منذ أيام رأيت خبر عن انتقاد واسع لاختيار ممثلة من أصول إفريقية لتلعب دور جوليت في مسرحية لتقديم قصة روميو وجوليت، والتي ستعرض في لندن في شهر مايو القادم، وسيقوم بدور روميو أمامها الممثل المشهور توم هولاند، وهو ما أعادني لتذكر حالة الجدل والاستياء الشديد الذي جاء فور صدور وثائقي نتفليكس عن كليوباترا، وتفاجأ الجميع وقتها بالممثلة التي قامت بالشخصية، بل وبطاقم العمل الذي يمثل شخصيات من حضارة مصر القديمة، وغيرها من محاولات من الغرب لادعاء محاربة العنصرية بالمبالغة في الأمر حتى فقد معناه، فأصبح وكأنه يخدم مصالح وأهداف خاصة بعيدة كل البعد عن محاربة العنصرية، لأن في التمثيل عمومًا فشرط أساسي من اختيار أي ممثل أن يكون مناسبًا للدور والشخصية التي سيقوم بها من حيث عدة عوامل، ولا شك أن الصفات الشكلية المتشابهة مع صفات الشخصية أهمها إلى جانب طبعًا الموهبة، والهدف الأساسي من ذلك هو الإقناع، ولنأخذ مثال آخر ونتخيل أننا رسمنا شخصية لفتاة مراهقة في السادسة عشر من عمرها، واخترنا ممثلة في الثلاثين من عمرها لتأدية الدور، فهل يمكن تقبل الشخصية أو التفاعل معها!