أعتقد أن هذا متوقف على طبيعتنا البشرية التي تميل إلى الوقوع في كل ما هو محظور كما في قصة أبانا آدم عليه السلام، ولكن هناك مقولة أحبها كثيراً تقول "إذا حبسوك في غرفة وفرضوا عليك الفضيلة، فليس لك فضل في أخلاقك الفاضلة." فمن وجهة نظري أن كل شخص داخله وحش يُحاول طيلة الوقت ترويضه وهذا الوحش يتغذى على معتقداتك وما تفكر به، فكل شخص عليه أن يفكر جدياً ماذا ستفعل حقاً لو أمنت العقاب؟
1
الصلاة من العبادات التي تحتاج إنضباطاً وجدية، والصوم والاستغفار والأذكار هي عبادات تعتمد على المشاعر، فقول صديقتك أنها مؤمنة وتحب الله تلك الأمور لا نستطيع أن نتناقش فيها لأنها علاقة بينها وبين الله، ولكن دعينا نتوقف قليلاً هل الحب يجعلنا أن نأخذ منه ماهو سهل ومحبب إلى قلوبنا ونترك ماهو شاقٍ علينا؟، أعتقد الإجابة ستكون لا، فالصلاة عماد الدين، فالدين بدون صلاة تخدير للضمير ليس إلا، فنصيحتي لها أن تدعو الله أن يجعلها مقيمة للصلاة وتحاول أن تتحضر قبل كل
سؤالك لماذا تفعل هذا؟ هو سؤال حقيقي جداً يدفعنا للتفكر في جزئية مهمة، نحن نرتكب الأخطاء لأنها تُعطينا نشوة لحظية ولا نفكر وقتها في أي عواقب، وفكرة الندم بعد العقاب يدفعنا للتفكر مرة أخرى هل نحن حقاً نندم على تلك الأفعال لأنها أخطاء فعلاً والندم حقيقي، أم أننا نندم خوفاً من الثمن الذي سندفعه لاحقاً، وأننا إذا ضمنا النجاة من العقاب سنعيد تكرار تلك الأخطاء مراراً وتكراراً دون أدنى شعور بالندم؟
أعتقد أن من حقه أن يتزوج ولكن عليه أن يراعي هذا البيت الذي قد وصفته وصفاً بارعاً تفوح منه رائحة الأم، فهذا البيت بذكرياته التي يحملها من البداية لا أعتقد أنه سيتحمل أن يكون عُشاً زوجياً للأب، فعلى الأب أن يترك هذا البيت بذكرياته دون العبث بها، ويبحث لنفسه عن عُش جديد مُحافظاً. على حق ابنائه وتكريماً لذكرى أمهم.
مع الأسف يارهف كل الأشياء من حولنا تدعونا لأن نُساير هذا الكمال الزائف، ولكن العاقل منا من يُقنن تلك الرغبة داخله ولا ينجرف بسهولة معها، وعلينا أن نتعلم الرضا بكل أشكاله حتى لا تصبح حياتنا خاوية فقط نجري خلف وهم الكمال، وأن نتعلم أيضاً كيف نزيد ثقتنا بأنفسنا، لأن ما نشعر به داخلنا والطريقة التي نُعامل بها أنفسنا، ينعكس كل هذا خارجنا.
بالضبط ياخالد، هؤلاء الفئة من الناس على استعداد فعل اي شيء من أجل المال، فهناك من يبيع شرفه وعرضه وأبنائه وإحترامه لذاته من أجل المال، دون الإكتراث لأي شيء آخر، لا أعلم كيف لهؤلاء المسوخ التصالح مع ذاتهم بهذا الشكل؟!، فهناك مقولة أؤيدها بشدة " كل مايشتريه المال، رخيص"، فالمال هو مجرد وسيلة فقط لتسهيل حياتنا، ليس لجعلنا عبيد له.
ما أعرفه أنه إذا كان فعلاً شعر بالإحراج وأراد التكفير عن فعلته، سيظل يحاول مرة وأثنتين وعشرة لن يكتفي بالإنسحاب وتسطيح العلاقات وجعلها رسمية، بل على العكس سيسعي حتى يصبح كل شيء أفضل من السابق، فالإعتذار والشعور بالإحراج أحياناً لا يكون كافياً، نحن نتحدث أمام علاقات إنسانية تأوي جوانب معقدة، فعلى كل طرف أن يبذل مجهوده في العلاقات حتى تستمر وتنجح، وإن كان الحل في التجنب والرسمية لما شعرت ريتاج بالحيرة إذا كان هذا التصرف عادلاً ام لا.
لقد وقعت فريسة لنفس الشيء، ساعات وساعات متواصلة من التنقل بين فيديو وآخر، غير مدركة قيمة الوقت، أضعت فرص كثيرة للتفاعل مع الأصدقاء والأهل في الحقيقة وأنا ممسكة بهاتفي أتنقل بين الفيديوهات، حتى أصبحت أقلل عدد الساعات شيئاً فشيئاً، وجربت ممارسة تمارين نفسية لعيش اللحظة والتركيز في الحاضر، وحمداً لله استطعت بنسبة كبيرة أن أعيد ترتيب الأمور إلى وضعها الصحيح.
في إحدى حلقات سلسلة التحرر من الماضي لدكتور عماد رشاد عثمان كان يتحدث عن حل الخوف، وأن العلاج الحقيقي للخوف هو المواجهة وكلما وسوست إليك نفسك بألا تفعل هذا الفعل بدافع الخوف والتردد، إلقي نفسك داخله وأفعله، وهكذا ستنتصر على أكبر عدو لك وهو نفسك، فكم من فرصة أضعناها فقط لأننا لم نكن على قدر كافي من الشجاعة لمواجهة!. مع الأسف لقد أضعت فرصة ممتازة لمنحة مجانية للطهي مقدمة من السفارة اليابانية فقط بسبب رهابي الإجتماعي، وبعدها لم أحصل على
من الصعب فعلاً ان يكون هناك مشروع بهذه الحساسية للتعامل مع بعض الحالات كما ذكرت كالإكتئاب وغيره، فتلك الحالات بحاجه إلى طبيب فعلي ومعالج نفسي متابع، لا يكتفي فقط بطرح بعض الأسئلة والإجابة عليها، بل هو يحلل التصرفات والتحركات والإيماءات، وكل لغة الجسم، ورجفة الصوت وإكتشاف الكذب وغيره، فلا أعتقد أننا مهما وصلنا إلى درجة عالية في التقدم التكنولوجي واستخدام الذكاء الاصطناعي سنستطيع أن نمتلك طبيب نفسي فعلي في هواتفنا، قد نحتاج إلى الاستفسار عن شيء ما أو تحليل موقف
أعتقد أن الأسلوب الرسمي المتحفظ الذي أصبح يتعامل به الطرف الآخر ماهو إلا نوع من أنواع العقاب الصامت والهروب من مسئولية مواجهة الإساءة التي حدثت فقط ليهرب من مسئولية الحق في تقديم اعتذار حقيقي ومستمر وتجنب نظرات العتاب، فهو اختار الطريق الأسهل بالنسبه له، لا أعلم كيف تعاملتي مع الإساءة؟ أو ما رد فعلك تجاهها؟ وما الذي كنتِ تأمليه بعد هذا التصرف؟
على الرغم من أن موقفه في كشفه كذب هذا الموظف لم يكن الأفضل، إلا انه من وجهة نظري سيجعل الجميع يفكر عوضاً عن المرة أثنتين وثلاثة قبل أن يضع نفسه في هذا الموقف المحرج أمام المدير، وبالطبع على المدير أن يكون أكثر ليونة في التعامل مع الموظفين وتقدير ظروفهم وإحتياجاتهم ولكن دون التساهل الذي يجعل الجميع قد يستغل الموقف وبالتالي هذا يؤثر على إنتاجية العمل.
اتفهمك جيداً يارهف، ولكن المشكلة ليست في فهمى بل في الإصرار على تحويل المشعر إلى جدول بيانات نستطيع السيطرة من خلاله أو جدولة مشاعرنا، فمن المرجح جدا أن نتأثر بموت أو إستشهاد طفل ما في الطرف الآخر من العالم أكثر من تأثرنا بموت شخص قريب منا ولا تربطنا به أي صلة، فهذا بالضبط ما أعنيه لا يمكن السيطرة على المشاعر، فما أراه حالياً أن معظم الناس أصبحت فقط تحلل مشاعرها عوضاً عن فهمها وعيشها بصورة صحية، فوضع كتيب إرشادات للمشاعر
مع الأسف هذا تحديداً هو مفهوم البرود الذي أقصده، ففكرة ألا نحزن على كل شيء سواء اشياء تخصنا أم لا هي مجرد دعوة للأنانية بإسم النضج، فالحزن شيء طبيعي لكن المبالغة فيه شيئاً أخر وأنا لا أدعو بأن نبالغ في مشاعرنا أنا فقط أدعو بأن نعيشها كما هي دون أن نختزلها، دون أن نديرها، دون أن نبرر تلك المشاعر، ففى النهاية لا نريد أن نتحول إلى كائنات فقدت بوصلتها الفطرية واصبحت باردة تحاول أن تجمل العزلة الوجدانية ولا تتأثر بألم
هذا بالضبط ما تريده الشركات وأصحاب التطبيقات، أن نقتنع بأن الخصوصية لم تعد موجودة لنكف عن المقاومة ونشارك خصوصيتنا وكأنني عديمي الحيلة، فكون وجود جهاز متصل بالانترنت فهذا يعني موافقة ضمنية على مشاركة البيانات في الحقيقة أراه مجرد تبرير للكسل المعرفي الذي نعيشه، مقابل رفاهية رخيصة نحصل عليها من بعض التطبيقات التي يمكن الاستغناء عنها او على الأقل تحجيمها، ولكن رغم ذلك لا أعلم هل أصبحنا إلى هذه الدرجة عاجزين عن حماية أنفسنا خصوصيتنا بإعتبارها أمراً لا بد منه؟!