سلام تام على مولانا الإمام و بعد، فعلا قيمة الكتب و محتواها أصبح ردئيا، و من المؤسف القول أن هذا النوع من الكتب و الذي أصبح أكثر شعبية بين فئة القراء الحاليين الذي يدعون أنهم "مثقفون" بمجرد قرائتهم لبضعة أسطر من هذه الكتب المدعاة للأسف، و الأمر المحزن أكثر أن الطلب الكبير على هذه الكتب يؤدي لتراجع الطلب على الكتب القيمة و المفيدة، القراءة و المطالعة أصبحت هي الأخرى في هذا العصر مستغلة من طرف السوق الإستهلاكية... انحدار الذوق العام
0
هناك أشياء بقدر ما تريدها بقدر ما ستبتعد عنك فعلا، الفعل و قوة الفعل و الإرادة عامل مهم في بلوغ بعض الأمور و أعتقد بذلك لكنه ليس كل شيء... فالحتمية هنا ليس حتمية قدر و لكن حتمية نتيجة بتفاعل مجموعة من العناصر، و أن رغبته في شيء توازي رغبات عدد هائل من البشر الآخرين... يحصل أن الانسان ينسى أنه ليس القوة الفاعلة و الأساسية حتى في حياته في بضعة أمور...
لكثير من الوقت كانت تتبدى هذه المقولة أمام ناظري... و فكرت فيها بجدية و لا زال يمكنني القول بأن مصداقية القولة نسبية، تتداخل كثير من العوامل و تتحكم في سير حياتنا... أحيانا قد نأخذ نحن أنفسنا - و قد نضطر إلى ذلك - طرقا تجعل مصداقية هذه المقولة منعدمة... ما هو لك سيكون لك و سيبقى، لأنها الأقدار المدبرة من عند الله و في بعض الأحيان حتى لو عملت بجد من أجل شيء و رغبت فيه من اعماق قلبك و
بالنسبة لي فطقوس القراءة تختلف حسب جدولي اليومي ووضعي النفسي، لكن ما هو مؤكد هو ان القراءة و منذ اول كتاب كانت الهواية التي صنعت مني شخصا آخر و صنعت لي حياة تستحق، أو بأدق تعبير هي السبيل الذي عرفت من خلاله جمال الحياة العادية و ثباتها، افضل القراءة ليلا و هي عادة من الصعب أن اخرج عنها لكني افعل في الغالب عندما اكون مسافرة لمكان بعيد او جالسة في متنزه او على شاطئ البحر او في مقهي هادئ ففي
هذا ما يعبر عنه الفرنسي لاكرو في كتابه عبادة المشاعر ب"علاقات الجيب العلوي"، ذاك النوع من العلاقات التي يحقق لك مصالح مستعجلة في وقت وجيز و يختصر عليك الكثير من المجهود و في نفس الوقت تكون دائما رهن الاستجابة، اصدقاء بمنافع ما هي الا تعبير عن الفراغ الذي يعانيه شباب مجتماعاتنا و عدم حصولهم على القدر الكافي من التوجيه الذي غاب تماما في حضور انفتاح المجتمع على السوق الاقتصادية التي جعلت كل شيء بما فيها العلاقات سلعة استهلاكية قد تتخذ
أفهم ذلك, الواقع فعلا مختلف تمام الاختلاف عما يمكن التفكير فيه أو حتى تخيله، و الاجابة النطية عن المسكن ستكون طبعا البيت حيث أمان الجدران الاربع و الاسرة و العائلة، لكن دائما النفس البشرية تميل لخلق عالم موازي للعيش و التحمل، قيل اذا لم تجد ما تقراه اكتبه، اذا لم تجد ما تسمعه اصنعه و هكذا.... و في هذا تعبير مجازي على انه يمكننا خلق عالم خاص بنا، يوازي ذاك الذي نعيشه، قد يعبر الأمر عن ازدواجية متناقضة قوامها ثنائية
ما هو المسكن فعلا؟ و لما المسكن سمي اصلا مسكنا؟ لا يمكننا ان نأخذ حيز الجدران التي هي من طوب و اسمنت و نعتبرها مسكنا اذ قيل ان المسكن قد يكون شخصا أيضا أو شيئا، فليس كل شخص يعيش رفاهية أن يحس بطمئنينة أو حتى تكوين هوية في ذاك الحيز المادي"بيت"... و هو ما يقودنا لحقيقة أن المسكن قد يتخذ تمظهرا في روح أخرى أو شيء مادي آخر مهما كان صغيرا أو بسيطا، إذ تتمحور حقيقة المسكن حول ما يمكن