تخيل مدى بشاعة معاناة أي طالب من التنمر من زملائه هذا يجعل حياته بشعة ويصبح كل يوم يذهب فيه للمدرسة هو بمثابة الذهاب للجحيم، فمابلك أن كان التنمر والعنف يأتي من المدرسين هذه هي ببساطة موضوع هذا الفيلم الذي جعل من حياة بعض الطلبة جحيم بسبب تنمر وعنف مدرس مريض لا يمكن إثبات تنمره أو العنف الذي يدفع طلبته حرفياً للتعاون والتخطيط في إحرق المدرسة.

أتذكر عندما كنت صغير تحديداً في الصف الخامس الإبتدائي كنت في مدرسة خاصة يفترض أن تعليمها مميز إلى حداً ما ولكن تعرضت للتنمر من الطلبة وعنف لفظي وجسدي بدون أي سبب مما سبب لي التشتت وعدم التركيز وانخفاض دراجاتي، وبالتالي رسوبي في اختبار مواد نصف العام برغم من ذكائي، ولكن أبي لم يتهاون معي وتم إرسالي لمجموعة درس بإحد المساجد لمدرس (يشرح بشكل ممتاز) ولكن مرعب ويلجأ لتعذيب طلبته بالضرب والتنمر وشتى ألوان العنف سأمنح مثل لتقريب الفكرة : إذا أتى طالب ولم يتم واجبه بشكل صحيح كان يقوم بضربه بسيف يد عصاته على قدميه 40 ضربة سريعة ومن لم يكتب الواجب يقوم بضربه 80 عصا على قدميه وأحياناً كان يطلب من الطلبة عدم إمساك الطالب وتقيده للضرب ويطلب من الطالب نفسه أن يثبت قدميه فإن قام بسحب قدميه لأي سبب وإنزالها من الدكه التي يثبته عليها كان يعيد عد الضربات من البداية، وكان يضحك بشدة واستمتاع مع بكاء الطلبة.

في الحقيقة جميعنا تعرضنا للضرب والصفع والعبط وكان بعض طلبته يتعرض للكسور والسب والشتم بألفاظ لم أكن أتخيلها في هذه المرحلة العمرية، العجيب أن ثقافة الأهل حينها ليس والدي فقط كانت تبارك طريقة تدريس ذلك المدرس، لقد كرهت الدراسة وكان السبيل الوحيد للهرب من هذا الجحيم هو المذاكرة، الغريب أن هذا حقق نتائج مبهرة لكل الطلبة تقريباً وفي هذا السن الصغير أعتقدنا أن هذا الأسلوب من التعامل هو أمر طبيعي ومحبب وحتى أن هذا المدرس صاحب فضل علينا بكل ما كان يحمله من تنمر وعنف بكل الأشكال .. حتى سن النضج الذي أصبحت متأكد من الجرم الذي حدث بحقي وحق الطلبة .. وهنا يستوقفني سؤال .. ما الذي يمكن أن نفعله لإيقاف التنمر والعنف باسم التعليم سواء كان العنف صادراً من طلبة أو من الأسوأ المدرسين؟ وهل توجد آلية فعالة لفعل ذلك ؟