هناك من تربوا على أن العنف جزء طبيعي من العلاقة، وأن الرجل من حقه أن يوجه زوجته حتى لو كان ذلك بالقوة، بينما تعتبر الخيانة هي الخط الأحمر الوحيد. وكأن الجسد يمكن إيذاؤه والروح تكسر، لكن لا يُسمح بمشاركة المشاعر مع شخص أخر.

شاهدت مؤخرًا مسلسلًا يناقش قضية العنف الزوجي الذي أصبح شائعًا، ودار في ذهني أسئلة كثيرة مثل كيف يمكن للحب أن يأتي في قوالب غير حقيقية؟ وكيف يتم تقبل الضرب والخيانة لا في أوقات كثيرة؟ حيث يتزوج آدم من مريم في مسلسل نصيبي وقسمتك في حكاية جدول الضرب. من المفترض أنهما تزوجا عن حب، لكن الحياة الزوجية بينهما لم تكن كذلك. كان البطل من بيئة وفكر مختلف عن مريم، وأمرها بالحجاب بطريقة غير مقنعة، حتى أنه خاض في أهلها واعتبرهم غير محترمين لأنهم لا يرتدون الحجاب! وبالفعل ارتدته لأنها تحبه، ومن ثم تدرجت السيطرة لتطول مطالب بقطع صلتها بأهلها، إضافة إلى الضرب المبرح، وكل مشكلة في حياته كان ينهال عليها بالضرب. ومع ذلك كانت مريم تتحمل الإهانة والضرب لأنها ترى أن الحب يعني تحمل أي شيء من الحبيب. ولكن آدم خانها مع امرأة أخرى "راقصة"، مخالفًا كل ما يطلبه منها من "أمر بالمعروف ونهي عن المنكر"! وهنا لم تقبل ومن الجمل التي قالها ولا أنساها: "أمي كانت بتضرب، إنتي أحسن من أمي".

علاقة معقدة تصف واقعًا للأسف، من أن المعتاد هو الضرب، وهذا ما تربينا عليه، ولا أعرف كيف يمكن بالفعل كسر هذه الدائرة من العنف، وأننا نُخدع أحيانًا بالصور التي يرسمها الآخرين.