ما الذي يجعل فناني الذكاء الإصطناعي في رتبة الفنانين التقليديين؟

برأيي مثل هذه الأسئلة ينبغي علينا طرحها على الفنانين أنفسهم، مثلًا أن نسألهم هل سبق وأن قاموا بتخيل لوحة معينة ووصفها للذكاء الإصطناعي ثم قام بإنشاء اللوحة التي تحقق توقعاتهم بكل دقة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فلنقل وداعاً للفنانين!

على العموم ما زلت أعتقد أن الذكاء الإصطناعي لا يمكنه مجاراة الإنسان في الفن والأدب، لعدة أسباب أولها أن هاذين المجالين لا يتبعان نمطًا محدداً كالعلوم، أي 1+1=2، ولذلك دائمًا ما سيكون للإنسان لمسته الفريدة والخاصة التي ستميزه عن الذكاء الإصطناعي.

على الرغم مما ذكرت إلا أنني أرى جهات أصبحت تعتمد على الذكاء الإصطناعي في تصميم إعلاناتها مثلاً، فمنذ مدة رأيت إعلاناً كهذا وكان إعلان بلا إبداع أو طاقة.. فهل حقاً تستفيد الشركات من الذكاء الإصطناعي في هذا المجال أم أنها تستخدمها ضدها؟

أعتقد أنه حتى الفنانون التقليديون سيلجئون إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعبير بصورة أشمل وأوضح عن آرائهم وأفكارهم، فكما استبدلو الريشة بالأقلام؛ سيستبدلون أدواتهم بكل تقنية أحدث.

وأيضًا كما في الفن التقليدي ستظهر موهبة المبدع على أي حال من بين الكثير من المدعين وأنصاف الموهوبين، وكما في الفن التقليدي أيضًا من يعرف كيف يسوق لنفسه؛ هو من سينال المردود.

كل منهما نوع مختلف من أنواع الفنون، ولا توجد علاقة كبيرة بينهما من وجهة نظري، مستخدمي الذكاء الاصطناعي لديهم قدرة على التعبير بالكتابة على نحو جيد، أي يمكننا القول أنها كتابة إبداعية، أما الفن التقليدي فهو مختلف تمامًا بالطبع، وبالتأكيد تختلف الكتابة عن الرسم لا يمكن المقارنة بينهما.

هناك انواع وتوجهات متعددة للفنون عمومًا، ومع ظهور كل منها تواجه تحديًا في البداية، ومع الوقت يفهمه الناس ويقدرونه، اعتقد أن توجيه الاوامر للذكاء الاصطناعي والتحكم به يعد في ذاته تحديًا، لذا أقدّر قدرة فناني الذكاء الاصطناعي على مواكبة تلك التقنيات، ولا أظن أن احدًا يستبدل الآخر بل هي إضافة إبداعية جديدة.