في الحلقة الأولى من لعبة الحبار الجزء الثالث كانت هناك مفارقة هامة بأحد المشاهد حيث كان أحد الأبطال الثانويين يملك حدساُ قوياً وشك واضح إتجاه قبطان المركب الذي يتلاعب بهم ويرغب بقتلهم ، المهم أن الحدس كان صحيح تماماً ، وبالحياة تقابلنا مواقف لا نستطيع فيها الفصل غير بالحدس ، بالنسبة لي رغم أنني لست من النوع الذي يمكن القول أنه يتبع حدسه طوال الوقت ولكن في بعض الأمور الفيصلية غالباً ما أتبع حدسي ، وغالباً ما يكون صحيح ، ففي أحد الحالات كان هناك مشروع صغير استثماري كل شيء فيه يقول أنه مثالي وكنت حتى أحقق بعض الأرباح منه ، ولكن في مرحلة ما شعرت أن هناك شيء على غير ما يرام ..لا أعرف ما هو تحديداً ، ولكن سحبت المال الذي قمت باستثماره بنجاح رغم كل المؤشرات الجيدة (مبلغ ليس كبير جداً بالحقيقة) ولكن مهم بالنسبة لي ، ورغم الخسائر الناتجة من السحب والتي ترتبط بشكل واضح من خسارة أرباح كبيرة محتملة ناتجة من الاستثمار .. ولكن هذا ما حدث، وبمرور قليل من الوقت بدأت تحدث أزمة كورنا وعانى العالم من انغلاق كبير وهائل تحول لخسائر فادحة لجميع الشركات والاستثمارات الصغيرة والكبيرة ، ونجوت أنا بأعجوبة صحيح أن المبلغ لم أستفد منه شيء بالحقيقة بل صرف بالكامل في فترة الكورنا ، لكن كان الوضع ليكون أسوأ بكثير ، الحدس أيضاً يقودني بشدة في عمليات الارتباط .. ففي بعض الزيجات كانت الأمور تسير جيداً فيما يبدو ولكن حدسي يخبرني بالعكس .. وكنت كذلك أصدق .. ولكن مرات قليلة فقط كان حدسي يخطأ وكان الخطأ يكلفني الكثير أيضاً .. مما يجعلني أفكر إلى أي حد يجب أن تثق في حدسك؟
إلى أي حد تثق في حدسك؟ لعبة الحبار الموسم 3
شخصيا لا أثق بحدثي مطلقا، ولا أستطيع مهما حاولت، لأنني دائما ما أحب الحقائق والأرقام والأدلة الواضحة، هذه الأمور هي غالبا ما تحركني لاتخاذ أغلب قراراتي وأشعر براحة عندما أتخذ قرارات مبنية على ادلة منطقية، لكن للأسف هذا الخيار ليس متاح دائما، وهو ما يجعلني أضطر أن أستبدله بالحدس، وهو أمر أعتقد أنه لا مفر منه، لكن عندما يكون قراري مبني على حدس أو شعور فقط فأظل متشكك فيه الى آخر لحظة
شخصيا لا أثق بحدثي مطلقا، ولا أستطيع مهما حاولت، لأنني دائما ما أحب الحقائق والأرقام والأدلة الواضحة
لكن ليس كل شيء يتعلق بالحقائق والأرقام صديقي كريم ، فإذا مثلاً فقدت الطريق في مكان نائي ولا يوجد أي شيء يقودك لاستنتاجات منطقية حينها يكون الحدس عامل جوهر (مطمئن لك على الأقل) ، كما يدخل في الحدس تفاصيل حيوية مثل الزواج الذي لا يقاس بالعقل فقط ، ولا بالمشاعر العاطفية .. بل بإحساس داخلي يقودك دون سبب علمي واضح لخوض أو رفض التجربة .. أشياء كثيرة قد تحتاج فيها لثقة في حدسك حتى لوكان الحدس ضعيفاً أو خاطئاً في بعض الأوقات .
قد أختلف مع تعريف الصديق @Mostafa_Shapan للحدس بأنه فراسة المؤمن لأن الحدس قو يواتي غير المؤمنين ويصيبون كثيرًا في اتباعه. إذن فراسة المؤمن هذه مَلَكة ربانية كما أنّ النبي عليه السلام قال: لو كان فيكم مُلهمون ( وفي رواية أخرى مُحدثون) لكان عمر.... إذن الفراسة تلك مفهوم عربي إسلامي خالص أما الحدس كما أراه وتراه الناس فهو شعور غريزي لا نستطيع أن نسوغه أو نتبرره بالإرتياح إلى شيئ أو الإنقباض من شيئ. هو محض شعور طاريء بٌرهيّ أي يأتي في بُرهة خاطفة تجعلك تٌقبل على الشيئ أو تُحجم عنه. نحن لا نستطيع تعليل ذلك الشعور وقد يكون صواباً وقد يكون خاطئًا. أما أنا فلا أحب أن أتبع حدسي لأني غالباً بحكم طبيعيتي ما أٌسيئ الظن في الحياة و الأحياء وغالباًُ ما يكذب حدسي وفي بعض الأحيان يصدق. ولذا، أحب أن أتبع الدليل وإذا لم يتوفر الدليل أكون حذرًا ولا أسيئ الظن قدر الإمكان.
نعم لقد شاركت يا خالد الاختلاف بين علم الفراسة والحدس مع الصديق مصطفى ، وهناك نقطة مهمة لفتت انتباهي بمشاركتك حينما قلت :
أما أنا فلا أحب أن أتبع حدسي لأني غالباً بحكم طبيعيتي ما أٌسيئ الظن في الحياة و الأحياء وغالباًُ ما يكذب حدسي وفي بعض الأحيان يصدق. ولذا، أحب أن أتبع الدليل وإذا لم يتوفر الدليل أكون حذرًا ولا أسيئ الظن قدر الإمكان.
ولكن ألا تلوم نفسك في تلك المرحلة التي صدق بها حدسك .. هل كنت تعتمد في التواصل مع حدسك بشكل أكبر .. أظن أن الحدس من تعريقي يرتبط بمنطقة في العقل تتجاوز التعاريف المنطقية والقياسية للعلوم الخاصة بالعالم وترتبط بالطاقات الداخلية مثله مثل الأحلام بالضبط .. هناك من يحلم حلم أثناء النوم فما هي إلا وقت بسيط ويجده يحدث بالحقيقة .. الحدس إشارة مثله مثل الحلم .. كلما أقتربت منه وزاد تواصلك مع نفسك أو روحك زادت قوة الإشارة وأثرها بالواقع .. أعتقد أنني أيضاً في مرحلة ما من حياتي كان كل حدس لدي حقيقياً سواء كان منذر ومقبض أو العكس.
أجد أن حديثك عن الحدس يلامس جانبًا مهمًا كثيرًا ما نهمله في حياتنا اليومية وهو ذلك الصوت الخافت الذي لا يستند إلى معطيات واضحة لكنه في كثير من الأحيان يكون أكثر صدقًا من كل الأرقام والمنطق أعتقد أن الحدس هو نتاج تراكم خبرات وتجارب سابقة تشكل مع الوقت ما يشبه البوصلة الداخلية التي توجهنا في المواقف الفاصلة وبالنسبة لي لا أراه بديلًا كاملًا للعقل أو التفكير المنطقي بل أعتبره مكملًا ضروريًا خاصة في الأمور التي لا يمكن قياسها بدقة مثل العلاقات الإنسانية أو اتخاذ قرارات مصيرية أحيانًا عندما أشعر بعدم الارتياح تجاه موقف أو شخص رغم أن كل شيء يبدو مثاليًا أتوقف قليلًا وأعيد التفكير لأنني تعلمت أن الحدس لا يأتي من فراغ سؤالك عن مدى الثقة به وجيه جدًا وأعتقد أن الجواب يكمن في التوازن لا ثقة مطلقة ولا تجاهل تام بل مساحة آمنة نترك فيها للحدس أن يهمس دون أن يقودنا وحده
أفضل ما قيل عن الحدس
الحدس هو نتاج تراكم خبرات وتجارب سابقة تشكل مع الوقت ما يشبه البوصلة الداخلية التي توجهنا في المواقف الفاصلة
أعجبني الوصف جداً لتعريفه ودقته ، وبالنسبة لإجابتك أفهم جداً أنه من الضروري عدم التسليم والثقة بالحدس بشكل مطلق .. ففي بعض الأحيان يخطئ الحدس ويخلق مشكلة أكبر .. ولكن فكرة التوازن التي تفضلت بذكرها كيف نصل إليها .. كيف نستطيع أن نقول أن الحدس هذا سليم ويجب إتباعه .. وكيف يكون الموضوع بالعكس ويجب عدم التسليم للحدس .. كيف يا صديقتي نصنع ذلك التوازن ؟
بالطبع الوصول إلى هذا التوازن ليس سهلا أو يحدث بين ليلة وضحاها فهو يتطلب منا أن نكون صادقين مع أنفسنا ونواجه مشاعرنا وأفكارنا بلا تحيز أو تهوين كما يحتاج إلى مزيج من الانتباه للتفاصيل الدقيقة والابتعاد عن الاستعجال في إصدار الأحكام من المهم أيضا أن نأخذ الوقت الكافي للتفكير في ردود أفعالنا ومراجعة تجاربنا السابقة لمعرفة متى كان حدسنا صائبا ومتى كان مضللا هذا التحليل الذاتي يعزز قدرتنا على التمييز ويطور مهارة اتخاذ القرار بشكل واع كما لا بد أن نحرص على الاستماع لآراء من نثق بهم ممن لديهم خبرة أو رؤية مختلفة فقد يساعدوننا على رؤية زوايا لم نفكر فيها أو ينبهوننا إلى جوانب ربما تجاهلناها في النهاية التوازن بين الحدس والعقل هو عملية مستمرة من التعلم والتجربة وكلما زدنا وعيًا بأن الحدس أداة وليست حكمًا نهائيًا كلما أصبح قرارنا أكثر نضجًا وواقعية
انا جدا اثق بالحدس واعتبره اشارة للتنبيه على ان شيء ما سيحدث والا ما شعرنا بهذا الشعور الحدس مهم جدا ويجب ان لانتجاهله
يمكنك القول أنني مثلك ولكن هناك عدد من المرات التي أخطأ الحدس فيها مما أخلف ورائه نتائج كارثية .. هل أخطأ حدثك في بعض الأحيان ..؟ أم لا .. وإن أخطأ كيف تتعاملين مع تلك المشكلة؟
في الإسلام، يُعرف الحدس بأنه "فراسة المؤمن" وهو القدرة على استنباط الأمور وفهمها من خلال البصيرة والذكاء. ورد في الحديث الشريف: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله".
وعند العرب الحدس "هو سُرْعة انتقال الذِّهْن من المقدّمات إلى النَّتائج"
لم أفهم وأترجم الحدس إلا حينما بحثت عن هصراحة وهذا العجيب بشأن الحدس!!
صراحة بمفهوم الحدس الأخير أنا أتبع حدسي كثيراً وهوا ليس شئ بعيد عن الذكاء والفطنة وربط الأمور بمسبباتها أن تدرك سريعاً نتيجة مايقال أو يحدث حولك قد لاتكون ربطت بين كلامك وبين المؤشرات التى جعلتك تشعر أنه هناك شئ على وشك الحدوث، ولكنك لك حدس كبير وفطنة.
لدى أنا هنا مشكلة أنا أتبعه بدرجة غريبة جداً.
قد أرى أمور أو أسمع كلام مقدمات كلام من شخص فيخبرنى حدسي فيها بأمر أو نتيجة ما لم يدركه أناس من حولى ولكنى لا أشرح أن هذا ما اشعر به ويخبرنى به نفسي أو حدسي بل أتصرف ويكأن الحدس هذا معلومة مؤكدة وأنا أتخذ الإجراء التالى فهذا يجعل بينى وبين من معى فى نفس الأمر فجوة ولكن حيما يسألنى عن السبب أشرحه له وأشرح أسباب مافعلت فأجده مقتنع بل ومتفاجئ أحياناً.
بالطبع الحدس أحساناً يكون ظن وقد يكون أحيانا شك فهو أيضاً كما يجعل كثيرين ينبهروا ببعض تصرفاتى المبنية على الحدس هو أيضاً يسبب لى مشاكل مع أخرين، فإتباع الحدس مثله مثل "إن يتبعون إلا الظن".
لذلك لابد وأن نجاهد أنفسنا ألا نصدق الحدس السئ أو الظن السئ!
رؤيتك للحدس كفراسة هو منظور وزاوية جديدة تحترم ليس لكونها تقدم تطوير لما يتعلق بالحدس ولكن لكونها تستثمر في الفكرة من منظور أشد عمقاً من الحدس نفسه بدمجه بالاستنتاج والاستدلال المنطقي ، ولكن الحدس والفراسة منفصلان جداً ، الفراسة تتعلق بالاستدلال وليس بشعور خفي يقودك .. الفراسة إذا رأيت شخصاً قادم يحمل بعض الكدمات وملابسه متسخة فتستدل على أنه كان في شجار .. هذا ليس حدس .. هو تخمين .. لكن الحدس عندما تجد نفسك في منزل لزميل لك يرحب بك بشكل مبالغ فيه فتستشعر أن هناك شيئاً ما مثلاُ غير مريح وغير مفهوم ينتظرك فتجد صديقك بعدها يفعل كل ذلك ليستدين منك مبالغ كبير من المال لذا يعاملك بحفاوة مبالغ فيها .. فيكون حينها حدسك سليم .. بحقيقة الأمر الحدس لا يحتاج لدليل لنأخذ أجراء مناسب ، أما الفراسة فتتعلق بعلامات معينة تبني عليها استنتاج يرتبط بها.
إذا كان صديقي لايحتفى بى حفاوة كبيرة فى العادة ومن ثم فعل وفطنت أنه يريد سلفة فهذه فراسة أيضاً أظن هذا!
أنا متفق مع تفريقك بين الفراسة والحدس
ولكن الحدس قد يكون فى قرار تتخذه بدون أى دلائل أو علامات أو تغيير ولكنه فقط شعور داخلى أظن أنها كذلك وقد يخيب ظنك أو يسدد.
فأظن أن الحدس شئ من الظن أليس كذلك؟! أظن أننى يجب الأن أن أسحب أموالى بالكامل من هذا الإستثمار لماذا ؟! لا أدرى أشعر بأنى يجب أن أسحب أموالى وفقط، أليس هذا صحيح؟!
إذا كان صديقي لايحتفى بى حفاوة كبيرة فى العادة ومن ثم فعل وفطنت أنه يريد سلفة فهذه فراسة أيضاً أظن هذا!
أنا متفق مع تفريقك بين الفراسة والحدس
هناك علاقة وطيدة بينهم .. لكن الفرق أن الاستنتاج هنا ليس بالضرورة مبني على أشياء منطقية الحدس يمكن أن يتم تأويله بتفسيرات مختلفة ولكنك تشعر بشيء محدد هو ما يسيطر على طريقة تفكيرك ومشاعرك دون سبب واضح ، لكن الفراسة تقود لتفسير واحد بديهي ومنطقي ومبني على بما أن إذاً وهناك فرق ، والمثل الذي ذكرته ينتمي للحدس أكثر من انتمائه للفراسة .
وبالطبع أنت محق في كل السطور التي تعقب الجمل الأولى التي أجبت عليها للتوضيح.
التعليقات