في إطار من الغموض وبعض الرعب النفسي يستعرض الفيلم شبح يعيش مأساة متكررة لسيدة تسببت في تلك المأساة التي فقدت فيها عائلتها وموتهم الذي تأبى الاعتراف به ، لتكون أكثر رسالة مؤلمة بين أحداث الفيلم تتشكل في أهم سؤال يطرحه : ما هي الطريقة المثالية التي يمكن فيها لأي شخص القدرة على التعامل مع فقدان شخص عزيز عليه بالموت؟ .. هذا السؤال المرعب الذي يفاجئنا في الحقيقة وفاجأني بشكل مفجع عند موت والدتي رحمها الله .. هذه الغصة التي تفارقك .. هذا الظلم الذي تشعر به من تلك المشاعر المتضاربة بين التسليم بقضاء الله والتعامل مع الفقد بكل ما يحمله من ألم تعرف جيداً أنه لن يفارقك ... هذا الشعور الذي يواجه كل شخص فقد عزيزاً لديه بالموت وهو مدرك أنه لن يراه مرة أخرى .. إلا بنهاية حياته أو ربما في حلم جميل يرواده من وقت لآخر يجمعه بمن يحب والد والدة حبيب قريب ........... ومع ذلك أجد نفسي مثل هذا الشخص عاجزاً واقفاً على حدود هذا العالم المؤلم الذي يأخذ منك يوماً بعض يوم شخصاً ما تتعلق به وتعرف إنك لن تراه مجدداً كما أعتدت ... لذا يبقى السؤال الذي يلح علي ويفرض نفسه يشدة ..كيف تتعامل مع الفراق الأبدي لشخص تحبه ؟
كيف تتعامل مع الفراق الأبدي لشخص تحبه ؟ The.Woman.In.The.Yard.2025
بكل حزن وأسى يمكنني القول إنني حتى الآن لم أتمكن من التكيف مع الفراق الأبدي لشخصين عزيزين جدًا على قلبي، والدي وجدتي، فرغم مرور الوقت يظل ألم الفقدان مؤلمًا، وكأن الزمن لا يخفف من حدته، لا أستطيع أن أصف شعور الفراغ الذي تركوه، ففي كل لحظة أتذكر كلماتهم وأفعالهم، وأجد نفسي أشتاق لهم أكثر، والحياة بدونهم ليست كما كانت، وأحيانًا أعتقد أنني ما زلت أحاول استيعاب الواقع والعيش مع هذا الألم العميق الذي لا ينتهي.
للأسف يا بسمة هذا حال الجميع لكل من فارق، ولكن هناك مشكلة كبيرة هائلة بهذا الخصوص وهي (محاولة أن تبدو إنك بخير وأن الحياة مستمرة) فليس متوقع منك أن تظل حزين طوال الوقت بشكل واضح وصريح - هذا لن يجعلك شخصاً طبيعياً أمام الآخرين- بالأحرى سيجعلك شخص تبدو متكلفاً أو حتى مدعياً للحزن .. وأنا من النوعية التي لطالما أعتادت على كتم وإخفاء حزنها حتى لا أسبب ضيق لمن حولي .. وربما حتى التظاهر بالعكس كحيلة دفاعية تظهر أنني بخير ... رغم أنني لست كذلك .. أنا أسلم بأمر الله بالطبع ، ولكن لم أستطع تقبل فكرة الفقد ربما أحاول أن أتنساها مرغماً .. ولكن أشعر بتلك القسوة الهائلة لتلك الحياة التي لا يوجد شخصاً كان ذو الفضل الأول في وجودك من الأساس .
الموت هو نهاية هذه الحياة الدنيا وهذه حقيقة لا مفر منها، لكن سلوانا أن هذه الدنيا هي مجرد مرحلة من حياة الإنسان وليست الرحلة كلها وأن الآخرة هي دار البقاء.
الفراق شيء صعب للغاية وفكرة ألا نرى شخصًا نحبه أو عزيزًا علينا مرة أخرى قد تكون مدمرة إذا استسلمنا لها، نعم لابد من الحزن، لكن لابد من تجاوزه حتى تستمر الحياة وحتى لا ندمر أنفسنا ومن حولنا دون أن ندري.
الحزن على الفراق يمر بعدة مراحل وهي :
١. الإنكار أو عدم التصديق.
٢.الغضب.
٣. المساواة.
٤. الاكتئاب.
٥. التقبل.
وبالطبع تختلف مدة كل مرحلة من شخص لاخر.
هل يمكنني أن أسألك هل مررت بهذه المراحل؟ وبأي مرحلة أنت؟
شكراً يا سهام على مشاركتك
وبالنسبة لسؤالك يمكنك القول أنني في مرحلة ما بين الاكتئاب والتقبل أو بالأحرى (عدم التقبل) فأنا لست غاضب ، ولا أعرف ماذا تقصدين بمرحلة (المساوة) ولكن أنا أعاني من فقد والدتي للغاية (وحتى وأنا ناجح بالتظاهر بالعكس) أشعر أنني في عالم موحش ويزداد قسوة يوماً بعد يوم ، تقريباً لا أخرج من المنزل إلا في أضيق الحدود ، ولا أتواصل مع الآخرين ، وبرغم مرور حوالي 7 سنوات على فقد والدتي .. لكن أنا أتذكر تلك اللحظة عندما يكون العالم قاسياً معي كنت أذهب للإرتماء في حضنها والاشتكاء بكل ما يجول بخاطري .. فتقوم هي بالطبطبة على رأس وتقوم برقيتي والاستماع لي بصبر مهما كان الموضوع مهم أو تافه .. الآن أنا أشعر بذلك الألم في كل مرة أحتاج لتلك اللحظة وأنا أعرف إنها لن تعود أبداً.
عفوًا أستاذ حمادة.
أسفة لخسارتك، الله يرحم الوالدة ويسكنها فسيح جناته ويلهمكم الصبر على فراقها.
الغضب قد يكون خارجيًا أي موجه على الأشخاص أو الأشياء من حولك، أو قد يكون داخليًا أي توجه غضبك تجاه نفسك.
المساواة تعنى أن تحاول القيام بصفقات تساوم فيها على الفقيد، مثلًا أن تقول لنفسك يا ليتها عاشت وقمت أنا بخدمتها طوال العمر، يا ليتها عاشت ومات الشخص الفلاني بدلًا منها، وهكذا...
بالطبع لن يعوض أي أحد وجود الأم ولن تنساها ما حييت، لكن ٧ سنوات هي وقت طويل لعدم تجاوز الخسارة، ربما يجب عليك التحدث مع طبيب أو معالج نفسي مختص ولا حرج في ذلك أبدًا، هل جربت ذلك من قبل؟
في الحقيقة لم ألجأ لطبيب نفسي في مشاكل كثيرة (ليس إنتقاصاً من أهمية دوره) ولكن لكوني بالأساس شخص مقصر حيال صحته النفسية والجسدية (واحدة من أعراض الاكتئاب على ما أظن) ولكن أنا أظن أن هناك مشاكل أخرى في العائلة تحتاج للتركيز عليها أكثر من مشاكلي الشخصية، بالإضافة إلى أني في المرحلة الحالية لا أملك الوقت الكافي للقيام بذلك بسبب إلتزامات العمل والعائلة.
لكن لنفسك عليك حق، ذوأنت كشخص هام بقدر أهمية أي شخص اخر في العائلة أو العمل.
تراكم المشكلات والضغوط قد يزيد الأمر سوءًا مع الوقت، وقد يؤثر في النهاية على علاقتك بأفراد الأسرة وزملاء العمل.
أتمنى لك السلامة والسلام النفسي.
أنا لا أعلم إن كنت قد فقدت شخصاً عزيزاً عليك أم لا .. ولكن أتمنى أن لم يحدث ذلك أن لا تمري بتلك المشاعر في أي وقت قريب أو بعيد .. ولكن إن مررت بتجربة كتلك فصدقي أنه ( لا يوجد تجاوز لها بمعنى كلي) يمكنك متابعة بعض الردود للتأكد مثل رد الصديقة (بسمة) لذا لا أعرف ما إذا كان خيار الذهاب للطبيب أو للمعالج النفسي سيكون فعال بالأساس .. فأن لا أبحث عن كلمات تأبين أو مشاركة أو أي شيء ((بالتأكيد سأقدرها)) ولكن لن تؤثر فعلياً في تعويض مشاعر الفقد .. ولكن فقط أتسأل هل هناك طريقة لتخفيفها ؟
نعم فقدت عزيزًا من قبل، لذلك ذكرت أن أحدًا لن يعوض مكانها ولن تنساها أبدًا.
تخفيف مشاعر الفقد قد يبدأ عن طريق التفكير بأنها في مكان أفضل الآن لا تتألم ولا تشعر بالإزعاج أو عدم الراحة وأنك سوف تراها مرة أخرى، لكن خلال الفترة الحالية هناك من يحبونك ويحتاجونك إلى جوارهم وعلى رأسهم عائلتك.
حاول الحديث عنها وتذكر كل لحظاتكم الجميلة وكن شاكرًا أنك عشت معها هذه اللحظات والمشاعر في حين أن هناك من لم يستطع عيش مثلها.
وربما حاول زيارة من كانت تحبهم أو بمن يذكرونك بها.
أعرف شخصًا عانى كثيرًا لفقد والدته التي كان شديد القرب منها لكن بعد فترة وجد بابنته الصغيرة حبًا وحنانًا جعله يشعر وكأن الله قد أعطاه هذه البنت بديلًا لوالدته.
بالفعل أنا أقوم تقريباً بتطبيق كل ما قمت بأقتراحه يا سهام (وأقدر طرحك له).
ولفت نظري بشدة تلك الجزئية التي لم أطبقها بالحقيقية:
وربما حاول زيارة من كانت تحبهم أو بمن يذكرونك بها.
أنا مقصر بتلك النقطة بالتحديد وسأحاول بقدر الإمكان القيام بها لاحقاً ربما تخمل بعد التخفيف لأن كل ما أشرتي له بالسابق قام بالتخفيف لفترة من الوقت ولكن هناك لحظات قاسية للغاية، تلك اللحظات التي تبرز قيمة هذا الشخص العزيز لديك .. مثل أن تتخيلي رد فعله إن كان موجود ماذا كان ليفعل .
ردك مؤلم ووصلنى بكل مشاعره العميقة وأنا أفهمك بصدق، لأنني مررت بتجربة مشابهة بعد فقد والدي، وما زلت أشعر بذلك الفراغ الثقيل الذي لا يُملأ. حتى بعد مرور الوقت، تبقى الذكريات حاضرة، ويظل القلب يبحث عن لحظة دفء لن تتكرر. أحيانًا عندما يضيق بي الحال، ألجأ للدعاء له، وأتصدق على روحه وأقوم بزيارته ، وأشعر بشيء من السكينة، كأنني ما زلت أُهديه شيئًا بسيطًا، كأنني أقول له: "أنا ما نسيتك" وأحاول أن أساعد الاخرين ، كأنها طريقة لأُكمل ما كان يفعله من حب لمساعدة الآخرين. وأحيانا أخرى أبكى.. أعلم أن الوحدة قاتلة وأن التظاهر بالقوة يستنزف، لكن صدقنى مجرد أنك عبرت بهذا الوضوح والصدق هو بداية شفاء. لا تتعجل التقبل فالحزن مع الوقت، يصبح أقل قسوة، ويترك شيء من الرضا، وشيء من الامتنان لأننا عشنا معهم، حتى وإن غابوا
أمر الفقدان هو أحد أكثر التجارب الإنسانية قسوة، ويعجز الكثيرون عن التعبير عن هول تلك المشاعر المتضاربة التي يعايشها الشخص بعد فقدان عزيز. فالفقد لا يتعلق فقط بالرحيل الجسدي، بل بالفراغ العاطفي الذي يتركه الشخص في حياتنا، والذي قد يكون أكثر قسوة من أي شيء آخر.
السؤال الذي طرحته عن كيفية التعامل مع الفراق الأبدي لشخص تحبه، هو سؤال عميق ووجودي. ربما يكون الجواب مختلفًا من شخص لآخر، لكن من وجهة نظر دينية وفلسفية، نجد أن تقبّل الفقدان يأتي من الإيمان العميق بقضاء الله وقدره.
أولًا، رحم الله والدتك صديقي، وأتمنى أن تتجاوز تلك الفترة قريبًا..
في رأيي، التعامل مع مشاعر الفقد هي من خلالها فقط، لا يمكن إنكارها أو إلهاء الشخص عنها، وحتى مع مرور الوقت، ستبقى هناك لحظات نستسلم فيها بين الحين والآخر لمشاعر الحزن أو البكاء المفاجئة، لذلك الحصول على الدعم من المقربين قد يساعد جدًا في تقبّل مشاعر الفقد والتعبير عنها في مساحة آمنة، ولا سيما لو كان المقربين لديهم تجارب مماثلة، وفي حالة كانت المشاعر مؤرقة أكثر من اللازم، فالتحدث مع مختص نفسي أجده في غاية الأهمية.
ولكن مجددًا التعامل مع الفقد والفراق أمر عسير، وكلما ترك الشخص مساحة آمنة للبوح بما يشعر به، كلما كان تجاوز الألم مقبولًا على الأقل.
شكراً لمشاعرك الجميلة صديقتي ، لقد كانت فكرة المساهمة هي البحث عن طريقة فعالة يمكن من خلالها التغلب على الإحساس بالفقد، وبالنسبة للتحدث لطبيب نفسي فسأقوم بأخذ اقتباس من نفس الرد لي للزميلة (سهام) :
في الحقيقة لم ألجأ لطبيب نفسي في مشاكل كثيرة (ليس إنتقاصاً من أهمية دوره) ولكن لكوني بالأساس شخص مقصر حيال صحته النفسية والجسدية (واحدة من أعراض الاكتئاب على ما أظن) ولكن أنا أظن أن هناك مشاكل أخرى في العائلة تحتاج للتركيز عليها أكثر من مشاكلي الشخصية، بالإضافة إلى أني في المرحلة الحالية لا أملك الوقت الكافي للقيام بذلك بسبب إلتزامات العمل والعائلة.
وفي العائلة للأسف لا اجتمع كثيراً مع أخوتي .. وبالحقيقة هم أكثر ضعفاً مني .. ربما البوح لهم يأتي بأثر عكسي .. فيمكنك القول أنني إلى حداً ما أشكل لهم ما يشبه بحائط الصد القوي ضد المشاكل المهمة، فليس من الطبيعي أن يبدو هذا الحائط أمامهم ضعيفاً أو مشروخ ، وهناك مثل بسيط قد يوضح الصورة أكثر .. أنني عندما تلقيت خبر الوفاة ((كنت محطماُ حرفياً وبكيت وحدي بالحجرة بشكل أخاف عمتي من أن تفقدني)) فدخلت لي وقالت أن أشقائك البنات يتطلعوا إليك .. فإن لم تستطع تجاوز الحزن ولو ظاهرياً سينهاروا تماماً .. وهو ما حدث .. حيث قمت بعدها بارتداء القناع الذي لطالما نجحت فيه .. وهو أن أبدو متماسكاً وهادئاً ظاهرياً.
التعليقات