ماسك يتحدى زوكربيرج في صراع جسدي: هل هذا عهد جديد للهيمنة التكنولوجية؟

عصر التكنلوجيا الذي تكون فيه الصور والمظاهر الجسدية عملة تسويقية مهمة.

رؤوس التكلنوجيا والمليادريون بدأوا بالتركيز على صحّتهم الجسدية، زوكربيرج يقضي وقته في الفنون القتالية، ماسك يصرّح أنّه يحافظ على مظهره الجسدي من خلال الصيام والأدوية.

شهدنا هذا الأمر حتى بين العامة وليس مع الكبار فقط وأصاحب المليارديرات، حتى المظاهر أصبحت اليوم من أهم عملات الشهرة والنجاح في منصات التواصل الاجتماعي والوصول لعدد متابعين كبير.

الصحة الجسدية والجمال صفتنا مهمتنا في عالم الانترنت وتساعدنا في عملية التأثير والاقناع بشكل أكبر من الأفكار ومناقشة الأفكار.

للأمر دلالات كثيرة برأيي، كلّها غير صحيّة أو رياضية أو تتعلق بصحّة أجسادهم وأجسادنا، الأمر متعلّق جداً بفرصة لإدارة السمعة، لإدارة القيادة، لإدارة السنين القادمة من التكنولوجيا والتوجّهات، المصارعة عندي وبرأيي ترمز إلى أنّ للاثنين وجهات نظر مختلفة حول الذكاء الاصطناعي، حيث أنّ ماسك من أشد المنتقدين للذكاء الاصطناعي ومن أكثر المحذرين من أنه يمكن أن يشكل تهديد وجودي للبشرية، أما مارك اتخذ وجهة نظر أكثر تفاؤل.

 هذه المبارزة تستطيع أن تكون لصالح مارك عبر إبراز أساليبهم الشخصية، يشتهر إيلون بشخصيته الصريحة والوقحة، في حين أن زوكربيرج أكثر تحفظ وخصوصية، هذا الاختلاف في الشخصية سيستفيد منه مارك بأنّهُ قد يظهر الشخص الأكثر اتزاناً.

أثناء المباراة سنعرف ما سبب هذا التحدّي وما الذي يمكن أن يبنى على هذا الأمر فعلاً ولكن متأكّد 100% بأنّ الأمر تجاري بحت.

هل هو عهد تتغيّر فيه الموازين؟ وتعود الصحّة الجسدية فيه للمنافسة مع الذكاء في ميدان التكنولوجيا؟

الأمر متعلق فقط بمحاولة رسم معالم القدوة المثالية للشخصية المليارديرية، فتجد هذه الشخصية رائدة في شتى الجوانب والمجالات، يمتلك كل الصفات الرائعة التي من الممكن أن يمتلكها إنسان، فهو ذكي ورشيق وحسن المظهر وملياردير ومجتهد في عمله ويستيقظ في السادسة صباحاً ويشرب عصير سبانخ ليحافظ على مستويات الحديد في جسمه ويقرأ 8 كتب في اليوم.

بينما إذا ما ذهبت للتقديم على إحدى هذه الشركات التكنولوجية الرائدة مستندة على مظهري وروتين حياتي الصحي فقط سيتم طردي دون التفكير في الأمر.

في مجالات أخرى بعيداً عن التكنولوجيا، نرى الإعتماد على المظهر قد بدأ يتحول إلى الإهتمام الأكبر للشركات، فتشعر أحياناً أن التسويق للمنتج قد أصبح تسويقاً للمسوّق أو بالأحرى -المسوّقة فاتنة الجمال- .

ولذلك أصبح لدينا وصف جديد في "توصيف الوظيفة" وهو : أن يكون المتقدم حسن المظهر .

بما أن المظاهر صارت جزءا أساسيا أو ركيزة لا يستهان بها في وقتنا الحالي فقد صار كبار المؤثرين من أمثال زوكربيرغ وماسك يعملون على صناعة قوالب جديدة للتسويق الذاتي. بالطبغ فإن الصحة الجسدية لا تنافس الذكاء إلا أن قبول الأفراد صار ينطلق أولا من خلال المظهر الخارجي فعندما تصبح مقبولا بشكلك قد يعطيك المجتمع الفرصة لإثباث أنك مميز. وهذا ما يعني ويدل أن التنميط صار سيد الموقف. فنحن بعالمنا اللاوعي نرى صاحب القدرات الجسدية أنه الأقوى حتى لو كان مجرد عضلات بدون قوة إلا أن ما يعنينا هو الظاهر من الأمور

هل هو عهد تتغيّر فيه الموازين؟ وتعود الصحّة الجسدية فيه للمنافسة مع الذكاء في ميدان التكنولوجيا؟

أظنه تغير في الخطط وليس الموازين حمزة؛ فربما أرادا تذكيرنا بأنهم مازالوا بشرا، خاصة في ظل ما أسهما في جلبه بشكل كبير من تناقص شعور الفرد بإنسانيته الفعلية وغرقه في إعصار إفتراضي لا يمكن لأحد مواجهته أو تهدئة ثورته سوى المتسببين في حدوثه من الأساس!

أؤمن أن القدرات البشرية تصنع المعجزات، وتحقق النجاحات الكثيرة والعظيمة، مهما بلغت التكنولوجيا فهي تظل من صنع الإنسان الذي يملك عقل المعجزات، ولكن ماذا عن الإنسان ألا يمكن أن نقول إن خالقه هو الأقوى فيكون العقل البشري والجسد أقوى بكثير من كل التكنولوجيا.