إن كنت موظفًا هل تعطي أولوية لأقربائك عن طالبي الخدمة العاديين؟ مسلسل تحت السيطرة ؟

أعتقد أن النهج الذي قمت بإتخاذه :

 لأن لا أحد سيقبل وهو ينتظر بطابور طويل أن تقوم بتقديم فرد آخر عنوة, وقد حدث معي هذا بشكل صفيق دون اعتذار أو طلب مسبق بل عن طريق الفرض بالتحدث بفوقية وسلطوية... المثير للسخرية أن المكان لم يكن إدارة حكومية بل شركة خاصة متعاقد معها, فلم أتجاوز المسألة وعبرت عن سخطي على الموظف الذي قرر أن يقدم خدمتي أولا خوفا من تهديدي بتقديم شكاية به لرؤسائه

هو أفضل وسيلة للتعبير عن حقك دون صمت ففي موقف مشابه للأمر نفسه ، وجدت نفسي محل لوم لأنني تصرفت بتلك الطريقة مع موظف حكومي وليس من الموظف نفسه ولكن من الناس بالطابور الذين كانوا لا يرغبون أن يكونوا جزء من حالة السخط التي قد تطولهم من الموظف ولكن بسبب فصاحة ردي على الموظف وعدم التزحزح عن طلبي قام بإستئذاني حتى لا يشعر بالحرج إن تطور النقاش لحالة جدلية أقرب للشجار .. ولكن أيضاُ رأيت بعض الموظفين الحكوميين يتماهوا في فرض سطوتهم الوظيفية على المواطنين ولكن كان ذلك عندما كنت شاباً صغيراً 16 عام يستخرج بطاقة ولا يحمل أي خبرات حياتية في التعامل لذا شعرت حينها بالخوف من أن أناصر الشخص الذي تعرض لظلم مشابه.

التفكير بهذه العقلية هو ما جعل النظام لايتغير مهما خلفه أشخاص كانوا يغردون بشعارات العدالة قبل أن يتولوا المناصب.

سأساعد اقاربي بكل تأكيد فقط ما لم يكن في تلك المساعدة انتهاك لحقوق الآخرين! فأينما وصلوا حدود حقوق الآخرين فتمييزهم هو استغلال للمنصب والسلطة.

في معنى الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها!

مثل هذه التصرفات للأسف هي ما تجعل الناس يفقدون الأمل في النظام، لكن التغيير يبدأ من الشخص نفسه. صحيح أن العائلة أولى بالرعاية، لكن العدالة تفرض احترام كل شخص بغض النظر عن قربه منك.

أنا لست متأكدا ماذا كنت سأفعل لو كنت أنا صاحب المنصب، ولا أضمن لك أني سألتزم العدل فانا انسان الله أعلم ماذا سيكون موقفي حينها.

لكن على الأقل لا ينبغي أن نقف في وجه الحق والعدل أو نبرر للباطل حتى لو كنا واقعين في هذا الباطل.

أنا أحترم الإجابات الصريحة جداً لأنها واقعية وتساهم في ثراء الحالة النقاشية وبالنظر لتعليقك سأطرح عليك مثل مع سؤال ، المثل هو ماذا لو كنت أنت في نفس ذات الموقف لشخص يقف في طابور طويل ومن ثم قام الموظف الحكومي بخدمة واحداً من أقاربه - و أنت صمت لأنك مقتنعة أن هذا الأمر بديهياً ويحدث كثيراً - ثم عند الوصول لدورك تفاجئت بالموظف يغلق النافذة ويخبرك أنه تم الانتهاء من دوام عمله وأن عليك الحضور إليه غداً .... فماذا سيكون موقفك حينها؟ بالأخص إن قلت للموظف إن قريبه هو من أخذ دورك وقمت باستعطافه لينجز لك أوراقك ولكنه لم يصغي؟

الرقابة نفسها تتساهل بهذا الأمر حيث يرون أن تلك الأمور هي بديهية في التعامل وأنه من (قلة الزوق) أن تعترض على تلك الأمور .. بالطبع هذا لا يحدث في كل المصالح ولكن في بعضها ، فماذا سيكون على المواطن فعله لمن يقع حظه العاثر للمرور بتلك المواقف بالأخص إن صمت على حقه وتفاجئ بنهاية الأمر أن الوقت العمل الرسمي أنتهى والموظف سيغادر وأن المواطن قد أضاع يوم كامل من حياته في اللاشيء بل أنه قد لا يعرف توفير يوم أجازة مماثل لمتابعة أوراقه .. فكيف يعالج الأمر أم هل يصمت ويكتفي بحالة السخط ويسب ممثلي النظام ثم ينصاع للأمر لأنه لن يتغير؟

هذا الرد لشخص سوي نفسياًً وقرار شجاع لا يمكن للجميع إتخاذه لما ينطوي عليه من إحراج تشعر به من معارفك بل قد يعتبروك (قليل الزوق) لكون تقديم تلك الخدمات اللوجيستية شائعة والجميع يفرض عليه (تقبلها) .