يساعدني الذكاء الصناعي في كافة جوانب الحياة الجامعية. لكن كيف أعرف أنني حقًا أتعلم؟

لنتفق أن الذكاء الاصطناعي هو أداة للإنجاز وليس للتفكير أو لا يمكن استبدال عناصر أساسية به، فعندما يساعدك في تصحيح الأخطاء هو ينجز العمل ويسرع العملية وليس يفكر أو يبدع بدلا عنك.

نحن مثلا نستخدمه في جميع العمليات في شركتنا وونستثمر في العديد من الأدوات التي نشتريها مثل أدوات التعديل على الصور والنصوص وغيرها؛ لكن نبقى دائما المحرك والمستخدم لهذه الأدوات وليس العكس.

يجب ألا يقضي استخدامنا. للذكاء الاصطناعي على مهاراتنا بالتعلم، لأن هذه الأدوات بشكل غير تلقائي تجعلنا نعتمد عليها كليا ونستسهل اللجوء لها بدلا من خوض عدة خطوات للوصول والبحث.

حتى بالبرمجة أصبح هناك اعتماد عليه لاكتشاف الأخطاء، دون أن يحاول المبرمج البحث عن سبب الخطأ وهذا يقلل مهارة حل المشكلات.

لذا يجب ألا تكون الأدوات هي الملجأ الأول، بل تكون عملية تأكيدية لما توصلنا له من خلال مهاراتنا

عندما كنت أعد رسالة الماجستير الخاصة بي استفدت كثيرا من تطبيقات الذكاء الإصطناعي، خاصة فيما يخص تقليل نسبة الإقتباس والترجمة وغيرها...

لكن دعيني أخبرك أمنية أن كل الأجزاء التي ساعدني بها الذكاء الإصطناعي كنت أصر على مراجعتها مرارا، وأحيانا أعيد صياغتها كاملة، وذلك لإصلاح مواضع الخلل بها بعد معرفتها بواسطة تعديلات الذكاء الإصطناعي..

فالبنسبة لي تلك التطبيقات تعطينا طرف الخيط أو تضعنا على بداية الطريق الصحيح، ومن ثم علينا محاولة إكمال الطريق بأنفسنا.

الحد الفاصل هو ما تقوم بوضعه أنت وليس أحد غيرك، ففي الدراسة أنت الذي تضع هدف الدراسة بالنسبة لك هل لمجرد تحصيل الدرجات في الامتحانات والحصول على الشهادة أم أنك تريد بالفعل دراسة المواد والتعلم منها، نفس الأمر هنا أنت تبحث عن برامج تساعدك يمكنك أن تبحث وتحلل ما أعطته لك وتستطيع أن تكتفي بأخذ الإجابات منه دون تفكير لأنك بالأساس لا تريد أن تدرس ولا تبحث عن العلم بل عن التحصيل فقط، فالقرار يعود للشخص لن أقول أن هنالك حلا سحريا أفعل كذا وكذا لأننا نتحدث عن علم ودراسة فلكل شخص هدفه منه، فأبحث عن هدفك من التعليم، حتى اليوم بعض الناس تتذكر ما درسوه في سنوات الدراسة في الابتدائية والإعدادية لا لشيء سوى أنهم كانوا يحبون معنى الدراسة نفسها، وبعضهم لا يتذكر حتى ويسخر لماذا كنا ندرس الشعر الجاهلي ولماذا كنا ندرس ما الفرق بين الحامض والقلوي وما فائدة معرفة خريطة العالم وما فائدة دروس التاريخ العثماني! كل هذه الأسئلة يجيب عنها الفرد نفسه فهو من يحدد من خلال معرفة هدفه.