لو كنت قاضيا وعرض عليك مجرم لم يبلغ سن الرشد القانوني، هل كنت لتشدد عليه الحكم؟

لا أفضل أن يُعاقب الطفل مثل عقاب الراشد، صحيح أنه فعل عمل اجرامي لكن معاملته كراشد قد تزيد من سوء الوضع، ومعرف وجود المنشأة الإصلاحية لهذه الفئة إذ تكون بهدف ترشيدهم معاقبتهم على أفعالهم. وأجد ان وجود الشخص غير الراشد في مكان يتواجد فيه مجرمين قد يعزز حسهم الإجرامي ويزيد من قابليتهم للإجرام. حصل ذلك في مسلسل when they see us، غلم يتم إنصاف الأطفال حتى بالرغم من برائتهم دخلوا سجن عادي وعُملوا مامعلة المجرمين الراشدين فتعزز لدى بعضهم الحس الإجرامي.

طالما الطفل لم يبلغ السن القانوني لا يحق لأحد أن يعاقبه مهما كانت جربمته سواء جنحة أو عمل جنائي. وهذا وضاح في قوانين الخاصة بحماية الطفل

المكان الذي كان يستحقه سيم أون سوك هو مؤسسات الرعاية الاجتماعية وليس السجن.

قبل سنيتن تقريبًا طفل لم يبلغ عمر الثانية عشر قتل زميله بالخطأ، وتم وضع هذا الطفل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وإن لم تسامح عائلة المقتول هذا الطفل، قد ينقل الطفل القاتل إلى السجن عندما يبلغ سن الرشد القانوني إلى السجن.

لو كنت قاضيا وعرض عليك مجرم لم يبلغ سن الرشد القانوني، هل كنت لتشدد عليه الحكم ؟

لا ، الذين لم يبلغوا بعد السن القانوني ويتجهون إلى عالم الإجرام ، في الغالب هم ضحية الإهمال والمشاكل الأسرية وثقافة المجتمع ، كما أن معظم أساليب العقاب تتعلق بالسجن لفترات معينة حسب طبيعة الجريمة ، وما هم تحت سن الرشد يكونون داخل سجون " الأحداث " ولا أظن أن طرق المعاملة داخل السجن مثالية من أجل تقويمهم بل ستزيد الطين بلة .

يُمكن التفكير في طرق أخرى للعقاب كإجبارهم على حضور دورة معينة أو أن يُستغلوا للعمل داخل مزرعة أو مصنع أو في سبيل إنتاج معين .

بصرف النظر عن الحبكة الدرامية للمسلسل وعن الابعاد الفنية والحكائية فيه، لا يمكن ان يتم أخذ اي قرارات او احكام قضائية في حق الأحداث بطريقة قاسية او مشددة بغرض حمايتهم او تأنيبهم حتى ، ولكل حالة طبيعة عقابية محددة ومستوى معين من الحكم.

على المستوى القانوني البحثي الصرف، يخضع القانون الجنائي للأحداث الى تغيرات شبه سنوية، في البلد الواحدة، ويختلف ايضا من بلد لبلد حسب ما تقتضيه سلطته وقوانينه التشريعية .

لكن معظم القوانين تميل الى اعادة تربية وتأهيل الأحداث ومساعدتهم على الدخول في المجتمع بصفة سوية ومنع اي تكون لشخصية مجرمة في الطفل مستقبلا، وذلك بأذخاله في برامج حماية الأحداث وتأهيلهم، وهي برامج تحسينية وليست للتعذيب او الشدة.

السبب في إظهار هذا النوع من الشدة والقسوة على الاطفال في الاعمال الدرامية والافلام، هي النزوع نحو استغلال الطفولة لزيادة الارباح والدعاية بالأطفال.

الطفل الذي لم يبلغ سن الرشد وارتكب جريمة المفروض أن تتم معاقبة الوالدين كذلك على هذا الأمر والمجتمع وليس هو وحده،

لكن الطفل في المجمل يرسل إلى دور الرعاية وعندما يبلغ ينتقل للسجن، هذه الأماكن من المفروض أن تكون تربوية ولا تخرج لنا مجرمين أشد شراسة مما دخلوا عليه إلى هذا المكان.