مسلسل الحفرة: هل تقتل فردا من أجل إنقاذ حياة مجموعة من الأشخاص؟

مثل أن يتحمل الأب مسؤلية جريمة ما ويدخل السجن لكي لا يسجن أبنه وفي هذه الحالة قام الأب بالتضحية بحياته وعلى الأبن تحمل عبئ الاختيار في الحياة.

بالفعل إذا تعمقنا في التفكير سنجد أن السؤال يشمل مواقف كثيرة وليس قاصرا على وجه التحديد بموقف القتل والمشهد الذي ذكرته، ولكنه مفهوم واسع ومبدأ على أساسه تؤخذ العديد من القرارات.

المثال الذي ذكرته وغيره من المواقف المشابهة، الأب هنا لا يضحي من أجل ابنه فقط أو لإنقاذ حياته هو فقط، ولكن ربما لابنه عائلة أيضا زوجة وأبناء، فمن سيهتم بهم، وربما الأب يرى أنه اقترب من الموت كثيرا، فمن سيهتم بالعائة بعد وفاته، لو ننظر إلى المواقف بنظرة أعمق، ستجد أن مبدأ المنفعة هو ما يُطبق، أي يتم تطبيق وضع يحقق أقصى استفادة ممكنة من كل شيء.

لا أحب كثيرًا تلك الخيارات بين الأمور الصعبة؛ لأنها لا تحدث إلا نادراً بالحياة وغالباً ما يكون هناك أكثر من خيار. 

اتدري يا خالد ، اعتبر هذا النوع من الخيارات مستفز الى حد الهته يا رجل.

نحن في حياتنا الواقعية كأشخاص عاديين لا نصادف مثل هذه الوضعيات أصلا، هل سمعت يوما عن شخص عادي وضع في مثل هذه الحالة، اما ان يقل لواحد او جماعة، هذا هراء.

مثل هذه الفرضيات تعطي ايحاء خيالي للناس انك بطل ويمكن ان تحتاج هذا الجواب يوما ما، انهم يملؤن عقولنا بالتفاهات بشكل مثير للقرف، لقد عاش ملايين البشر طول حياتهم لعشرات السنين دون ان يضطروا للتفكير في هذا الاحتمال أصلا، فما بالك اختياراته المحدودة .

اما عمن يقولون بأن هذه فرضية لقياس طرق تفكير الناس واخلاقياتهم فهذها هراء اكثر من الاول لانك لا يمكن ان تقسي اخلاقيات الناس ودى خيريتهم او شرهم، ولا مدى شجاعتهم بينما هم يكتبون من وراء شاشات ولم يوضعوا في مواقف تحدد دلك واقعيا.

لا أستطيع أن أتخيل أن هناك من يمكنه قتل أبيه!

نعم، ولهذا كان مشهد قوي وأثره كبير على متابعين المسلسل.

مع قسوة الأمر لكن هناك في هذه الحياة مبدأ المصلحة العامة، أن يتم فعل شيء وإن كان خطأ من أجل المصلحة العامة.

نعم، مبدأ منطقي ولكنه قاسي جدا، ولكن ألا تعتقدين أن هذا المبدأ هو مجرد حجة سهلة لإتخاذ قرارات سريعة تخدم أصحابها، وليس المصلحة العامة كما يدعون؟ أعني في الواقع وفي الحالات الواقعية التي قد يتم فيها اللجوء لهذا المبدأ، ألا توجد حلول أخرى، وهم فقط يختارون أن يتكاسلوا عن إيجادها أو يتعمدوا عدم إيجاد الحلول لمصلحتهم الشخصية ويستغلون " المصلحة العامة" كستار؟

وفي الحروب

أعتقد أن الجنود بالفعل واقعيا هم أكثر ما قد يعانون من مثل هذه الحالات، قد تفرض عليهم الظروف والأوامر أن يطبقوا مبدأ المصلحة العليا، فيتخلون عن إنقاذ أحد لأجل إنقاذ عدد أكبر. كم رهيب من الشعور بالذنب والتدمير النفسي الذي يتعرضون له. لا يستطيع الجميع أن يعيش بسلام مع تطبيق هذا المبدأ ، فيرى أنه فعل الصواب، فلا يلقي باللوم على نفسه، تأثير هذا المبدأ مدمر لحياة من اتخذ القرار وحياة من تأثر باتخاذ هذا القرار.

أعتقد أنّ جميع الخيارات في هذه الحالة صحيحة.

عجبتني جملتك هنا. فعلا لا يوجد صح مطلق أو خطأ مطلق في هذه الحالات، هناك خسارة في كل الأحوال، كبيرة كانت أو صغيرة، ولا يجوز لوم أي قرار.

هل تعتقد إن كان متاحا له قتل من يهدده ألن يفعل، أحيانا لا يكون لدينا القوة والسلطة لذلك، وهذا الاختيار المحدود بخيارين أشبه بمعضلة القطار إما هذا أو ذاك ليس هناك حل آخر.

في موقف المسلسل الذي ذكرته تحديدا، كان البطل وأبيه مخطوفين، وكانت عائلتهم مهددة بالقتل، وهناك توقيت زمني محدد لكي يأخذوا قرارهم، أي أن الاثنين لم يكن هناك شيء ليقوما بفعله.

ولكن السؤال يتجاوز هذا الموقف تحديدا، فإجابته تحدد مبدأ وطريقة تفكير الإنسان في كثير من المواقف، من يختار إنقاذ مجموعة بالتضحية بفرد هو شخص يحقق مبدأ المنفعة، وهو مبدأ قائم على الوصول لأكبر قدر من الاستفادة إذا لم تستطع تحقيقها كلها، مبدأ كهذا يتم على أساسه اتخاذ قرارات وسياسات دول حتى. دائما ما يكون سهل عليهم اتخاذ قرار التضحية دون التفكير بإمكانية إيجاد حلول أخرى، لأن بالنسبة لهم حتى وبلا وعي هذا الأفضل للمصلحة العامة.

إذا من رأيك، إن كان لا بد من التضحية فلما لا يتم اتخاذ قرار التضحية من قبل الجميع، لما تكون قاصرة على شخص واحد، وهكذا لا تلقي باللوم على من رفض التضحية بحياته لإنقاذ مجموعة من الأشخاص، لأن قراره هنا تفضل منه وليس واجبا، فلا أحد مجبر على التخلي عن حياته من أجل الآخرين. جرأة كبيرة من سيتخذ هذا القرار، فهو في نظر المجتمع سيكون كالمجرم الأناني الذي تسبب في موت عدد من الأشخاص برغم من أنه لم يكن هو من قتلهم! ولكن هكذا يميل الجميع إلى وضعية المثالية والنظرة المتعالية التي تجعلهم يحكمون على الأشخاص دون أن يتعرضوا لأن يكونوا في نفس مكانهم.