ، ولكني أبذل قدر إستطاعتي في وقت عملي الرسمي ، وما عدا ذلك فالوقت من حقي أنا وعائلتي وعملي الحر وفقط

أعتقد أن وضع حدودا فاصلة صارمة في مواعيد عملك لن يعرضك لمثل هذه الحالة

كانت تلك مشكلتي حتى وقت قريب ، كنت دائمة الشكوى من كثرة المسئوليات وان الوقت لا يتسع وان جميع من حولي يستغلون رغبتي في مساعدتهم فيتركون متاعبهم ومشكلاتهم وانا أحلها ... الخ ما هنالك من سلوكيات وكلمات الضحية .

ولكن بعد إجراء بسيط تبدل كل شي وفورا ، لم أعد اشعر بالأزمة والاختناق ولم أعد أجد اليوم قصير ، صرت انجز كل مهماتي اليومية بكفاءة وبدون تذمر وبدون سفر.

وهذا الإجراء البسيط هو أنني فعلت لنفسي شيء احبه ، أنا احب الكتابة ، انضممت لإحدى المدونات وكتبت مقالات علمية واكاديمية وتحقيقات صحفية ، وبرغم إنه لا يوجد عائد مادي رهيب ولا شهرة ولا كذا وكذا ، لكن السعادة التي حققها لي هذا الامر جعلتني مندهشة من النتائج .

ربما يكون الحل هو انك وسط هذا الزحام تجد لنفسك مساحة لتفعل شيء لنفسك ، ربما أن الألام التي تشعر بها هي صرخة من جسدك ومن عقلك اللاواعي تقول لك : نحن هنا ونريد جزء من اهتمامك أيضا . وهذا الشي المحبب الذي ستفعله هو مساحة حرة إملئها بما شئت، رسم ، كتابة ، صلاة ، قراءة ، رياضة ، تمشية، عمل تطوعي ... اي شيء ، مع الوضع في الاعتبار إن عمل الخير والتطوع تعقبه سعادة لا مثيل لها ، اتصور بسبب دعوات الناس لك لأنك خففت عنهم .