موضوع الرقابة السينمائية واحد من أكثر المواضيع التي تثير الجدل بين محبي الفن وصنّاعه، لأنه يقدم معادلة صعبة: كيف نحافظ على الأمان من خلال حماية المجتمع من بعض المضامين التي قد تُعتبر صادمة أو مدمّرة للقيم، وفي الوقت نفسه لا نكسر جناح الإبداع الفني الذي لا يعيش إلا بالحرية والتجديد؟ أحيانًا أشعر أن الرقابة لا بد أن تكون موجودة، لكنها بمجرد أن تتحول إلى عصا غليظة تفقد معناها وتصبح عائقًا بدل أن تكون ضابطًا.

من زاوية شخصية، أذكر أنني شاهدت أكثر من فيلم عربي أُعيدت صياغته بسبب الرقابة، فخرج العمل وكأنه ناقص، لا يحمل الروح التي كان يجب أن تظهر. كنت أخرج من القاعة وأنا أشعر أن هناك شيئًا غير مكتمل، كأن المخرج أُجبر على تقديم نسخة مشوّهة من فكرته الأصلية. وفي المقابل، هناك أفلام سُمح لها أن تعرض كل ما أرادت تقريبًا، لكنها أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع حول مدى ملاءمتها، وهذا جعلني أتساءل: هل من الممكن أن تكون الرقابة أحيانًا وسيلة لإشعال النقاش بدلًا من منعه؟

المفارقة أن بعض المخرجين يعترفون بأن القيود دفعتهم إلى ابتكار طرق ذكية للإيحاء بالأفكار بدلًا من عرضها مباشرة، وكأن الرقابة صنعت تحديًا جعل الفن أكثر رمزية وعمقًا، لكن هذا يطرح سؤالًا: هل هذا نوع من الإبداع تحت الضغط أم أنه التواء على الحرية الطبيعية التي كان يجب أن يتمتع بها الفنا

ن؟