شاهدت مسلسل ناركوس، الذي يحكي عن بابلو إسكوبار، تاجر المُخدّرات الأشهر على الإطلاق.

هل هو رجل فاسد أم روبن هود الفقراء؟

لماذا أسأل هذا السؤال؟ لسبب أنّهُ قد تبرع بالمال لمساعدة الفقراء في ميديلين، أي في مدينته، رجل تبرّع بسخاء لا يوصف للناس، قام ببناء المستشفيات والمدارس وملاعب كرة القدم، كما أعطى المال للعائلات المحتاجة. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن دافع إسكوبار للقيام بذلك لم يكن مجرد إيثار طبيعي، بل حب مبالغ به وعرفان لمنطقته، لقد أراد كسب قلوب وعقول شعب ميديلين، كما أراد أيضاً استخدام أعماله الخيرية لتحسين صورته وصورة مدينته وتمكين الناس هناك.

هذا يجعلنا في طريقين إذا أردنا الحكم عليه فعلاً كتاريخ بعد أن قضى، أن نحكم عليه فعلاً بموضوعية، هو لا شك هنا أنه فعل بعض الأشياء الجيدة للفقراء، هذه الأموال الغزيرة والعقارات والأوقاف التي تركها شاهدة على الأمر، لكنه فعل الكثير من الأشياء السيئة أيضاً، والأمر متروك لكل فرد منّا برأيي ليقرر ما إذا كان يعتقد أن حسناته تفوق سيئاته أم لا بأبسط عبارة ممكنة.

ولكن بعبارة أكثر رصانة واتزاناً: فيما إذا كنّا نقبل منطقه فعلاً في الأمور أم لا؟ هل ترفض إنسان يعطيك أمواله إذا عرفت أنّها من جهة غير شرعية؟ من تجارة مخدّرات؟ وهل ترفض أن تنكر عرفانه وجميله وطيبة قلبه أو منطقه على الأقل من هذه الناحية؟

أم أنّك تبرر للرجل وتقول بأنّ عقليّته السيئة منفصلة كل الانفصال عن عقليّته الطيّبة؟ وهو فعلاً روبن هود للفقراء؟ وأخيراً هل فكرة أن تسرق بشكل عام من غني فاحش الغنى لتعطي فقير مدقع يُعد برأيك هذا الفعل عملاً حسناً أم سيئاً إجمالاً؟ ولماذا؟