اليوم مواقع التواصل الإجتماعي باتت كواليساً للفنّ والفنانين، كان الفنان والكاتب سابقاً أشخاصاً بعيدين عن المتناول، تصطاد أخبارهم الصحافة فقط وأحياناً تُجمّل أخبارهم أيضاً، فما كان يعرف الإنسان السابق إلّا اللمم عن مشاكل هذه الصناعة الكبيرة التي تُسمّى تلفزيون، أهمّ تلك المشكلات التي ما تفتأ أن تظهر بين كل فينة وفينة أخرى هي مشكلة: سرقة مجهود الكتّاب! 

تقول لي نعم لقد لاحظت سابقاً أنّ الفيسبوك مثلاً كل فترة يُصدّر لنا اسم كاتب مُعيّن يشكي مظلوميّة سرقة تعرّض لها سواء من شركة انتاج أو من مُخرج. يسأل أحدهم: والعقد ما وظيفته أساساً إلّا حماية الكاتب والفنان عموماً من هذا النوع من الأمور؟ أقول لك هي سرقة من الصعب أن يثبتها القانون! 

وهذا تماماً ما يحصل في العالم العربي، لقد تابعنا سابقاً أخباراً كثيرة من صفحة الكاتب فادي قوشجي قبل سنة عن أنّهُ تعرّض لسرقة ومن ثمّ أدان الكاتب فؤاد حميرة أيضاً صنّاع مسلسل كسر عضم بذات الشيء، وأخيراً وليس آخراً بالطبع في هذه القضيّة: رامي كوسا كاتب مسلسل النار بالنار. 

ما الذي يحصل بالضبط؟ الحاصل هو التَعديل! 

  • يأخذ المُخرج السيناريو ويطّلع عليه 
  • يقبله ويوقّع عقداً مع الشركة المنتجة وتعاوناً مع الكاتب.
  • ينزل إلى التصوير: (يُعيد كتابة بعض المشاهد) (يمسح سمات بعض الشخصيات) (يعدّل مسار بعض الأحداث) (يختم بطريقته أمراً يجب أن يبدأ) (يبدأ لم يُذكر) (يضيف خطاً لبناءٍ درامي لا يحتمل) وهكذا، هذه أنواع التعديل. 
  • عند العرض يُفاجئ الكاتب باسمه المكتوب ولكن لعمل لا يشبه ذلك الذي على الورق.
  • يقوم المخرج المُخطئ عادةً بالقيام بذلك وحده دون أي إخطار.

حاولت تلخيص المشكلة الحاصلة فعلاً في مسلسلاتنا العربية، والتي لن يكون لها حل أبداً إلّا بإيجاد طرق تفرض قدرة للكاتب أعلى في المحاسبة والإثبات والتحقيق. ولكن بغض النظر عن ما أقول أنا الآن، هُناك طروحات كثيرة تقول: هذه حريّة مخرج وهذا الأمر لا يخرج عن نطاق مهمّاته وصلاحياته، من حقّه إعادة تشكيل ما يصله من إضاءة وصورة ونص وتمثيل طالما أنّه المُخرج الذي سيخرّج هذه العناصر.

أنت ما رأيك في هذه القضية التي تزداد تعقيداً مع كل يوم؟ هل هي حرية أم سرقة؟