هذا المسلسل القصير أصبح من ضمن أفضل المسلسلات القصيرة التي شاهدتها، فهو من إنتاج عام 2020 ويتحدث عن الذكاء الاصطناعي حيث قام مطور بتأسيس شركة من المطورين يعملوون على استسناخ نسخ رقمية من البشر، ليعيشوا في عالم افتراضي متقدم ويمكن لهم التفاعل بسبب ذاكرتهم المنقولة عن طريق البيانات من أرض الواقع إلى هذا الواقع الافتراضي، فالمطور الأساسي وصاحب الشركة عمل على الفكرة لأنها تلم شمله مع أسرته ومحبيه، أو ربما يمكنه أن يعيش أي حياة يريدها دون قيود أو خوف من شبح الموت، فماذا لو أمامك فرصة لصنع نسخة رقمية منك متطورة أتقبل أم ترفض ولماذا؟
مسلسل DEVS: ماذا لو أمامك فرصة لصنع نسخة رقمية منك متطورة أتقبل أم ترفض ولماذا؟
ذكرتني بحلقة Be Right Back من مسلسل Black Mirror، حين كان يمكن صنع نسخة رقمية من الموتى عن طريق الصور وصفحاتهم على منصات التواصل الإجتماعي، تناولت الحلقة فكرة أن النسخة الرقمية من حبيبها رغم أنها تبدو مثله وتتحدث مثله إلا أنها تفتقر إلى الجوهر الحقيقي للشخصية الإنسانية مثل الذكريات العاطفية والتفاعلات الإنسانية المعقدة، ونرى ذلك من خلال تفاعل البطلة في البداية معه لكنها في النهاية لم تستطع وكانت تريد التخلص منه بشدة لذلك أرى حتى مع التكنولوجيا المتقدمة، قد تظل النسخة الرقمية نسخة مشوهة أو غير كاملة للذات الحقيقية، فالإنسان أكثر من مجرد بيانات وذكريات بل كائن عاطفي ايضاً ويمتلك هوية، ومع وجود هذه النسخة الرقمية مني قد يحدث فقدان للهوية الأصلية، كما من الممكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على النسخة الرقمية إلى تهميش أهمية التجارب الإنسانية الفعلية والعيش في الحاضر، لذلك أرى أنني في البداية سوف أتحمس للنسخة الرقمية لكني في النهاية سوف أشعر بالضيق اتجاهها كما حدث في هذه الحلقة.
ولكن الفكرة هنا العكس تماما، شاهدت الحلقة وهي عكس القصة هنا، فالقصة هنا عن أن تنتقل أنت للعيش في العالم الافتراضي بشخصيتك بعد وفاتك، وليس حتى مثل ما تم عرضه في جزء من حلقة White Christmas حيث هنالك شركة تقوم بصناعة نسخة منك متطورة يمكنك التحكم بها بنفسك لتقوم ببعض الأعمال بدلا عنك وخاصة التي تخص التعامل على الانترنت.
لذا بعض التوضيح هنا فكيف تري هذه النسخة الرقمية وهي تفضلين وجودك في عالم افتراضي حتى بعد الوفاة؟
أشعر وأن الأمر شبيه بأن هناك شخص يقول لنا هل تقبل بأن يكون لك ملف شخصي على الإنترنت (الفيسبوك) ويراك جميع الناس من حولك ويعلمون أين تعمل ومن تزوجت وتاريخ ميلادك وصورك التى تنشرها سيروها ويعلقوا عليها ويمكنك التعليق لهم وا وا وا وا...إلخ.
كذلك سنتعجب ونقابل الفكرة بالرفض، حتى يتحول ماتقول إلى واقع إفتراضي يقوم به الميتافيرس ونشارك فيه جميعنا ومن لم تكن لديه نسخة رقمية سنسخر منه، لكن الله أعلم بما فى الغيب، لكن حتى الأن بالطبع لا أقبل قد أقبل حينما يكون هناك العامل الإفتراضي والميتافيرس التى سأجد عليها أصدقائي فى العمل وأقاربي وهكذا، ولكن هل تظن أن شيئاً كهذا يمكن أن يتحقق فى غصون عام أو أكثر، أم قد يستمر لمدة قد لاتقل عن 50 عام على أقل تقدير؟!
أتعلم مصطفى؟ إلى الآن لا استطيع فهم آلية عمل الميتافرس، رغم أنني قرات عنه كثيرًا عندما تحدث عنه مارك زاكربيرج، ولكني شعرت أن الأمر يحتوي على تقنيات متقدمة جدًا لفك شفرات الرسائل العصبية المخية، ومنها نستطيع التحكم في الحواس بشكل أو آخر لعيش تجربة واقعية ملموسة في العالم الافتراضي، ولكني لا أعرف كيف سيكون شعور ذلك، وبالفعل هي فكرة مشابهة لما ذكره حمدي في المساهمة، وربما حتى يشبه نفس فكرة سلسلة Matrix من ناحية وجود نسخ مختلفة للواقع.
ولكن هل تظن أن شيئاً كهذا يمكن أن يتحقق فى غصون عام أو أكثر، أم قد يستمر لمدة قد لاتقل عن 50 عام على أقل تقدير؟
سأرد عليك باقتباس من مؤسس الشركة المطور " عندما كنت صغيرا كان العالم يتغير كل 10 سنوات وبعد ذلك يتغير كل سنة ولكن مع التطور الذي وصلنا إليها فأن العالم يتغير أحيانا كل يوم أو كل ساعة." فلا يمكنني التنبؤ بما يمكن أن يتغير متى وأين ولكن أنظر حولك ستجد وجهة نظره حقيقية وواقعية فالمستقبل يأتي إلينا أسرع من أن ندركه حتى. ولو تم تطبيق هذا الأمر فسيستمر إلى ما لا نهاية عندك مثال الأكونتات للأشخاص المتوفون على فيس بوك ويديرها أحد أقاربهم فكان الشخص لم يمت رغم أنه من الأفضل أن يتم حذف حسابه ولكنه يفضل أن يبقى وكأن شيئا ما خفي في نفسه يريد البقاء.
على الأغلب سأقبل. الانتقال لعالم افتراضي من الثيمات التي رأيتها في أفلام، ومسلسلات كثيرة. ولطالما أردت خوض تجربة كهذه. اختبار حدود ما يمكن أن يصل إليه البشر بنفسي، وفهم أعمق للوعي البشري، وكيف يقوم الجسد بنقل إحساس كاللمس، والشم، والتذوق. أظن أني لن أستطيع منع فضولي الشديد.
سأرغب أيضا بأن يكون فيه ما لا يمكننا عمله كبشر في الواقع: أن نستطيع الطيران بقواعد محددة، وأن تتواجد أدوات معينة تتفاعل مع حالة الشخص الروحية والعاطفية. سيكون الأمر رائعا، كل ما نتخيله يمكننا تحقيقه.
سمعت عن هذا المسلسل من فترة، ولكن لم يتسن لي الوقت لمشاهدته، ولكني سأضعه في قائمة ما أريد مشاهدته. بالنسبة لسؤالك، في الحقيقة سأشعر بالخوف من فكرة وجود نسخة مني بذاكرتي ولكن في واقع افتراضي، لا أعلم هنا هل ما ستمر به النسخة الأخرى سأشعر به ايضًا ويكون ضمن ذكرياتي أم ماذا؟ كما أن فكرة صنع نسخة لي لأتحرر من القيود، تعني أن المشكلة لا زالت قائمة في الحاضر بالنسبة لي، فأقوم بالهرب منها في واقع افتراضي. لا أعلم لا يمكنني الجزم بقول نعم سأرغب، أو "لا" لن أرغب بذلك.
التعليقات