ما هو الحل الحقيقي للابتزاز الإلكتروني مع تطور الذكاء الاصطناعي؟ من مسلسل Black Mirror

لكن لا يمكن إنكار أن المبتز يستطيع أذية الضحية بشدة إذا نشر هذه الصور، فحتى إن شك الناس فيها بل و صدقوا أنها مزيفة، لا تزال سمعة الضحية قد تضررت بشكل لا رجعة عنه، و لا يزال قد تعرض للتشهير و صار اسمه على ألسنة الجميع، كما أن بعض الأهل قد يصدقون الصور أو الفيديوهات المفبركة بسهولة دون أن يشكوا فيها، مما قد يدمر حياة الضحية الاجتماعية أو يعرض حياته حقا للخطر.

أجل، بالطبع كل هذه الاحترازات ضرورية و تحدّ من وطأة و أضرار الابتزاز الإلكتروني، و لكن ماذا عن الأثر الاجتماعي؟ مهما حاولنا زيادة وعي الناس أو تعليمهم عن الأمن الرقمي و المعلوماتي، فذلك لن ينهي أبدا الأثر الاجتماعي الهائل لأعمال الابتزاز الإلكتروني، بعض الناس قد يخسرون أزواجهم أو أصدقاءهم أو حتى عائلاتهم بأكملها بسبب محتوى مفبرك، و الناس بطبيعتهم ينشرون الشائعات الأكثر إثارة أكثر من الحقيقة المملة.

 نحتاج لتغيير نظرة المجتمع لما يسمي بالفضائح كسلاح لنزع قوة المبتز وفي الواقع الابتزاز يضرب في صميم البناء الاجتماعي والثقافي وأنا شخصيا شاهدت تجربة قريبة حيث هدد زميل بنشر محادثات قديمة لصديقتي على الرغم من ان المحادثات لم تكن لترقى لمستوى فضيحه الا ان الخوف من رده فعل المجتمع المحيط بها في هذه المحادثات جعلت حاجتها ملحة لإجراء قانوني وأرى أننا لا يمكننا مطالبة الضحية بتحمل المسؤولية لتغيير ثقافة مجتمع بأكمله، ولكن نسعى جميعا الى هذا التغيير.

أتفق تماما مع رأيك، فمع مرور الوقت يصبح من المستحيل أكثر فأكثر التأكد بشكل تام من فبركة أو أصالة المحتوى الرقمي، التغيير الواجب أن يحدث لمجابهة الابتزاز الالكتروني يجب أن يكون بإنهاء نقاط الضعف التي يستغلها، و لكن لا بد من ملاحظة أن الآثار الاجتماعية الكبيرة لا تزال موجودة حتى في المجتمعات الأوروبية، فحلقة Shut Up And Dance تحدث أحداثها في أمريكا في مجتمع أكثر انفتاحا بكثير، لكن لا يزال الرعب باديا على وجه البطل بشكل جلي طوال الحلقة من فكرة افتضاح أمره، لذا حتى التوعية الاجتماعية قد لا تمثل حلا نهائيا.