مع التقدم في العمر ولو قليلا أفكر في الأعمال الفنية التي كنت أشاهدها في الماضي وأجد بعضها كان به العديد من المشاكل الفنية أو أن الفكرة نفسها ساذجة ولكن كنت أقبلها في هذا الوقت ربما لصغر السن أو بسبب ارتباطي بالممثلين مثلا مسلسل عائلة الحاج متولي؛ استغرب جدا كيف كنا نشاهده ومعجبين به رغم أن فكرته عن رجل يبحث بشكل مستمر عن زوجة ويستغل ثروتها أو سمعة عائلتها ليزيد هو من ثروته، أو حتى أفلام أجنبية مثل سلسلة إنديانا جونز الشهيرة التي تتحدث عن عالم آثار يحاول أن يجد الأثار من دول مختلفة ومن ثم يأخذها إلى متحف دولته في إنجلترا وكأن الشعوب صاحبة الآثار ليس لها الحق في أن تحتفظ بها والغريب حتى أنه في خلال رحلته لإيجاد الأثار القديمة يدمر آثار أخرى! فماذا عنكم؟
ما هو العمل الفني الذي كنت تفضله في الماضي ولكن مع إعادة المشاهدة وجدته غير جيد على الإطلاق؟
لا أذكر صراحة ولكن أحب مشاركتك فى الأعمال الفنية.
هناك عمل كنت أشاهده منذ 15 سنة وأنا طفل صغير لنقل 10 سنين أو 12 سنة مثلاً وكنت لا أعلم الممثلين حينها وكان العمل غريباً على وكان مبهراً جداً لأن كان به الهاتف الذى يُطوى بأذرار وكان به سيارة Jeep الحمرا التى ليس لها سقف وكنت أنبهر جداً بهذا المسلسل وشاهدته مرات عديده وكان يُذاع على قناة a art إيه أر تى لو تتذكرها، كانت تأتى بالفيلم وتكرره مراراً وتكراراً فشاهدت هذا الفيلم مرات عديدة وكنت كل مرة أنبهر به وكان إسم الفيلم لخالد النبوى زى الهوا ووجميع أفلامه جميلة بما فيها حسن طيارة أيضاً ينطبق عليه نفس الكلام التى أذكره لك.
ومن ثم سمعت هذا الفيلم من شهر، وإذ بفيض من المشاعر والحنين إلى الماضي يفيض فى نفسي ومشاعرى ترق بسبب تذكر الماضى وبالخصوص هذه الفترة من الزمن وتمنيت لو أن الحياة تعود كما كانت فى هذا الوقت لا إنترنت لا هواتف تاتش لا شئ إلا الحباة ببساطتها.
التفكير في الأعمال الفنية القديمة بعيون ناضجة يكشف أحيانًا الجوانب التي لم نكن ندركها عندما كنا أصغر سنًا.
كنت لفترة أحب مسلسلات ديزني بشكل مبالغ فيه مثل: ICarly، وهانا مونتانا، وغيرها. في مرة قررت أعيد مشاهدتهم لاسترجاع الذكريات، فلم أستطع إكمال حلقتين على بعض. أحسسته مبتذلا جدا، والأفكار مكررة، والضحكات سخيفة على مواقف غير مضحكة. لا أعلم لماذا كنت أحبه، لكن عزائي الوحيد أني كنت في بداية تعلم الإنجليزية. لذا، ربما كان هذا ما يعجبني، ويبهرني لذلك الحد.
هناك منشور رائج على فيسبوك له نفس الفكرة، إعادة النظر في أعمال شاهدناها في الطفولة وانبهرنا بها لكنها غير منطقية الآن، مثل مسلسل الضوء الشارد، كان يعطي مبررات للبطل أن ينظر لأرملة أخيه دون الاعتراف بزوجته، فمهما كان السبب كان من حق زوجته الحصول على الاهتمام وهذا لا يعني اهمال الأرملة لكن بالمعقول.
كذلك الأفلام الأمريكية التي تبرر غزو الأوروبيين للقارة الجديدة وقتل السكان الأصليين وتصويرهم بأنهم همج آكلين للحوم البشر، وكان هذا في عدة أفلام لا أذكر اسمها تحديدًا، لكننا في الصغر كنا منبهرين بأفلام رعاة البقر.
بل أكثر من مجرد "غير جيد"
ربما هو النضج من يجعلنا نقيم الأعمال بعين مختلفة الآن ونقرأ ونستشف الرسائل خلف الستار من كل عمل.
القنوات الفضائية بحر لا ساحل له ونحن كنا ننبهر بكل ما يقدمه هذا البحر حتى ولو كان فردة حذاء..
اعمال كنت أشاهدها بإنبهار وأصبحت أشعر بالمهانة لوجودها على التلفزيون. مثلا باب الحارة..
يصور البيئة الدمشقية بصورة سطحية ورجعية مهينة رغم أن تلك الفترات كانت مدعاة فخر في الحقيقة وكانت ذروة الازدهار الثقافي والسياسي.
مثلا المسلسلات التاريخية بدل أن تعرف الأمة على تاريخ اسلافها العظماء تجعل المسلسل أشبه بحبكة بوليسية بطلها زير نساء يسفك الدماء ..
مثل مسلسل خالد بن الوليد تجد حدث واحد ذو مرجعية صحيحة وآلاف المشاهد من خيال المخرج لإتمام الحبكة مستغلين بذلك أن المشاهد العربي بالغالب لا يقرأ الكتب.
ربما هو النضج من يجعلنا نقيم الأعمال بعين مختلفة الآن ونقرأ ونستشف الرسائل خلف الستار من كل عمل.
النضج عامل مهم فعلا، ونلاحظ مدى ركاكة بعض الأعمال الفنية والكتب حتى عندما نكبر في العمر ونزداد نضجا، تتغير نظرتنا للعديد من الأشياء. كنت أيضا محب لباب الحارة في صغري وكنت أعتقد أنها يعبر عن أهل الشام بصورة حقيقية ولكن الواقع أثبت لي العكس.
كان هناك مسرحية لممثل مصري " شاهد مشفش حاجة" كنت أراها في الصغر ممتعة ومضحكة، ثم سرعان ما تبدلت نظرتي لها بعد ذلك، كيف كنت أضحك على شخص وحيد لا يمتلك علاقات إجتماعية، ولا يعرف كيف يحقق نفسه عاطفياً، ولا يستطيع أن يضع نفسه في نطاق آمن.
وفي مرحلة الطفولة كنت من عشاق كارتون يسمى "سبونج بوب" تعلقت بفكرته وشخصياته، وفي يوم خطر بذهني قرأة قصة عن الأمر ربطها كاتب بالواقع، وتبين أن هناك شخصية تسمى مستر سلطع كان يقتل سلطعون البحر ويصنع منه البرجر، تحولت نظرتي للكارتون وقتها من حب وإعجاب إلى كراهية واشمئزاز تام، وكان كاتب المقال قد ربط قصته بقصة حقيقية بشرية حصلت في دولة عربية.
ومنذ هذا الوقت توقفت عن النظر في حقيقة الأمر حتى لا أكره ما أظن أنني أحبه.
كيف كنت أضحك على شخص وحيد لا يمتلك علاقات إجتماعية،
هذه حقيقة فعلا على الرغم من أنها من أفضل مسرحيات عادل إمام من حيث الفكرة والكتابة ولكنها كما نقول كوميديا سوداء! ولكن السؤال هنا هل ما زالت تراها جيدة ولكن بصورة مختلفة أم أنك فقط لا تفضلها بعد الأن بسبب سوء فكرتها1
التعليقات