في الموسم الثاني من مسلسل The.Last.Of.Us في مشهد مهم ظهر شقيقين أحدهم طفل بعمر 10 سنوات خائف بشدة لأنه قام بمحاولة فاشلة لشراء مخدرات (ماريجوانا) فقام شقيقه بالتستر عليه ليتحمل العقاب المبرح من والدهم الشرطي الذي يعرف كذب الأخ الأكبر بسرعة، ويحكي له قصة مرعبة عن كيف جدهم أكتشف أن والدهم الشرطي في طفولته بعمر 8 سنوات حاول سرقة قطعة شوكولاته من سوبر ماركت فأجبره على إعادتها والإعتذار لصاحب المحل ، ولكن في السيارة أثناء العودة قام بكسر فك والدهم وهو بهذا العمر الصغير ليتعلم أن لا يسرق أو يرتكب سلوك مشين، وبالنظر للواقع ومنذ عدة سنوات قام أحد أبناء أقاربنا وهو طفل بعمر 7 سنوات بسرقة 100 ج من محفظتي وأختفى فجأة ، وعندما بدأنا بالبحث عنه بعد طول غيابه أكتشافنا وجوده في محل بلاستيشن بعد أن أنفق النقود بالكامل على اللعب ودعوة أصداقائه على اللعب وإحتساء المياه الغازية مجاناً (بعد تشجيعهم له ليقوم بذلك الفعل) وكان الطفل يشعر بالرعب من العودة للمنزل وإكتشاف فعلته من قبل والده، وبأعجوبة أقنعت والدة الطفل بعدم الشكوى لوالده بما حدث لأن والده كان ليعاقبه عقاب مشابه لما حدث بالمسلسل لتقويمه ... ولكن لم أكون متأكد أن هذا هو الحل المناسب .. لكن المفاجأة أنها لم تكن المرة الأولى للطفل بقيامه بهذ الفعل لذا يبرز سؤال مهم يطرح نفسه كيف نُقوِم السلوكيات غير السوية للأطفال؟
كيف نُقوِم السلوكيات غير السوية للأطفال؟ مسلسل The.Last.Of.Us
من واقع تجربتي، أؤمن بأن تقويم السلوك يبدأ أولًا بالفهم قبل التصحيح، فأحاول دائمًا أن أضع نفسي مكان الطفل وأتساءل: ما الذي يحاول هذا السلوك أن يخبرني به؟ بعد ذلك أتعامل معه بلطف وحزم في وقت واحد، وأشرح له السلوك الصحيح بطريقة بسيطة ومحببة، وأستخدم التعزيز الإيجابي كثيرًا، لأن الطفل حين يشعر بأنه مفهوم ومحبوب يكون أكثر استعدادًا للتغيير، وأحيانًا أضيف لمسة مرحة صغيرة مثل تحويل التوجيه إلى لعبة أو قصة فيمر الدرس بسلاسة ويترسخ أكثر.
أسلوب ذكي في التعامل ، ولكن بحكم تجربتي أجد أن هناك بعض الأطفال يبدون إستجابة (ظاهرية) لتلك الألعاب طالما إنها ستجنبهم (عقاب) كبير محتمل ، لذا سيتعامل بدون وعي مع التجربة ويتفاعل معها دون أن يتفاعل حقاً معها حتى أنه يبدي فهمه للخطأ الهائل الذي أرتكبه وربما يقسم لك أنه لن يعود لذلك الأمر مجدداً بدرجة يبدو فيها صادقاً ، و هو فقط يسايرك ليتفادى العقاب ، وبعد أن يتفاده ويمر بعض الوقت حيث يعتقد أن الجميع قد نسى ما قام به .. يقوم الطفل بتكرار السلوك المشين دون غضاضة في ذلك
السلوك الخاطئ عند الأطفال غالبًا لا يأتي من فراغ، وإنما من خلل في البيئة أو غياب الحوار أو الاحتياج لإثبات الذات أو حتى مجرد فضول لم يُحتوى. ما يحتاجه الطفل فعلًا هو بيئة يشعر فيها بالأمان الكافي ليعترف بخطئه، وبالحدود الواضحة التي تفهمه الفرق بين الصواب والخطأ، دون أن تُدمّره نفسيًا أو تكرّس داخله الإحساس بالخزي أو الخوف المزمن.
الإعتدال فى التوجيه مطلوب جداً
لا أن أترك الطفل بدون توجيه فيتمر فى فعله ، ولا أن أقوم بتعنيف نفسياً وجسدياً
وهنا يظهر أهمية الوعى الأبوى بالتربية الإيجابية ، والإرشاد الأسرى والتربوى
فتعنيف الطفل على السرقه ليس الحل
ولكن الحل لماذا الطفل يسرق ؟؟
فى القصة التى ذكرتها ، اعتقد أنه من الممكن أن يكون بيسرق لكسب أصدقائة وليشعر أنه مقرب منهم ، وأنه مثله مثلهم قاجر على فعل ما يفعلون
وهنا لابد أن أسأل لماذا يريد أن يكسبهم ؟؟
- هل لأنه لا يملك أصدقاء ؟
- هل يتعرض إلى التنمر أو التعنيف ولا يقول ؟
- هل لأنه يحبهم وهم أصدقاء سوء ؟
وعلى أساس السبب نبدأ فى التعامل مع الطفل على هذا الأساس
بالتأكيد ولتدرك أكثر أهمية أن تفكر فى ( لماذا يفعل الطفل هذا السلوك ؟ ولماذا يشعر الطفل بتلك المشاعر ؟)
انصحك بقراءة كتاب " كتاب تتمنى لو قرأه أبواك " لأن هذا الكتاب يحث الأب والأم قبل الدخول فى أى صراع مع ابنائهم أن يفكرون فى المشكلة من وجهة نظر أبنائهم وبمشاعر أبنائهم .
واتذكر أنى رأيت فيديو لسولافا سليم فى هذا الموضوع من قبل ، أنك كشخص كبير وواعى ، لو تمنيت شراء شئ ما بشده وذهبت ووجدت المحل مغلق ستشعر بالحزن لأنك وضعت أمل على إمتلاك ذلك الشئ اليوم .
ولكن الطفل لن يشعر بالحزن ، الطفل سيشعر أنها نهاية العالم ، وسيمر بنوبة غضب عارمة ، وكل ما يحتاجه منا هو تفهم مشاعره وإعطاءة لغة الحب المناسبة لشخصيته ، ومحاولة توضيح الأمر له بهدوء مراراً وتكراراً.
وفيما يخص قريبتك وابنها فانصحهم بالتوجه لمرشد اسرى ومعالج نفسى للأطفال ، ليستطيعوا التعامل مع المشكلة ولا تتفاقم عن ذلك .
التعليقات