مسلسل أشغال شقة هل تثق في شركات الدعاية التي تجلب المتابعين؟

أتذكر أنني جلست مع واحد من أصحاب تلك الشركات (الاونلاين) وكان ذو خبرة كبيرة في التسويق حتى أنني كدت أن أقتنع برأيه ، فعندما صرحت له برأي مشابه قال لي ، نحن في عالم يعتمد على المظهر بصفة أساسية في التعبير على النجاح وقال لي تخيل أن قمت بعمل إعلان على الفيسبوك للحصول على 20 ألف متابع ..كم سيكلفك ذلك ؟ بالتأكيد سيكلفك ما يوازي ما يمكن أن أحققه لك من 200 ألف متابع (صادقين ومضمونين) وهنا كان يقصد أنه سيجلب متابعين أشخاص حقيقين وليس بوتات بحسابات حقيقية ويخبرني يمكنني أن أحدد لك البلد الذين يأتون منها وضمان أنهم سيظلوا متابعين للأبد او لفترة معينة مثل شهر أو 3 شهور ((بحسب الإتفاق بيننا)) .. وعندما سألته أن هذا يتنافي مع الخوارزمية أخبرني بأنه سيلجأ لتنفيذ إعلان ممول بشكل جزئي بنفس التوقيت تقريباً ليبدو الإقبال منطقياً ومتوافقاً معه وأنه يمكنني الاستفادة من أن الإعلان الممول المدفوع بمبلغ بسيط سيخلق أنطباع قوي عن مدى الإقبال حيث سيخلق صورة ذهنية أن الصفحة ناجحة بسبب عدد المتابعين الهائل والتفاعل كما أنه يمكن الاستفادة من التمرير البارد وهو يقصد أنني يمكن أن أحصل على متابعين حقيقين حتى من الخدمات التزويد المجانية عندما يجدوا أن نشاطات الصفحة تتناسب مع أهتمامتهم.

نعم فيديوهات مخيفة مثيرة للأهتمام ولكن هل لك أن تخبرني عن تصورك أنت لما يمكن أن يحققه الجيل الربع إذا دمجنا معه على سبيل المثال الذكاء الاصطناعي ؟

صدقيني هناك شركات إعلانات كاملة قائمة على تقديم تلك النوعية من الخدمات المشكوك في أمرها ووالمخيف في تلك الخدمات أن جميعها مزيفة تعتمد على بناء صورة مزيفة ورخيصة مثل سعرها ، ومع ذلك كل الفئات الاجتماعية تعرف بذلك وتستعين بها بهدف تعجل النتائج أو الظهور بصورة معينة أمام الناس مثل ( أنظر كم أنا مشهور ومحبوب من الناس) أو الأخطر ، انظر كم الناس المعجبين بمنتجي ويثقون فيه ويشيدون به .. فشراء التعليقات والإعجابات والمتابعات ممكن وسهل من الجميع .

تأثير تلك النوع من الخدمات يختلف بناء على الفئة التي تستخدمها والهدف من الاستخدام، إذا كنا نتحدث عن المشاهير والفنانين

بالفعل كان لدي صديق يحاول إقناع بالعمل معه في تقديم تلك الخدمات وأنه يستهدف فنانين مثل تامر حسني أو محمد رمضان كان يطلب مني فقط أن أوفر له بعض أرقام الهواتف لهؤلاء الفنانين أو أي فنانين أحمل أرقام هواتفهم ليقوم بعرض خدماته عن طريق الواتس وأنه مستعد لأن يمنحني من 25 إلى 50 % من عوائد أي أتفاق وأن الفنانين سيرحبون بشدة لأن هذا فقط لا يعتمد على بناء علامة الفنان التجارية بل أستخدام تلك النوعية من الخدمات لعمل حملات ضد منافسيه من حسابات وهمية ، ولكني رفضت وقتها لأن هذا الامر غير صحيح وقد يضر حتى بعلاقتي ببعض من أعرفهم في الوسط رغم أن هذا كان يمكن أن يحقق لي ثروة فمتوسط الأرباح الشهرية لتلك الصفقات يصل إلى 10 ألاف دولار كان هذا من 4 سنوات تقريباً ، لم تكن حينها تلك الخدمات منتشرة أو معروفة حينها .

ولكن الكثير من أصحاب المشاريع السريعة التي تعتمد على سياسة أخطف وأجري هم يدركون تماماً من زيف تلك الخدمات وهم لا يبحثون عن بناء مصداقية حقيقية بل يعتمد على تلك الصورة الوهمية التي تتشكل في ذهن غالبية البسطاء الذين لا يستطيعون التفرقة بين الخدمات والتفاعلات الحقيقية والخدمات والتفاعلات المزيفة ، بل أن البعض يعدها شطارة ، فمثلاً تجد شخص يبيع تلك الخدمات يلجأ لها شخص آخر يستعين بها لينمو بصفحة أو حساب أنتسجرام أو تيك توك بمليون متابع ويدفع في ذلك ما يوزي قيمة 1000 دولار ، ثم يعود لبيع الحساب على حسابات التواصل كحساب ناجح بقيمة 3000 دولار أو حتى بأكثر بعض الحسابات تصل قيمتها في السوق العربية بما يوازي 100000 دولار ، لأن الشاري يقع في فخ يظن فيه أنه يشتري صفحة عالية التفاعل والوصول وسيحقق منها أرباح وبمجرد أن يقوم بإتمام عملية الشراء حتى يكتشف الخدعة حينها يختفي البائع ومزود الخدمة باحثين ع شخص جديد يسهل خداعه .