لاحظت عند الخوف و القلق و عدم الراحة النفسية اصاب بالتشاؤم و السوداوية فكيف اكون إيجابية رغم كل الظروف و أرى الجانب المشرق في كل أمر؟
الإيجابية كيف نحققها في حياتنا؟
"لا يمكنك أن تكون سعيداً في محيطٍ من التُعساء" هذه جملة كتبها الكاتب السوري والسيناريست حسن سامي يوسف، وأنا لا أتبنى هذه الجملة تماماً ولكن أستطيع أن أغيّر وأتصرّف بها لتناسب ما أريد وأقتنع من طروحات، لا يمكنك أن تكون سعيداً في تعاسة تعيشها مثلاً، الإيجابية هي مفهوم الصراحة ساذج دخل إلى مجتمعاتنا، يُطالب الشخص بالابتسام على جرحه وهذا الأمر في قمة السذاجة والانفصام عن الواقع، برأيي الأفضل من هذا كلّه أنّك حين تلاحظ أنّ الخوف والقلق أصابك حاول أن تتأكد بأنّ هذه المشاعر هي تماماً كالألام الجسدية التي تشعر بها، أي هي مصادر إنذار بأنّ هناك خراب واضح في جسدك، في حياتك بحالتك ولذلك برأيي عليك فوراً أن تُمحّص حياتك جيداً، ما الذي يزعجك وما الذي يسعدك وما الذي تغيّر وما الذي تحب أن يتغيّر، وهنا لا تحاول إقحام الإيجابية لحياتك، بل تقبّل ما صار، أي أنّك يجب أن تعيش مشاعر الحياد، ومن ثمّ تحاول إصلاح حياتك تدريجياً في الأمر الواقع وهذا تحديداً ما سيعدّل مشاعرك أيضاً بشكل تدريجي نحو إيجابية مغربلة من السذاجة، وهي بالطبع ما أقصدها: الإيجابية المبررة.
اعتقد ان الإيجابية يا اخي ضياء ليست مجرد ابتسامة على الجرح، أو تجاهل المشاكل، أو الاستسلام للظروف. فهي موقف ذهني يساعدك على رؤية الجانب المشرق من الحياة، والتركيز على الحلول بدلا من المشكلات، والاستفادة من الفرص بدلاًمن العوائق،
فالعالم ليس مليئا بالتعاسة والسوء، بل به الكثير من الخير والجمال والمحبة، وهذا لا تعني العيش في وهم، بل تعني العيش في واقع متوازن، يضم اللذات والآلام، النجاحات والفشل، الفرح والحزن.
والتركيز على الحلول بدلا من المشكلات،
حتى نركز على ايجاد الحلول لابد علينا أن نعرف أولا ما هي المشكلة أو ما هي الأمور التي تحتاج لحل وبعدها يمكننا التركيز على الحلول، مثلما يقال أن فهم المشكلة هو نصف الحل، لا يمكننا الوصول لحل مادام لم نعرف ونجد المشكلة.
برايك ما هي الأساليب والاستراتيجيات التي يمكننا الاعتماد عليها لنعرف أصل المشكلة؟
اصل المشكلة هو عبر تقسيمها لمشاكل صغيرة، هكذا يسهل علينا فهمها بطريقة أبسط، لا يمكننا الإنكار أن لكل مشكلة حل و لكن الإختلاف هو في طريقة الحل.
يوجد بعض الناس بمجرد ان يرى مشكلة كبيرة يستسلم لها، اما اذا كان الشخص يفكر فقط بطريقة مختلفة.
من بين هذه الطرق ايضا هي استخدام التفكير النقدي لتحليل المشكلة وتحديد عوامل حدوثها وتأثيراتها وأطرافها المعنية، او بطريقة افضل استخدام التجارب أو الحالات السابقة للتعلم منها والاستفادة من خبراتها في حل المشكلة.
و بالتأكيد يوجد طرق اخرى خاصة بكل شخص المهم انها في الأخير لها مردود ايجابي.
من بين هذه الطرق ايضا هي استخدام التفكير النقدي لتحليل المشكلة وتحديد عوامل حدوثها وتأثيراتها وأطرافها المعنية، او بطريقة افضل استخدام التجارب أو الحالات السابقة للتعلم منها والاستفادة من خبراتها في حل المشكلة.
أومن بهذا الأمر جداً وقد عملت في الفترة السابقة الماضية كلّها على التفرّغ لقراءة كتاب في هذا الأمر من انتاجات وترجمات دار الحوار السورية، اسم الكتاب "أسس التفكير النقدي" أشرف على هذا العمل الرائع مجموعة من العلماء الذين يدرّسوا في الجامعات الأمريكية، أنصحك بالاطلاع عليه بالإضافة إلى التفكير فلسفيا لذات الدار للمؤلف ديفيد روتشنك.
أحيانا كأشخاص نقع تحت ما يسمى بتحيز التشاؤم Pessimism bias، وهو أننا نميل لتوثع السيء، إما نتيجة لأسباب شخصية كأن تكوني تعرضتي لظروف صعبة ومحبطة أثرت على نظرتك أو نتيجة لظروف المجتمع من حولك والتي تجعلك تقدرين السيء أكثر من الجيد، والحل يكمن في تقييم نظرتك بشكل عام، ورؤيتك للجيد بقدر رؤيتك للسيء، كما أن تقييم الأمور بشكل موضوعي سيساعدك جدا، يعني عندما تتعرضين لموقف معين لكي تكوني نظرة موضوعية صحيحة حوله، تخلصي من أحكامك الشخصية أولا وانظري للايجابيات والسلبيات الحقيقية، سجليها وقارني بينهما وقيمي الجانبين لتتأكدي من حكمك على الأمور دون مبالغة أو دون نظرة تشاؤمية أو حتى تفاؤلية أكثر من اللازم، لأن كلا الحالتين برأيي لهم سلبيات.
ألا تعتقدين أحياناً أنّ محاولة رؤية النصف المليء من الكأس هي محاولة فقط لإيجاد ما يبرر عدم اكتئابي فقط؟ أعتقد أن هذه الأمور تكون ناجحة فعلاً في الفترة الأولى فقط، أي عند ممارستها كنظرة إنسانية لمدة قصيرة ولكن بعد ذلك تتحوّل إلى أعباء حقيقية على النفس، في عالم يميل إلى الخراب بأكثر مما يعمُر، تتحوّل هذه الأمور من نظرة مبررة ومطلوبة إلى متعبة وغير عملية بظروف قاهرة نعيشها.
لم أتطرق أبدا لفكرة النظر للجزء المملوء من الكأس، دون النظر للكأس ككل وتقييم الجزء الفارغ ولماذا هو فارغ، والجزء المملوء ولماذا هو مملوء، لذا وجهتها للموضوعية دون تحيز، فالموضوعية بأغلب الأمور هي الحل الصحيح لأنه ببساطة لن تضع شيء اولى من شيء بدون أسباب، ولن تتجاهل شيء دون أسباب، لذا عندما أنظر للكأس يجب أن أنظر له ككل وليس للجزء المملوء فقط وهذه وجهة نظري التي بنيتها من الخبرة الحياتية
النظر للكأس ككل وتقييم الجزء الفارغ ولماذا هو فارغ، والجزء المملوء ولماذا هو مملوء
هذا يعكس التفكير الشامل والقدرة على فحص الوضع بشكل كامل لكن ليس كل الناس لديهم القدرة لهذه النظرة الشمولية. هذه الطريقة في النظر مهمة في الحياتنا يتعين علينا أحياناً التفكير بشكل شامل وفهم السياق الكامل للقرارات والتحديات.
لكن في بعض الأحيان الأفضل النظر للجزء الفارغ فقط ومحاولة اصلاحه.
لا أومن أبداً بمفهوم الموضوعية فعلاً بالحياة، أراه مفهوم من الجميل جداً تطبيقه وأغبطك إن كنت فعلاً قادرة على القيام به ولكن بذات الوقت بنظرة شخصية للأمور أراه أمر غير عملي بالمرّة، غير منطقي أبداً، لا أستطيع تطبيقه، لا أستطيع أن أرى الأمور برمادية كاملة، أميل أحياناً إلى البياض وأحياناً إلى السواد وأعتقد أنّ هذا الأمر أيضاً غير ممكن بالنسبة لكل الناس حتى العلماء.
لماذا جسدت مفهوم الموضوعية باللون الرمادي؟ على العكس تماما الموضوعية واقعية وصائبة لدرجة أن تكون لونا واضحا صريحا وليس رماديا، فالموضوعية لا تعني ان أكون متوسطا بقراراتي، أو بين هذا وذاك مطلقا، ولكنه تقييم عقلاني موضوعي لكل الخيارات التي أمامك دون إهمال أحدهم أو التحيز لجانب على حساب الآخر، فالموضوعية هي المنطق بذاته، لكن الفكرة لتصل إليها يجب أن يكون لديك توازن بين العقل والعاطفة في تقييم الخيارات وفي اتخاذ القرار أيضا.
مرحبًا بكِ♡
دعيني أخبركِ أن وجودكِ على منصة حسوب هو خطوة في الطريق الذي تبحثين عنه، أو على الأقل هكذا تسير الأمور معي، وستدركين ذلك يقينًا عندما تنخرطين في التفاعل أكثر.
المهم، لديّ رأي صغير هنا:
مشاعر الخوف والقلق هي مشاعر إنسانية طبيعية ناتجة عن تفاعلنا كبشر مع ما يحيط بنا من أحداث مواقف. الصحيح أن نعرف كيف ندير هذه المشاعر لا كيف نتخلص منها، وأظنكِ تدركين ذلك لأنكِ حددتِ الخلل بالضبط وهو التشاؤم والسوداوية الناتجين عن القلق والخوف.
طيب، كيف نستقبل هذه المشاعر المؤلمة؟
- أولًا نتقبل وجودها، وندرك أنها مرحلة مؤقتة وسوف تمر.
- البعض يجد أثر إيجابي من كتابة هذه المشاعر، ليس شرطًا الكتابة، ولكن فقط التواصل مع النفس لفهم مكمن الخلل، وهنا أرشح لك كتاب سكن للكاتبة ريهام حلمي، صدقًا سيقدم لكِ الكثير في هذا الجانب.
- الإيمان أن هذا هو حال الدنيا، لا يوجد نعيم مطلق، بل للحق فإن الدنيا طبعت على المشقة والبذل.
- التركيز على النعم، هل يبدو لك كلامًا كليشيه مكرر؟ حسنًا هكذا كنت أظن، ولم أكن أهتم لهذا الجانب طرفة عين، لكن صدقيني رؤية النعم بعين الشكر والامتنان تقلل على المرء فينا مشقة الخوف والقلق، والنعم هنا أقصد كل شيء، ملابس، فراش، أهل، أسرة، أجهزة منزلية مهما بدت بسيطة أو معتادة كخلاط الطعام أو منقي المياه الفلتر.
- الإيمان بالثواب، الخوف والقلق والحزن هي بلاءات، والإنسان مثاب عليها، لذلك تمر هذه الفترات على خير عندما نستشعر هذا المعنى.
بالتوفيق.
لأنك تتذكرين المشاعر ولا تتذكرين النتيجة، أعني بالتأكيد يجب أن نتعرض لمواقف تشعرنا بالخوف والقلق فهي مشاعر طبيعية يجب علينا جميعا أن نمر بها، ولكنها تحكم سيطرتها علينا عندما نتوقع النتيجة النهائية للموقف بأنها في غير صالحنا، مع أننا لو تذكرنا نتائج مواقف أخرى كثيرة خفنا منها ونجحنا في تجاوزها لاستطعنا النظر بإيجابية والسيطرة على مشاعر الخوف والقلق، ألا تتذكري كم مرة خفتِ فيها من امتحان ما وشعرتي بالقلق الشديد ثم تمكنتِ من اجتيازه وربما بنتيجة أكبر من مما توقعتيها، ففي كل مرة تشعرين فيها بالخوف من امتحان ما عليك تذكر نتيجة هذا الامتحان الذي خفتِ منه ومع هذا نجحتِ به، هذه طريقتي لأسيطر على مشاعر الخوف والقلق وتنجح معي كثيرا.
مع كل ما تفضل به الزملاء أحكي لك عن نفسي. فلقد مررت بمثل أحوالك ويمر بمثل أحوالك معظمنا. ولكن انا الآن أعيش حياة إيجابية لماذا يا ترى؟! لانني حينما كنت في الماضي أتوجس من أقل شيئ يضايقني كانت الأفكار السوداء تحوطني من كل جانب. كنت أتوقع السوء بشدة وكان ذلك يزري بحياتي جداً. الغريب أن 90% مما توقعته من الأمور السيئة و التي قلقت لأجلها لم تحدث بتاتاً؟!! هذه تجربة واقعية كنت أعايشها من سنين مضت. توصلت إلى نتيجة تريحني وهي القول الديني وهي ( أن الشيطان يريد أن يحزن ابن آدم) هذا ما رأيته وعايشته فعلاً.... يعني تكفيني الآية الكريمة: ما يفعل الله بعذابكم إن آمنتم وشكرتم؟! ويريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر....
قرأت من فترة حكاية طريفة أعجبتي رغم بساطتها وتكرر ما يشابهها بمفردات أخرى وهي أن صبياً و أباه كانا يحملان زادهما وأمتعتهما فوق حمار...وهما ينتقلان إلى قرية أخرى وفي طريقهما كسرت رجل الحمار! أضطر الأب أن يحمل امتعته وكذلك الصبي. قال الأب: لعله خير ولعل ما حفي أعظم وشر....ثم واصلا طريقهما فتعثر الاب فاضطر الإبن أن يحمل المتاعين فقال الأب: لعل ما خفي أعظم وشر....ثم حوادث أخرى جعلت الرحلة عليهما أشق كثيراً من ذي قبل والأب يقول نفس جملته و الأبن يتغيظ أخيراً ويقول: اهناكأعظم وشر مما نحن فيه؟!!! ثم وصلا القرية متأخران فإذا هما امام أطلال وأنقاض!!!! كان قد دمر الزلزال القرية وبيوتها فقال الأب: اعملت الآن ما هو خفي واعظم وشر!!!! الحكمة أنه حينما تحدث حوادث تقلقناعلينا أن نعرفأن حكمة هناك خافية علينا سنعرفها في حينها....
أوّلًا لا تشعري بعذاب الضمير نتيجة ما تشعرين فكلّنا نميل لهذه المشاعر السلبية في أوقات الأزمات. من خلال تجربتي المتواضعة أوّل ما يمكن عمله من أجل تحقيق الإيجابية في حياتنا وتقليل السلبية أن نبتعد عن النّاس السلبيين ونحيط أنفسنا بالنّاس الإيجابيين. جرّب أن تقترب من الإيجابيين وخاصّة في الظروف التي تكون فيها سلبي حيث أنّ لهم أثر في ملحوظ في تحسين الحالة النفسيّة. وأمّا النقطة الثانية فهي : اخلق الإيجابي مّما تراه بدل السلبي. فإن خسرتِ وظيفتكِ مثلًا إسألي نفسكِ: ما الفرصة التي خلقها عندي خسارتي لعملي؟ بدل أن تسألي " ماذا يمكن أن يحدث أسوء من ذلك؟" فهذا التغيير الطفيف في الأسئلة التي نطرحها يمكن أن تخلق فرقُا شاسعًا. ومن الأمور التي تعتبر أيضًا هامّة، الحفاظ على الصحة النفسية وممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن إدمان المنبهات.
التعليقات