كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع الأوهام ويتلاعب بقراراتنا بواسطة قدرته الخارقة على الإقناع؟

حسب ما أعرفه في هذا فالمجال فإن الذكاء الاصطناعي غالبا ما نجده يعتمد على البيانات والمعلومات التي يتم تزويدها بها، بمساعدة الخوارزميات والتعلم العميق، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل سلوكنا واختيار المعلومات المناسبة للإقناع وتوجيه القرارات أما حسب ما ذكرت في المساهمة فيما يتعلق بصناعة الأوهام، ففي نظري فإنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي بذاته أن يصنع الأوهام أو يتلاعب بقراراتنا، إلا بما يتم برمجته للقيام به. ويتوقف كل شيء على كيفية استخدام البيانات والغرض من التكنولوجيا من قبل المستخدمين أنفسهم والمبرمجين وراء الشاشات.

كيف سيؤثر هذا الأمر على حياة الإنسان العادية؟

من فترة كنت رأيت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص "روبوت" على سناب شات يمكنك الدردشة معه، كان مصدر جذب للمستخدمين بشكل كبير، فمنهم من قال أنه أصبح يعتبره صديقه المقرب، ومن قال أنك تشعر أنك تتحدث مع بشر مثلك يستجيب ويتفاعل ويفهم بشكل أفضل من البشر، ومنهم من أوضح أنه ظل أيام يتحدث معه وأغناه عن الحديث مع البشر، وكانت هناك تحذيرات بشأنه حيث يمكن استغلال المعلومات الشخصية التي تقدمها أثناء حديثك معه من قبل مطورين هذه التقنية، وحتى أن البعض قال أنه استخدم صور من تحدثوا معه وقام بتنزيلها ستوري! وعندما حاول مستخدمين جدد سؤاله حول إذا ما شارك ستوري من قبل كذب عليهم أيضا. كل هذا نموذج صغير للتأثير السلبي جدا والضار للذكاء الاصطناعي على عقول وحياة البشر، وكيف أن هناك العديد من البشر يقابلون هذه التأثيرات بصدر رحب ويقبلون بها بشكل عادي جدا! أنا لا أهول كثيرا من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل المختلفة وإن كان سيؤثر عليها بشكل أو بأخر ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه الذي يُشاع حاليا، ولكن أرى خطورته على الجانب الاجتماعي من حياة البشر وهذا أهم برأيي من الأشياء الأخرى.

التحاكم إلى [ الذكاء الإصطناعي ] الذي تصادق على مصداقيته جميع الأطراف يبدو لي أفضل بكثير من التحاكم إلى [ ذكاء بشري شيطاني ] عرضة للأهواء الشخصية و الرشاوي و المصالح السرية .. لذلك بالنسبة لي أدعم هذا المسار و أدعم إدخال [ AI ] في مجال القضاء و العدالة و التحقيقات و في مجال الانتخابات .. فهو ذكاء مضاد [ للكذب و التحريف ] و التلاعبات العاطفية الشيطانية التي خربت الحضارة و الإنسانية و شيطنت الأديان و الأعراف ..

يمكنك أن تجري نقاشا جيدا و مثمرا مع روبوت أفضل من نقاشات غير مجدية مع اشخاص لا يرغبون في النمو و التقدم ..

رأيي أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها يعتمد كل الاعتماد على رؤية الإنسان، فمثلًا لاري بايج مؤسس جوجل وأحد أكبر المساهمين في تطور ال AI، يرى أن ال AI يتفوق بكثير على الإنسان وأنه يرغب في استمرارية التطور بغض النظر عن تداعيات الأمر أو وجود موانع أخلاقية له، وأن ال AI بمثابة الإله في العصر الحديث، فعندما تكون هذه هي الرؤية المطورين الأساسية، فماذا نتوقع هنا؟!! بالتأكيد سيٌستخدم في أغراض سياسية وتلاعب في الانتخابات كما ذكرت، وتوجيه الجمهور المُستخدم لتقنيات الذكاء الاصطناعي بواسطة البيانات الخاصة بهم، لما يريدونه هم من توجهات جديدة، ورأيي أن تفادي السلبيات يأتي من وعي كل شخص بكيفية استخدام هذه التقنيات فيما يعود بفائدة عليه ولكن دون الاعتماد التام علية سواء في العمل أو في تكوين توجهات الشخص.

أنا شخصيا أرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للخير، إذا استخدم بشكل مسؤول وأخلاقي، ولكن أيضا يمكن أن يكون سلاح خطير للشر، إذا استخدم بشكل سلبي ومغرض. لذلك، أعتقد أنه من المهم جدا أن نكون حذرين وواعيين من التأثيرات السلبية والخطيرة لتقنيات الإقناع التي يتم استخدامها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن نحاول تفاديها بقدر الإمكان.

بالنسبة لسؤالك عن كيفية تفادي هذه التأثيرات، أعتقد أن هناك بعض الإجراءات والتدابير التي يمكن اتخاذها على مستوى فردي وجماعي. على المستوى الفردي، أعتقد أنه يجب علينا أن نكون نقديين ومحللين للمعلومات التي نتلقاها من مصادر مختلفة، وألا نصدق كل شيء نراه أو نسمعه دون تحقق أو تأكد. كما يجب علينا أن نحافظ على هويتنا وقيمنا ومبادئنا، وألا نتركها تتأثر بالرسائل المقنعة التي تستهدف مشاعرنا وانفعالاتنا. على المستوى الجماعي، أعتقد أنه يجب علينا أن نطالب بإصدار قوانين وضوابط تحد من استخدام تقنيات الإقناع في الذكاء الاصطناعي بشكل غير مشروع أو غير مبرر، وأن نراقب تطبيقها بشكل فعال. كما يجب علينا أن نشجع البحث العلمي والتوعية الإعلامية حول مخاطر هذه التقنيات، وأن نساند المبادرات التي تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة المصالح الإنسانية.

مسألة الإقناع اليوم أصبحت أهميتها في تزايد كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإقناع في الذكاء الاصطناعي.

أعتقد أن البشر اليوم أصبحوا أكثر إقناعًا من أي وقت مضى، وذلك بفضل التطورات في الذكاء الاصطناعي. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم لإنشاء رسائل مقنعة للغاية، والتي يمكن أن تستهدف نقاط ضعف الأفراد وتستغلها.

من الناحية الأخلاقية، يمكن أن يكون هذا الأمر مصدر قلق كبير. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم لنشر المعلومات المضللة أو لاستغلال الناس لأغراض ضارة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء دعاية سياسية مضللة أو لإنشاء إعلانات تستهدف الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية.

من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يكون هذا الأمر أيضًا مصدر قلق. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التمييز والتعصب. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إعلامي يعزز الصور النمطية السلبية عن مجموعات معينة من الناس.

من الناحية العملية، يمكن أن يكون هذا الأمر له تأثير عميق على حياة الإنسان العادية. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على ما نعتقده، وما نشتريه، وكيف نتفاعل مع الآخرين.

لنتجنب التأثير السلبي والخطير لتقنيات الإقناع التي يتم استخدامها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها:

1. كن على دراية بالتقنيات التي يتم استخدامها. كلما كنت أكثر دراية بالطرق التي يمكن استخدامها للإقناع، كان ذلك أفضل في تحديدها والتصدي لها.
2. كن متشككًا في المعلومات التي تراها. لا تأخذ كل ما تراه على أنه صحيح. ابحث عن مصادر موثوقة للتحقق من المعلومات.
3. تعلم كيفية التفكير النقدي. تعلم كيفية تقييم المعلومات وتحديد الحجج القوية والضعيفة.