في أحد المشاهد التي رأيتها في مسلسل كامل العدد لفت نظري سؤال ليلى لزوجها أحمد (أبطال العمل) عن إذا ما شعر بالملل أو الندم بعد زواجهما، بسبب ضغوطات الحياة وطلبات الأطفال، وهنا تساءلت أنا أيضًا لماذا دائمًا ما يتحدث الناس عن أن الملل بعد الزواج أمر لا مفر منه! بل على العكس تمامًا، فأنا أرى أن هناك اتجاه للتعميم بحيث تصبح قاعدة.

والأصل أن العلاقات المبنية على الود والتفاهم لن يصيبها الملل أو الفتور، لأنهم يعرفون جيدًا كيف يتفاهمون، وكيف يستمتعون بحياتهم سويًا، وكيف يعوضون آثار التعب والضغوطات التي يتعرضون لها، وإذا أُرهق أحدهما سيخفف عنه الآخر، وهكذا تستمر بينهما العلاقة في توازن ما بين المشاعر والعطاء، يحافظ على قوة العلاقة ويجعلها أسهل بمرور الوقت وليست أصعب، وإذا نشأ الملل فهذا ليس سوى دليل على عدم وجود تواصل ولغة تفاهم مشتركة بين الطرفين من البداية، بحيث لا يعي كل طرف ما يعانيه الآخر وما يحتاجه، أو انشغال طرف عن الطرف الآخر، وعدم إعطاء أولوية للعلاقة وأهميتها فنجد زوج منشغل بعمله عن زوجته، أو تكون الزوجة تنشغل عن زوجها بأعمال المنزل، حتى أنه يوجد ما يُعرف بالطلاق العاطفي، ويعني وجود الزوجين بنفس المنزل، ولكن كل منهما بغرفة وحياة.