بعض النساء يرون في أطفالهم ممتلكات لهن، ممتلكات دفعن فيهم من أعمارهن وأفنين صحتهن في خدمتهم. لذا من الطبيعي أن تتعامل المرأة-الأم- مع المرأة الجديدة - الزوجة- بقدر من العدائية والعدوانية والتنافسية، مع الرغبة في فرض السيطرة.

واحدة من أغرب و أعقد العلاقات في الكون هي علاقة الزوجة وحماتها خاصة إذا كان الابن الوحيد، فبعض الحموات يرين في زوجة الابن منافس وربما عدو، وبعض الزوجات يرين في حمواتهن سلطة تطبق على أنفاسهن.

نجح مسلسل أشغال شقة في إلقاء الضوء على هذه المشكلة بشكل كوميدي خفيف الظل، تخبرني صديقتي أن حماتها فعلت بالظبط مثل المسلسل وعند زيارتهم لها أخذت تحاول أن تستدرج الصغير في الكلام لتعرف ما يخفونه عنها من أسرار، بدأت صديقتي في ملاحظة ذلك بعد أن أصبحت كل زيارة تنتهي بطوفان من التلميحات و الأسئلة الملتفة الثعبانية!!

ولكن بمرور الوقت أدركت صديقتي أن العلاقة بين الزوجة والحماة ربما لا يجب أن تظل حرباً أبدية، بل هي مساحة متداخلة ومعقدة من المشاعر المتضاربة، تتطلب الكثير من الذكاء في التعامل الصبر والحدود الواضحة. ما لا تعرفه الزوجة أن الحماة غالباً ما تشعر أنها مهددة بخسارة دورها المحوري في حياة ابنها الذي أفنت حياتها وأجمل أيامها في رعايته، وأن هناك امرأة آخرى - الزوجة- أصبحت محور حياته وكل اهتماماته. وتشعر الزوجة كأنها تسير في حقل ألغام، كل موقف قد ينفجر في وجهها كأنه قنبلة موقوتة تهدد حياتها وكفيلة بقلب حياتها رأساً على عقب. ويجد الزوج نفسه كأنه حكم في مباراة ساخنة، ربما أسخن من مباراة الأهلي والزمالك، مشدود بين المرأتين، إحداهما تمثل مستقبله وحياته والآخرى والدته لا يقدر على التخلي عنها لأنها في النهاية والدته وصاحبة الفضل عليه في كل حياته. لذا سؤالي كيف يمكننا التخلص من لعنة الابن الوحيد؟