برأيكم ما هي العوامل التي تجعلنا نطلق على ممثل ما لقب أسطورة؟
ما هي مواصفات الممثل الأسطورة؟
الممثل الأسطورة بالنسبة لي هو ذلك الممثل الذي يُجسد شخصية ما أو شخصيات متعددة تعيش لفترة طويلة جدًا حتى بعد وفاة هذا الممثل، وتظل عالقةً في ذهن المشاهدين، حتى أن بعضهم قد يتذكر اسم الشخصية أكثر من اسم الممثل نفسه من شدة التعلق بها.
يُمكنني أن آخذ آل باتشينو كمثال. آل باتشينو جسد العديد من الشخصيات التي لا تُمحى في تاريخ السينما. أذكر مثلًا تجسيده لشخصية مايكل كورليوني في ثلاثية The Godfather ، ومدى التعلق الكبير بالشخصية من قبل المشاهدين والمتابعين، حتى أن الكثير من الشباب اليوم ينبهر بالشخصية ويتذكرونها حتى اليوم على الرغم من أن الفيلم نفسه قد مر عليه عقود، إلا أنها أصبحت رمزًا عند الدلالة على " سيكولوجية التغيير " .
كما جسد مثلًا شخصية توني مونتانا في فيلم Scarface ، التي تعد واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ السينما كذلك، ويمكن رؤية الكثير من العبارات الشهيرة التي قالها تتردد على ألسنة بعض المتابعين مثل المقولة الشهيرة في المشهد الختامي " Say hello to my little friend " .
ما أقصد قوله أن الشخصيتين مثلًا مختلفتين عن بعضهما تمامًا، إلا أنهما عاشا في ذهن المتابعين لفترة طويلة جدًا، وأصبحت من أيقونات السينما. لذلك، أظن أن هذا العامل مهم جدًا لإطلاق لقب " أسطورة " .
تقمص الشخصية بشكل دقيق وفعل ذلك مع الحفاظ على اللمسة الفريدة للممثل نفسه، فعلى سبيل المثال أنا ضد تمامًا ولا أحب المبالغة في المكياج والأزياء حتى يظهر الممثل بمظهر الشخصية المطلوبة بالحرف حتى لو كانت شخصية حقيقية كما في فيلم The Darkest Hour مثلًا الذي لا يمكن لأحد التعرف على هوية الممثل وراء كل هذا المكياج سوى يتفقد كاست الممثلين بالنسبة لي هذه ليست أفضل الأدوار، وبالنسبة لي الممثل الأفضل في تقمص الشخصيات مع الحفاظ على بصمته الخاصة في هوليوود هو Mads Mikkelsen وبالنسبة لمصر أحب أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وحمدي غيث.
أنا ضد تمامًا ولا أحب المبالغة في المكياج والأزياء حتى يظهر الممثل بمظهر الشخصية المطلوبة بالحرف حتى لو كانت شخصية حقيقية..
مبالغة بعض الممثلين بالمكياج والمؤثرات البصرية هو أمر مزعج بالفعل..
لكن كيف لممثل يجسد دور شخصية تاريخية ما أن يقنع المشاهدين دون ظهوره بملامح مشابهة قدر الامكان لتلك الشخصية، فمثلا هل كنا سنقتنع بأداء أحمد زكي الأسطوري "بأيام السادات" دون أن يطل علينا بملامح السادات!!
ولذلك أرى أن الأداء الأسطوري يتقاسمه جميع القائمين على العمل الفني، وليس الممثل وحده.. فدون إجادة المؤلف والمخرج والسيناريست والماكيير، وغيرهم، لا يمكن لممثل أن يظهر بأداء أسطوري برأيي.
أنا أتحدث هنا عن تفضيلاتي الشخصية وعموما أنا أرى أن أفلام أحمد زكي عن عبدالناصر والسادات وحليم هم أحد أضعف أفلامه على الإطلاق، أقدر المجهود الذي قام به فيهم لكن في النهاية كما قلت لا أحب هذه الطريقة في عرض التاريخ أو تقمص الشخصيات، من الأدوار التي أحبها في هذا النوع مثلا تمثيل Denzel Washington لدور Malcolm X مثلا فهو ليس فيه مبالغة في التقمص او اخفاء لملامح الممثل أو طريقته في التمثيل.
مثلًا الذي لا يمكن لأحد التعرف على هوية الممثل وراء كل هذا المكياج سوى يتفقد كاست الممثلين بالنسبة لي هذه ليست أفضل الأدوار.
أنا على عكسك إسلام أراه نقطة قوة إذا ما تم تصميمه ببراعة ليحاكي الشخصية المرسومة طالما أنه لا يؤثر على أداء وتعبيرات الممثلين ولا يخفيها، بحيث يجعلها مثلا متبلدة أو ثابتة على عكس ما يتطلبه الدور أو الحدث، بالأخص في أفلام الخيال العلمي والشخصيات والقصص الغريبة، ولا يوجد مثال أفضل من جوني ديب على هذا، أفلام ك sleepy hollow, Charlie and the chocolate factory, pirates of the Caribbean, Alice in wonderland وغيرها الكثير والكثير من الأدوار التي لا تكاد تصدق أن شخصا واحد مثلها بسبب الاختلاف الكبير في المظهر والشخصية والمكياج هو ما صنع ذلك.
مثال جوني ديب ينتمي في رأي لفكرة أنه يحتفظ ببصمته كممثل وهو النوع الذي أفضله لكن مثال The Darkest Hour يبدو وكأنهم ايقظوا Churchill من ثباته ليؤدي دوره في فيلم، وأنا أكره هذه الطريقة جدا فالحقيقة فهي تخفي الممثل بنسبة ١٠٠٪ تقريبا في الشخصية، لكن ديب دائمًا ما يحتفظ بطريقته الفريدة ويتقمص الشخصية من خلالها.
أعتقد أول شيء هو التواضع ومن ثم قدرته على تقمص الأدوار، ومن التاريخ نرى أن مارلون براندو الذي يتفق العديد على أنه أكثر ممثل هوليودي ممكن أن نقول عليه أسطورة فكان يرفض هذه المسميات وكذا محمود المليجي وأحمد زكي، وجميعهم أتفقوا على أن ما يجعل الممثل جيدا هو اتقانه لأدوراه، وبهذا لو تتبعنا أدوار الممثلين الذين ذكرتهم ستجدهم شاركوا في العديد من الأفلام الغير جيدة على الاطلاق ولكنهم كانوا يتقنون الدور الذي يقومون به فلا يهم القصة ومجرياتها فهم لا يمثلون جيدا لأن القصة الجيدة هم يفعلون هذا لأنهم يهتمون بالشخصية ويقومون بدراستها وتقمصها فلا تجد دور لهم ليس جيد ولكن تجد أفلاما ليست جيدة، هذا ما يمكن أن تقول عليه ممثل أسطورة أو أي شيء رغم اعتراضي على المسميات هذه أيضا.
من التاريخ نرى أن مارلون براندو الذي يتفق العديد على أنه أكثر ممثل هوليودي ممكن أن نقول عليه أسطورة فكان يرفض هذه المسميات
أعتقد أنك لمحت إلى نقطة مهمة جدًا هنا. حيث أنه أحيانًا عندما يكون الممثل (أو أي شخص مشهور) مغرورًا يفقده هذا جزءًا من شعبيته برغم من تميزه. والتواضع بالطبع سمة فضيلة لكن البعض يرى أنه يجب فصل شخصية الفنان بشكل عام عن فنه ففي رأيي يمكن للشخص أن يكون فنانًا عظيمًا حتى لو كان شخصًا غير مقبولًا وهناك أمثلة كثيرة على ذلك من فنانيين لم يرفضهم الجمهور برغم أن الممثل ذاته شخص سيء. برأيك أيجب علينا مراعاة هذا الفارق أم أن تقييم الممثل هو تقييم له كإنسان في البداية؟
أعتقد أنك لمحت إلى نقطة مهمة جدًا هنا. حيث أنه أحيانًا عندما يكون الممثل (أو أي شخص مشهور) مغرورًا يفقده هذا جزءًا من شعبيته برغم من تميزه.
ليس بالضرورة طالما أنه لا يغتر على الجمهور نفسه لن يفقد شعبيته، فإذا كان مغرورا بفنه أو قدراته وكانت تستحق ستجد أن الجمهور يدعمه بنفسه ذلك بل ويراه صفة جاذبة في الفنان تدل على قوة شخصيته.
حتى لو كان شخصًا غير مقبولًا وهناك أمثلة كثيرة على ذلك من فنانيين لم يرفضهم الجمهور برغم أن الممثل ذاته شخص سيء.
لأن هناك فارق بين القبول الفني والقبول الشخصي، نحن كجمهور لم نتعامل مع الفنانين بشكل شخصي في الحياة العادية، نراهم من خلال الشاشات حين يكونوا مقنعين بألف قناع بعيدا عن شخصيتهم الحقيقية لأن هذا ما يفرضه عليهم طبيعة مجالهم، ولهذا كل ما يهمنا كجمهور أن نتقبل هذا الفنان من الناحية الفنية أي إذا كان ممثلا فنتقبل تمثيله أدواره أعماله، وإذا كان مغنيا فنتقبل موهبته ونحب سماع أغانيه، وهكذا. إذا تمكن أي فنان من هذا لن يهتم أغلب الجمهور بما يفعله في حياته الشخصية، ففي النهاية لا يوجد شخص منا بلا أخطاء.
كانوا يتقنون الدور الذي يقومون به فلا يهم القصة ومجرياتها فهم لا يمثلون جيدا لأن القصة الجيدة هم يفعلون هذا لأنهم يهتمون بالشخصية.
لست مقتنعة كثيرا بهذا المبدأ، أنا أرى أن الممثل المحترف لا يختار مجرد دور ولكن يختار عمل بأكمله قصة وإخراج وحتى يهمه باقي طاقم الممثلين الذي سيعمل معه حتى يكون المخرج ككل جيد وهو ما يخلق التأثير، وهنا تحديدا أن أتحدث على النجوم الكبار الذي يأخذون أدوار بطولة لأن لديهم ميزات الانتقاء والتغيير، أما الأدوار الثانوية فلا فيمكن في هذه الحالة أن يركز الممثل فقط على الدور الذي سيلعبه بحيث يضمن أنه سيترك أثرا به يبرز موهبته ويضيف لرصيده الفني، أما النجوم الكبار فالعمل يكون باسمهم هم أول من يتحملون فشل أو نجاح مدح أو ذم الناس، فلا يكفي مجرد إتقان للشخصية إذا كانت القصة والهدف في النهاية مجرد هراء! في النهاية الناس لا تهتم باستعراض قدرات الممثل بقدر ما يهتمون بالحدث والظرف الذي يخرج فيه تلك القدرات.
لو رجعنا لحياة أولئك الفنانين ستجدين أن التمثيل كان مصدر رزقهم الأساسي ومن المنطقي أن يقوموا بأفلام لا يرضون عنها لأنهم يحتاجون إلى الأموال ولكن عندما يقبلون العمل في هذا الفيلم الذي نطلق عليه الفيلم التجاري فهم يتقمصون الشخصيات كما يجب وفي الأمثلة التي طرحتها يمكنك البحث فأحمد زكي والمليجي وبراندون قاموا بالعديد من الأفلام التجارية ولكن يظل تقمصهم للشخصية. هذا ما حدث ويمكنك بسهولة البحث عن أي لقاء لهم ستجديهم يقولون هذا وتبحثي أيضا في أفلامهم ستجدي العديد من الأفلام التجارية.
التعليقات