فيلم Up in the Air إذا دفعك الحب للطيران هل يهبط بك في سلام أم سيدفعك للسقوط؟

بصراحة لا أؤمن بأن العلاقات العاطفية قد تؤثر بشكل كبير على تطور الفرد وتوجهاته في الحياة،

جرب أن تكون مع شخص مناسب لك وستجد أنها تؤثر بدرجة كبيرة، وتحوّلك إلى شخص أكثر نضجًا وحبًا للحياة رغمًا عنك. ألا يكفي أن يحب الشخص الحياة ليكون ذلك دافعًا له للإنجاز فيها وتحقيق طموحاته؟

الحب الصحيح أو الحقيقي كما قال أ. محمد فؤاد هو الذي يحلّق بك عاليًا فعلًا :)

هو لا يفعل ذلك بالطبع بشكل مباشر فالحب ليس Life Coach، وإنما يعطيك إشارات بأن الحياة بها ما يستحق أن يُعاش. هناك شخص تعيش لأجله وهو مسؤول منك، والشعور الإيجابي بالمسؤولية خير دافع. الحب بنظري = الأنس، والأنس يأتي بعده كل شيء. والعلاقة العاطفية المتزنة هي التي يستمر فيها الشخصان في حياتهما كما كانا قبل الارتباط ولكن مع وجود داعم هذه المرة.

أنا متأكد أن العلاقات العاطفية قد تكون مؤثر فعال جداً بالإيجاب والسلب في دعم أهدافك وتطويرها حتى وإن أعترفنا بعكس ذلك وأنا هنا لا أشترط أن تكون العلاقة العاطفية التي تجمعك بحبيبتك أو زوجتك فقط ، ولكن علاقتك مع أبنائك أو أصدقائك أو والديك أو أصدقائك ((فوجود دعم عاطفي إيجابي منهم)) كفيل بجعلك تركز بفاعلية أكثر على أهدافك ، مثل دعمك في مراحل الفشل والتي تكون فيها في أشد الحاجة للدعم العاطفي ، وأنا هنا أميل أكثر أنه في حالة وجود دعم عاطفي فعال فأنا أرى أنه من المهم التشبث به ، لأنه بالنظر للحالة المعاكسة أنك تتخلى عن كل المحفزات العاطفية التي يمكن أن تحصل عليها من الأشخاص المقربين وقدرتك على الأستمرار في ذلك دون تأثر بالطبع ستخلق منك نموذج لشخص عملي ناجح لا تحركه العواطف في إتخاذ القرارت المهمة ، ولكن هذا أيضاً بالمقابل سيخلق منك شخص قاسي متحجر القلب دون أن تشعر لا تقيم توازن للأمور العاطفية وهذا يتوافق كثيراً مع حالة الشخصية التي يؤديها بطل الفيلم .

أنا أشعر بالسعادة من سماعي تلك الكلمات وأتمنى من الله أن يديمها عليك ويزيد منها ، فنحن في الحقيقة كبشر يحركنا كثيراً الدعم العاطفي وهو ما يجعل منا ببساطة أكثر إنسانية ، ويحاولنا السخط منها أو الاستغناء عنه لناس تتحرك لإنجاز أهداف كالروبوتات التي ليس فيها حياة .

نعم لا توجد علاقة حب مثالية فكل العلاقات الحب الحقيقية يتخللها بعض الشوائب هذا أمر مفروغ منه ، لكن أسس بناء تلك العلاقة يجب أن تكون سليمة وسوية ويتم بجانب التعامل فيها بالعاطفة والقلب الصادق إعمال العقل أيضاً .

بالتأكيد صديقتي أتفق معك خاصتاً في تلك الجزئية :

 أن الأفلام تبالغ فهي دائما توفر الظروف المثالية التي تخدم أبطال العمل حتى يصلوا في النهاية لما يراه المؤلف ويتخيله المخرج، لذا فلنترك الأفلام على جانب، وبالعودة لسؤالك فأجابتي هي أن الحب يؤدي للتغيير ولكن الحب الحقيقي بمفهومه الناضج والصحي، ليس ما نشهده هذه الأيام من من علاقات متلاعبة وسامة يمارس فيها الشخص كل عقده واضطراباته على الطرف الآخر

لأن العلاقات الحالية تكون بالفعل علاقات غير واضحة وسامة ومتلاعبة ومليئة بالإضطربات، وأعتقد أن هذا يعود لأن الحب تحول من فكرة أن يكون رغبة نقية في العطاء اللامحدود واللامشروط تحول بنهاية الأمر (لحب إمتلاك وتحكم في الطرف الآخر) أما بالنسبة للجزئية التالية فأنا أحب أن أسئل سؤال أحاول أن أفهم به الإجابة أكثر

الحب لكي يؤتي ثماره في تغيير الانسان للأفضل والارتقاء به على الطرفين أن يكونوا أسوياء، إذا لم يكن أحدهم كذلك، لن يكفي الحب وحده في العلاج 

ما المقصود بأن يكون الطرفين أسوياء ؟ هل تقصدي أن تكون علاقتهم بلا عيوب ؟