كيف صورت الدراما العربية ثيمة الحب المستحيل؟


التعليقات

أعتقد أن السوق العربي في أمس الحاجة إلى الانفتاح على أفكار أكثر إبداعًا وخروجًا عن المألفوف، فإن المشاهد العربي لم يعد ذلك الساذج الذي يرضى بقصى ضعيفة، وإنما صاروا نقاد لاذعين لديهم سقف طموحات مرتفع فيما يتابعونه من مسلسلات وأفلام، حتى أنهم لا يخجلون من انتقاد مسلسل أجنبي مشهور وعليه ضجة، على أن يكون نقدًا موضوعيًا، ولقد رفع من حالة الوعي هذه النقاد السينيمائيين على يوتيوب مثل "فيلم جامد" اليوتيوبر الشهير، وأصبحت مراجعات الأفلام والمسلسلات قبل المشاهدة عليها إقبال كبير، إذ يسقط أصحاب النصوص السينيمائية الضعيفة بين فكي التهكم والغضب الجماهيري، وهم الذين أصبحوا ذوي رؤى ناضجة للقصة والسيناريو والكادرات والأداء التمثيلي، وأرى للسوق العربي أن يقلل من الابتذال شيئًا فشيئًا، وأن ينفق أمواله على النصوص الإبداعية الرائعة بدلًا من اختيار النصوص الضعيفة.

لن أختلف أبدً ا مع الرأي الذي يقول بأن محبي التفاهة أكثر من محبي القيمة، فهذا أشبه بنظام طبيعي!، ومع ذلك، يرتقي العديد من الجماهير إلى حيث يدخلون شريحة الواعين، وهي لم تعد - حسب ما أرى - فئة قليلة، وإن كانت لا تمثل عددا كبيرا مقارنة بالآخرين، ولذلك فإن الدراما العربية في حاجة إلى التطور، أما أن نقول أن كل المسلسلات والأفلام ستحمل نفس الاتجاه فهذا مستبعد، لأن السوق لا يزال مكان غير مرحب بشدة بتلك الروائع.

هذه الثيمة في الكتابة تعرف بها قصص هولييود بشكل كبير، وهي التي تجعل القصص أكثر جذبا وشهرة،فهل أصبح السيناريو العربي أكثر إبداعا؟ وهل ترى أن هذه الثيمة ستنجح؟ أم علينا الرجوع لما كنا ننتجه في سابق السنوات؟

القصص القديمة أصبحت مملة وغير جذابة للمشاهد العربي. وإذا نظرنا حولنا سنجد البدائل عديدة, مثل منصات Netfix و أمزون وغيرها من منصات المحتوى المرئي والمسموع. وبالتالي لن يكون من الصعب على المشاهد العربي التخلي عن الانتاج المحلي.

وحتى فئة كبار السن ممن قد لايناسبهم الطابع الغربي سيجدون الانتاج التركي كبديل. ما يعني أن شركات الانتاج العربية بحاجة للتغيير اذا كانت لا تريد خسارة ماتبقى من جماهيرها.

بالنسبة للنجاح فغالبا ستنجح لأن الذوق العربي قد اختلف وأصبح يميل إلى الأسلوب الغربي, وهذا النوع من القصص يلقى نجاح هناك ومع المشاهدين العرب من فئة الشباب. ما يعني أن الأمر يستحق التجربة.

السبب يا عفاف هو اختلاف الأذواق بين الفئات العمرية، الفئات الأكبر سنا اعتادت على نمط معين، ستحتاج وقت أكبر لتتعود على التغيير، لكن بالنسبة للشركات المنتجة فإن الأهم هي فئة الشباب لأنها تشكل الفئة الأكبر من الجمهور في سوق الأفلام والمسلسلات.

المشاهد العربي بسبب انتشار الهاتف ورغم اختلاف الاعمار أصبحت الأذواق متقاربة..

على العكس يا عفاف، انتشار الهواتف الذكية وتعدد الخيارات أدى إلى اختلاف الأذواق، ولهذا تحديدا ظهر اتجاه جديد في التعامل مع حاجيات الجمهور يدعى " تخصيص المنتجات".

من ناحية أخرى لو عرضنا الإعلان مثلا لمشاهدة تبلغ من العمر ستين سنة، وهي ألفت نوعا معينا، قد تتردد للحظة، لكن حين ستشاهد حلقة وحلقيتين ستندمج مع الحدث وتتشوق للأحداث قادمة..

صحيح، أساسا المسلسل الذي أشرتي له في موضوعك ذكي، حيث جمع بين الطابع التقليدي (قصة الحب بين الفتاة السادجة والرجل العتيد) وبين الجانب المحدث المرتبط بالأكشن والغموض والتشويق.

مثلا لو جدة شاهدت المسلسل ووجدته مبتذلا او يعالج المواضيع بسخافة، او بطريقة غبية، هل ستعود مجددا لمشاهدة مسلسلات شبابية جديدة؟

هذا المعيار صالح في جميع الأوقات ولجميع الفئات، المحتوى السخيف لن يجذب المشاهدات أو على الأقل لن يشجع المشاهدين على مواصلفة المشاهدة.

صراحة لا تروقني المسلسلات اللبنانية مع احترامي لها ولمن يشاهدها، لا أعلم السبب، ولكن صراحًة عفاف لم أشاهد أي مسلسل لبناني في حياتي قط

بين قصص الثأر القبلي أو قصص الشبيهة بباب الحارة..

نحن نعيش في عالم عربي مضطرب، فربما تجدي هناك من يفضل المسلسلات التي تتمتع بالمغامرات والأحداث التي تعبر عن الشجاعة والنخوة وما إلى ذلك والدفاع عن المظلومين.

وهل ترى أن هذه الثيمة ستنجح؟ أم علينا الرجوع لما كنا ننتجه في سابق السنوات؟

أحيانًا نجد الكفة تميل إلى هذه الثيمة وأحيانًا المسلسلات التي تتعلق بالدفاع عن النفس أو كما ذكرتِ باب الحارة وما إلى ذلك.

فن نجد أن نوعًا سيقضي على النوع الآخر، كل شخص لديه ذوق معين تجاه ما يشاهده.

تابعت مسلسل المرابط وبوابة السماء، والفدائي هل تفضلين هذا النوع؟

هههه، استغربت حقًا انك تابعتيها، فأنا لم أتابعها اطلاقًا، شاهدت اعلانات فقط

تابعت مسلسل باب الحارة للجزء الخامس فقط، تعجبني المسلسلات الشامية والمصرية وخاصًة الصعيدية، مع أن هناك تحفظ من قبلي على بعض العادات التي يتبعوها أو أن المسلسلات هي من تهول هذا الأمر.

لماذا؟ هل فقط لانك لك تجربي ام لك دافع آخر؟

ربما لأنني لم أجرب، ربما لأنني سمعت بأن المسلسلات اللبنانية بأن الاحداث مختلفة تمامًا عن الواقع الذي نعيشه؟

لا أعتقد أن الثيمة جديدة بل هي قديمة قدم الزمن، فهناك آلاف المسلسلات والأفلام العربية التي حملت ثيمة الحب المستحيل، بل ان التراث العربي نفسه ذاخر بهذه القصص، وليس هناك أشهر من عنتر وعبلة وقيس وليلي

أما عن فكرة التخفي والوقوع في الحب، فهذه أيضاً ليست جديدة بل تم تقديمها في العديد من الأعمال من قبل، أذكر منها الآن فيلمي: في بيتنا رجل لعمر الشريف وزبيدة ثروث، وشروق وغروب لرشدي أباظة وسعاد حسني

الجديد في هذا المسلسل هو قلب الأدوار، بمعنى أن يكون المتخفي الساعي للانتقام أو الهروب البطلة وليس البطل، وهذا يتفق مع التوجه ف العالم لمنح المرأة مكانة مساوية للرجل وتصويرها بأدوار قادرة على الكفاح واتخاذ القرار وعدم الاحتياج لرجل يقوم بالمهام بدلاً عنها، ألا تتفقون معي في ذلك؟


مسلسلات

مجتمع يختص بالمسلسلات عامة , و بالاخص المسلسلات الاجنبية

63.7 ألف متابع