مسلسل وبينا معاد: المبالغ الكبيرة التي يتحصل عليها المؤثرون على السوشيال ميديا مقابل الإعلانات حق مشروع أم استغلال؟

لا توجد رقابة أو تسعيرة معلنة لهذا النوع من الخدمات، وبالتالي فمن حق كل من يعمل بالمجال تسعير خدمته حسبما يراها مناسبة، ولك أنت كطالب خدمة أن تقبل السعر فتطلب الخدمة مني أو ترفضه فتبحث عن غيري. هذه هو العدل في هذه المسألة مهما اشتكى الباحثون عن تلك الخدمات من الأسعار. هناك مثل مصري شعبي من الدرجة الأولى يقول "اللي معهوش مايلزموش" :)

إن كنت تريد التسويق عبر المؤثرين ولا تتحمل سعر خدماتهم، فلك أن تبحث عن طرق أخرى، حتى أن هناك طرقًا مجانية تؤدي لنفس الهدف.

يتمحور عمله فقط على كونه "بلوجر" وليس لديه وظيفة أخرى حقيقية

بغضّ النظر عن رأينا فيما يقوم به هذا البلوجر وأنه قد لا يقدم قيمة علمية أو اجتماعية حقيقية إلا أننا ينبغي أن لا نغفل عن حقيقة أن هذا البلوجر يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وتأثير على هذه القاعدة، وهو بالضبط ما تحتاجه الشركات لتضمن وصول إعلانها إلى أكبر قدر ممكن من المتلقين، بل قد يكون الإعلان الذي يقوم به هذا البلوجر أكثر تأثيراً من إعلانات التلفاز ذات التكلفة الباهظة والتأثير المحدود.

أما بالنسبة لقيمة الإعلانات فعلى الرغم من أنها في بعض الأحيان تكون مبالغ فيها من بعض الشخصيات، إلا أن الشركات نفسها لا ترفض ذلك بل هي مستعدة لتدفع الملايين من أجل إعلانها، فهنا ما موقعنا نحن من هذه المسألة إذا ما أردنا الإعتراض، فالجهة المعنية بالقضية موافقة !

ولكن لنفرض أننا معترضون على تكلفة إعلان أحد المشاهير، ما الخطوة التالية؟ هل خالف مادة قانونية معينة حتى نتقدم بشكوى ضده، هل هناك سقف للمبالغ ينبغي أن لا يتخطاه حتى يتم الزامه بعد تجاوزه؟ لا .. لا يوجد شيء فعلياً يمنعه من تحديد السعر الذي يريده بكل حرية وللشركة حرية أن تدفع أو أن تتراجع.

وهنا أرى أن المشكلة من الأساس ليست في التسعير، بل في مسألة الجمهور الذي يتابع هذا البلوجر الذي لا يقدم له أي قيمة تذكر

مع حقيقة أن كل شخص يضع سعراً والطرف الآخر له حق القبول أو الرفض وأن التسويق عن طريق المؤثرين يزيد من معرفة الجمهور بك ولكن هل كل الجمهور سيريد الحصول على منتجك؟

أنا ضد المبالغ الطائلة لطالما كانت الخدمة المقدمة ليست لكل هذا المبلغ، ولكن كونك بلوجر هذا يتطلب الكثير من العمل والتصوير والتعديل وتنزيل محتوى كل يوم حتى تعمل على زيادة قاعدتك الجماهيرية واستمرار دعمهم لك ولهذا السبب يحصل البلوجر على المبالغ ويشعر باستحقاقيته كونه تعب في جمع هذا العدد، قد لا أكون ضد الفكرة ولكنني ضد المبالغ الزائدة عن اللزوم وأيضاً رسالتي لكل براند جديد، لماذا لا تنفق هذه المبالغ على معدات تصوير ومصورين او مسوقين محترفين وكتاب محتوى يصنعون لك خطة محترفة لمدة شهر او شهرين لزيادة الوعي بك وبناء قاعدة جماهيرية؟ فبالتأكيد لديهم القدرة على بناء ماتسعى له إن كانوا يمتلكون الخبرة الكافية لهذا الأمر.

هل يعقل أن شخص مثل ياسين جنكيز لا يملك أي مهاراة في الحياة سوى هز كرشه يحصل على ملايين الجنيهات من المطاعم والفنادق المصرية من خلال هز كرشه أمام المطعم؟؟

بالتأكيد أنا ضد هذه الأموال الهائلة التي تدفع للبوجرز وأعتقد لو وضعت في تحسين المنتج أو الخدمة لعادت بالنفع أكثر لكن لا أستطيع أن أقول أن ذلك استغلال فهو يأتي ضمن مبدأ العرض والطلب وأرى أن المسؤولية الأكبر تتحملها الشركة التي قبلت بهذا النوع للتسويق لمنتجاتها أو خدماتها.

انه سوق وبزنس

فائدة متبادلة ..

ماعسانا أن نقول .. الله يهنيهم

على العموم فإن مجال الدعاية والإعلان يُستثمر فيه مبالغ طائلة من طرف الشركات والمؤسسات بشكل عام، و تلجأ الشركات إلى وضع إعلاناتها في القنوات الأكثر متابعة ومشاهدة للوصول إلى عدد أكبر من الناس، وفي الوقت الحالي أصبح المؤثرين هم أصحاب العدد الأكبر من المتابعة، وهذه المبالغ أصبحت من نصيب المؤثر .

أما بخصوص أحقيتهم بهذا المال أم لا فهناك وجهات نظر من ناحية فإن المؤثر لم يصبح مؤثر بين ليلة وضحاها بل إشتغل على المحتوى الذي يقدمه وداوم على النشر وقام بدراسة المجال والجمهور المستهدف، ومن ناحية أخرى نعرف مؤثرين لا يقدمون أي محتوى هادف أو يقدم فائدة للمجتمع أو أي تأثير إيجابي ويستفيدون من دخل الإشهار والتسويق باستغلال أتباع المحتوى المتدني.

من حيث المبدء يحق لكل شخص أن يقدم اعلان مدفوع...

ولكن لابد من بعض الضوابط

١- أن يكون واضح انه اعلان ... مثلا طبيب يتحدث في التغزية ... اذا مدح دواء ( وكان قابض الثمن يجب ان يوضح ذالك وإلا فهو غرر بحق المتابعين ) فهناك فرق بين نصيحة طبية وتسويق منتج

٢- الضرائب ( سعرهم بسعر أي شخص يحقق دخل )

ولا داعي للاستغراب ... فملكة جمال او لاعب كرة سلة او عارضة ازياء ... كل من له متابعين كانو ينشرو الاعلانات ...

ولا فرق بالتفاهة التي تمنحها ملكة الجمال او الفنشيست حتى لو تقنعو خلف عنوين رنانة ...

ملاحظة: للاسف الشديد حتى النسبة القليلة من صانعي المحتوى المفيد تم تشتيت اغلبهم بالاعلانات وتحولو من مصدر عفوي لمعلومة حقيقية وتجربة حقيقية ... الى معلومة اصطناعية وتجربة مبرمجة لخدمة معلن