وكانت دائرة لا تكاد تنتهى حتى تبدأ من جديد، لا راحة والأسوء أنه لا  فهم لكل هذا، وكأننا صرنا مسيرين لتلك الدائرة، منذ الصغر تبدء حياتنا التعليمية بحضانة ومن ثم دراسة ودروس، يساورنى سؤال خلال كل مرحلة؛ماذا بعد؟!

لا إجابة، إلى أن جائت الثانوية، يقولون أن مستقبلك سيحدد بها وهذه كذبة ضمن أكاذيب أخرى، أو إجابة مؤقتة تسلمنها جيلا عبر جيلا لا نحيد عنها ولا نجد لنا من دونها بديل، أتت الثانوية العامة ولكن سؤالى ماذا بعد ؟ مازال مطروح، إجابات لا تجد لها شفاء، لا ترتوى بها، إجابات مؤقتة، ليصمت لسانك ولعل عقلك  يجمد ولا يعيد تلك الأسئلة، ثم جائت الجامعة، ومن ضمن تلك الأكاذيب أن تعبك سيهون عند دخول الجامعة، كانوا محقين فى جانب واحد فقط، إلا أن كل مرحلة تحمل أتعاب تفوق ما تسبقه، غير أن كل مرحلة كان عليها أن تؤهلنا لما بعدها، لكنهم أخبرونا أننا فى الجامعة سنرتاح قليلا؛ لعلهم أرادوا بتلك الراحة هو أن ترددك سيكون لوجهة واحدة هى الجامعة ولن تعد مشتت بين دروس شتى خلال اليوم.

أتت المرحلة الجامعة بهموم أخرى مختلفة ونمط مختلف عن سابقها،  لم يكن لدينا وقت للإفاقة، الكل يدعوك أن تسرع فليس لديك وقت لتفكر أو تعيد التفكير، المنهج مضغوط والترم قصير، لكنى أردت التغير أردت أن أحظى بشئ من التغير، فاشتركت بمسابقة إبداع وكنت قد دونت خاطرة؛ خاطرة أبث فيها مشاعرى إتجاه العلم، مشاعر صادقة اسكنتها الكلم، مشاعر أتت نتيجة لتجربة، لعلى لم أحظى من المشروع بدرجة عليا لكنى حظت منه بحب العلم، حظت منه بإدراك أن العلوم سهلة وليست بتلك الصعوبة وبهذا التعقيد الذى يعرض علينا، كان مشروعنا لمنطقة مميزة ولابد فيه من نزول لمكان الدراسة وإحصاء المعلومات عنها من خلال تصويرها، فذهبت رغم أن الظروف كانت تدعونى للمكوث ورغم أن دفعتى كان تحثنى على ذلك، فلدينا مكتبة ممتلئة بالمشاريع فلما النزول إلى محل الدراسة بعد"غاوية تعب"، لكنها كانت خير تجربة أدركت حينها أن العلم سهل فجائت خاطرتى"ليتهم علمونا كيف نحب العلم"؛ ليتهم أسكنوا فى قلوبنا حب العلم وتركونا بعدها، لكنهم أورثونا كره العلم وظلوا ممسكين بأيدنا بعدها على أمل التوجيه.