هذه المساهمة الثانية بخصوص مسلسل الشركة الناشئة، ولقد ناقشنا أحد المحاور المهمة بالمسلسل في المساهمة الأولى وهذا هو الرابط.

والملاحظ في رأيي أن نتفلكس ركزت في المسلسل بشكل كبير على ريادة الأعمال، وصعابها..

نناقش في هذه المساهمة قرار والد البطلة سيو دال مي حين اختار بين مشروعه الذي طالما حلم به، وبين وظيفته؟

تظهر فتاتان صغيرتين، وهما ترجعان من المدرسة، لتسمعا الصراخ في المنزل بين والديهما، الأم تهدد الأب بالطلاق لو استقال من عمله، في حين يحمل هو ملفا ليقنعها أن الوظيفة ليست الحل، سيعمل على مشروعه الخاص، ترفض الأم الفكرة، وترغمه على عدم الاستقالة لأن المشروع سيكون فاشلا بلا ريب ..

يخرج الأب عازما على رفض الوظيفة التي تستهلك طاقته وتجعله مجرد تابع، حينها ستتبعه ابنتيه للشركة ليطلبا منه عدم الاستقالة لأن الأم تريد الطلاق في هذه الحالة ..

تذهب البنتين للشركة ..

لتكتشفا أن الوالد يتعرض للتعنيف من قبل مديره وللضرب كذلك ... وفي كل مرة يسخر المدير سأعنفك لأنني أعرف أنك لن تقاضيني لقاء صبرك على الوظيفة .. سأضربك وأعطيك مال التسوية ..

تصدم الفتاتان وتنهاران بالبكاء، لا أحد يعلم ما يعانيه الأب المسكين ..

في الأخير يستقيل الأب، ويبدأ على مشروعه الخاص، تصله ورقة الطلاق، لكنه لا يستسلم، سيعمل على مشروع ناجح لترجع زوجته..

هنا ستوضع البنتين في مفترق طرق حين تختاران، كل واحدة مع من ستبقى، تختار الصغرى أي سيو دال مي، والدها، في حين تفضل سيو إن جاي والدتها، تمر العديد من الأشهر،وتكتشف سيو دال مي أن والدتها تزوجت رجلا غنيا، تصدم الفتاة الصغرى التي تسمع كل ليلة أحلام والدها وهو يجهز مشروعه بأنه سيفاجئ الأم وسترجع حتى أسرتهما الصغيرة، تمر دموعها :

قراري هو والدي، دائما

لتسخر منها أختها :

تقف البنت تبكي، ولا تعرف ما تقوله للأب، الذي كان يذهب لتجهيز المشروع أمام المستثمرين، يخبر ابنته أنه اقترب من النجاح، تسكت الفتاة وهي لا تستطيع قول الحقيقة لتخبره: بابا اجلب معك الدجاج المقلي ..

يضحك الأب، يظهر له الباص، ومن أجل أن يلحقه، يقطع الشارع بسرعة لتضربه سيارة مسرعة، رغم جروحه التي انتشرت، يعزم على الذهاب، وكل رضوض ودماء في رأسه، ما أن يصل للمستثمرين يطرح مشروعا لتوصيل الطعام، تنظر له صاحبة الشركة وتبتسم مخبرة إياه أن المشروع قد قُبل، تمر دماء أنفه، وهو لا يستطيع حبس فرحته ..

ما إن يشتري الدجاج، يركب الباص للرجوع، لكن دماءه لا تتوقف من النزول من أنفه، ويفقد النطق في لسانه، ، يضع الأب رأسه على الزجاج وتسقط قطع الدجاج، ليموت ممسكا صورة أسرته

لتظل سيو دال مي وحيدة مع جدتها، ويموت الوالد دون أن تعرف أن والدها جاء بمشروع غير العديد من الأمور في كوريا آنذاك ...

شعار الفتاة المتأرجحة:

تحكي رئسية ساند بوكس في أحد المرات عن شعار الشركة وسبب اختياره، فتتذكر لقائها مع والد سيو دال مي حين قُبل مشروعه، قال لها أنه يبحث عن علبة رمل لمشروعه تكون آمنة، تتفاجئ من تشبيهه، فيخبرها أن له ابنة صغرى دائما ما تتأرجح وتسقط على ركبتيها، جلب لها الرمل وسكبه أمامها كي لا تتأذى، كذلك هو يرغب من رواد الأعمال أن لا يتأذوا وهم يتأرجحون على سلم نجاحهم ..

كانت تبحث مؤسسة شركة ساند بوكس عن الفتاة الصغيرة، سيو دال مي لا تعلم أنها ابنة مؤسس ساند بوكس

تقاتل من أجل طريقها .. فقط

تكون نهاية اختيار والد سيو دال مي مؤلمة، وكلفته حياته، وستحمل ابنته نفس الحلم لتنجح فيه..

في النهاية جازف والد سيو دال مي بكل شيء من أجل مشروعه الخاص..

وأنت هل يمكنك المجازفة بوظيفتك والتخلي عنها من أجل مشروع قيد الأحلام؟