فيلم sultan: لماذا يحب الناس مشاهدة الرياضات العنيفة؟

حيث يتمثل العراك في وسيلة لتحرير بعض الضغوط أو الانفعالات.

ولكن هل هي طريقة صحيحة فعالة لمعالجة هذه المشاعر؟ لأنني أعتقد أنها مجرد وسيلة هروب وليست وسيلة تنفيس حقيقية يستطيع الشخص بعدها التخلص بشكل كامل من كل هذه المشاعر السلبية، وبالتالي تبقى تلك المشاعر معلقة بداخله، وتظل تأثيراتها تضر به وتؤثر على تصرفاته مع من حوله، فتجدين أنه مثلا يفرغ غضبه بالصراخ على طفله أو أخيه الصغير، ناهيك على أن الصغار يتأثرون بمشاهدتها بشكل سلبي جدا وبدون التفكير أو الوعي بخطورتها، فمثلا تجدين طفل قد شاهد حركة قتالية معينة فيبدأ في محاولة تنفيذها على اخيه او صديقه! وإذا لم يتم الالحاق به فالله وحده اعلم بما يمكن أن يتسبب به، ولهذا لا يمكن التهاون مطلقا حين نتحدث عن ضرورة منع الصغار تحديدا من مشاهدة تلك البرامج، فهي غير مناسبة لهم أبدا كمادة للتسلية او المتعة.

السيناريوهات المسلية والمثيرة للإعجاب لها دور كبير في جعل هذه الرياضات جذابة للمشاهدين حيث يمكن للأفراد تفريغ المشاعر المكبوتة أو التعبير عن التوتر من خلال هذه الأحداث.

إضافة إلى ذلك، قد يجد البعض راحة نفسية في مشاهدة تلك البرامج كوسيلة للتفريغ العاطفي دون الحاجة إلى المشاركة الفعلية في أوقات العنف.

يعتمد على السيناريوهات المسلية والمشوقة. فالكثيرون يبحثون عن تجارب ترفيهية ومسلية ومثيرة للاهتمام أيضا.

ربما لأنني لا استطيع لمس تأثير التشويق والمتعة علي جراء مشاهدة تلك البرامج، لا أفهم كيف تعطي ذلك التأثير على الآخرين، وربما أيضا لوجود الكثير من التجارب التي يمكنها أن تمنح ذلك الشعور مثل الافلام والمسلسلات والتي لا يصاب فيها اي طرف بأذى بشكل حقيقي، يجعلني أقول أنهم يميلون أكثر لشعور زائف بالقوة، وكأن تشجيعهم لبطلهم المفضل وفوزه ينقل احساسه هو بالقوة والإنجاز إليهم فيصبح المشاهد نفسه وكأنه هو من انتصر، ولكن ألا يعطي ذلك التفسير دليلا على نقص رضا هؤلاء الاشخاص عن أنفسهم وعن حياتهم؟ وكأنهم لا يشعرون بالانجاز أو الحماس لنجاحاتهم فيقوموا باللجوء لتلك النوع من البرامج للشعور بتلك المشاعر التي لا يلتمسوها في واقعهم؟

بالفعل كما طرحت يا سارة فهناك سيناريوهات يتم كتابتها وتنفيذها لجذب الجمهور ولعل أبرز مثال على ذلك مباريات المصارعة الحرة وما فعله ستيف ماكمان في هذه الصناعة وحولها لصناعة بملايين الدولارات ونظم بطولات وأسماء مثل حكاية الحانوتي وأخيه والتابوت والموسيقى الجنائزية المصاحبة له وغيرها الكثير

لم أشاهد الفيلم ولكن حديثك خلق لي الفضول لمشاهدته، فأنا لم أفكر مسبقا في التأثيرات السلبية لرياضة شعبية كرياضة كرة القدم، ربما لأن أذى الخصم فيها ليس جزء من أساس اللعبة ولكن نتيجة ثانوية للحركة بين اللاعبين، وهو ما له قوانين يحاسب عليها في حالة التعمد، فحسبت أن التأثيرات الصحية لها أقل وطأة بكثير من أي رياضة قتالية أخرى.

ولكن من أين فكرة الاستمتاع نفسها؟ هذا ما أتساءل عنه! بغض النظر عن فكرة أن البيئة التي تقام فيها هذه الفعاليات محكومة بقوانين أو منظمة بحيث تضمن حد معين من الأذى للأطراف المشاركة، ولكن فكرة التمتع برؤية طرف يقاتل طرف آخر فيسقطه أرضا ويعاني الطرف الآخر من الألم، هذا ما لا أفهمه، كمتفرج لماذا تتمتع بذلك؟ فلا أعتقد أنها طبيعة مطلقة لكل البشر، بحيث يكون أمر طبيعي الحدوث، فيوجد أشخاص لا يتمتعون بمشاهدة أي نوع من أنواع العنف بشكل عام، ومنهم أنا على المستوى الشخصي، لذا يبقى سؤالي ما المتعة في الأمر!