في طرح ذكي ومؤثر يعود عالم هندي ناجح (شاروخ خان) إلى قريته ليأخذ مربيته (كافيير ياما) معه إلى أمريكا، وفي هذه العملية يعيد اكتشاف جذوره. ويعيد بناء وطنه في قصة تحوي الكثير من الإسقاطات السياسية والتاريخية عن تأثير العولمة والعديد من القضايا مثل الرأسمالية والفقر والجهل والتعصب والعنصرية وقيمة الفن والعلم والحب والانتماء للوطن وقدرتهم على تغيير كل شيء ورغم الزوايا الكثيرة التي يطرحها الفيلم بشكل إبداعي وفني شديد التميز والذكاء يجعلك حتى تذرف دمعاً بالأخص حينما تكون أوطاننا طاردة لموهبتنا في الوقت الذي تسعى كل الدول الكبرى والمتقدمة على رعاية الموهبة البشرية وإحتضانها ورعايتها ((حتى تنعكس الفائدة عليهم)) وهو ما يؤدي للعلماء داخل أوطاننا للوصول لتلك الحالة من التشتت وسؤال أنفسهم سؤال محير : هل أبقى داخل بلدي متحملاً كل المصاعب والعيوب البيروقراطية والسخافات والتنمر والسلبية على أمل النجاح في إصلاح كل الفساد والجهل والفقر بالعلم والإبداع والفن ام السفر إلى الخارج وتقديم الفائدة لأشخاص يقدرونها بدلاً من أن تندفن أو تختفي؟ لقد رأينا أمثلة حية كثيرة لعلماء مصريين وعرب حاولوا بجهد إصلاح ما يمكن إصلاحه متحدياً كل الموعوقات (حتى مع فشلهم في بلوغ أهدافهم) مثل أحمد زويل ومصطفى مشرفة وغيرهم الكثير ليبرز السؤال : إذا كنت عالم في مجالك هل تعود لبناء قرية صغيرة تنتمي إليها مهما كانت المشاكل التي تقابلك من الجهل والفقر والتهكم عليك أم تفضل البقاء في الدول التي تقدر قيمة العلم والعلماء؟
فيلم Swades هل أنت مستعد للتضحية بمستقبلك العلمي من أجل بلدك؟
بالتأكيد سأختار العودة وتطبيق واصلاح ما يمكن اصلاحة وافادة المجتمع بالكامل خاصة في موطني وايضا مثال دكتور مجدي يعقوب بأنشاء مركز القلب العالم الصحيح هو من يفيد من حولة وسيبقى وطنة الام ملازما له حتى ولو توفي خارجه ستجده ترك مكتبتة للجامعه الفلانيه واشياء اخرى والامثله كثيره
رأي يحترم بالطبع ... ولكن ماذا ستفعل عندما تجد أنك لن تلاقى الاهتمام الذي تستحق أو الدعم الذي تحتاجه أو الفهم لما ستقوم بتقديمه (فل يلقى كل العلماء ذات المعاملة التي يتلقاها د مجدي يعقوب بالأخص هؤلاء الذين لم يحصلوا على جوائز) .. هل ستحتفظ بذات الرأي؟
بالتأكيد سأحتفظ بذات الرأي ، ثق تماما بأن الله لن يخذلك خاصة بأنك تريد النفع للناس ومن حولك
سنرحل ويبقى الأثر
سؤالك صعب جدًا، شاهدت قبلًا حوارًا للعالم فاروق الباز يحكي فيه عما حدث له في مصر فور عودته من الخارج بعد حصوله على الدكتوراه في الجيولوجيا، وطلبوا منه أن يستلم عمله كمدرس كيمياء(تقريبًا) مع العلم أن هذا ليس تخصصه، وبالتأكيد هو لم يعود للعمل كمدرس ولكن لتطبيق نظرياته وعلمه، وبالطبع هذا لم يحدث واضطر للسفر مرة أخرى للخارج. أتفهم أننا لم نصل لنفس مراحل التطور والتكنولوجيا الموجودة في الخارج وخصوصًا في المجالات العلمية الخاصة بالفضاء والفيزياء النووية والكمية وما إلى ذلك وفي الأغلب الحل الوحيد هو استكمال الدراسة والعمل في الخارج. فهل تعتقد أم من نتشرف بهم الآن كعلماء ومهندسين وأطباء يعملون في الخارج، كانوا ليصبحوا المثل لو عاشوا في بلادهم فقط؟ أحيانًا أشعر أنهم ملهمون لأنهم ذهبوا للخارج وحققوا أمورًا كانت شبه مستحيلة فيما سبق ولكن نراها الان تحدث وبكثرة، مما يعطي الهامًا للأجيال اللاحقة.
حقيقة لا اعلم ما الخطوات الواجب اتباعها من قبل بلادنا للحفاظ على هذه القدرات المدفونة، ولكني أتمنى أن يكون لهم مؤسسات خاصة في مصر لنقل علمهم وقيمتهم لمن بعدهم، ومثال لذلك ما يفعله الدكتور مجدي يعقوب في مصر.
نعم أدرك جيداً صعوبة السؤال ((ومدى أهميته في الوقت ذاته)) لكن دعينا نفترض مثلاً أنك واحدة من صناع القرار وليكن وزيرة الشباب على سبيل المثال ... أو أي منصب ترغبي فيه ما القرارت التي ستقومي بإتخاذها مع العلم أنني لا أنتظر إجابة علمية لأنك لست صانعة قرار .. أنا فقط أضع فرضية لفهم البيئة التي يجب أن نوفرها للعلماء .. فماذا سيكون أقتراحك؟
حسنًا، أرى أنه لدينا علماء في مجالات مختلفة كالفضاء والطب والهندسة، فيجب التواصل معهم والوصول لخطة تتضمن وجودهم في مصر في أوقات محددة، ثم دراسة شكل المؤسسات التي نحتاج تطويرها لتلائم العلم الذين سيقومون بنقله للطلاب، ثم تطوير مناهج خاصة تحت إشرافهم بالتطبيقات والعلوم الحديثة في مجالاتهم لدراستها بشكل أساسي في الجامعات، طبعًا هذه الحلول تحتاج لدراسات تحليلية ورأس مال متزايد، الأمر الذي يقودنا لأهم نقطة، هل بلادنا على استعداد لذلك؟ هل يمكننا توجيه جزء كبير من الاستثمار في هذا الإتجاه، وهو مع العلم الإتجاه الأهم في الوقت الحالي، إذا كنا نرغب في الاستمرار بالتواجد على خريطة التطور( أو في الحقيقة نبدأ في التواجد عليها بشكل عملي).
أعتقد أنك ستكوني وزيرة رائعة هذا أولاً
ولكن التساؤل المخيف في وجهة نظري هو ما أنتهت به مساهمتك :
هل يمكننا توجيه جزء كبير من الاستثمار في هذا الإتجاه، وهو مع العلم الإتجاه الأهم في الوقت الحالي، إذا كنا نرغب في الاستمرار بالتواجد على خريطة التطور( أو في الحقيقة نبدأ في التواجد عليها بشكل عملي).
للأسف أجد أجد أن إجابة هذا السؤال ليست سهلة على الإطلاق فالمشكلة الأكبر التي تواجه شعوبنا أنها على مدار العديد من الأجيال تم إغراقها في التفاهات الإعلامية والتعليمية والفنية مما خلق أجيال ((خاوية العقول والفهم)) لا يدركون أهمية العلم وقيمة التعلم والثروة الحقيقية التي يشكلها العلماء بل ومضايقتهم والتنظير عليهم [بجهل] مما يدفع العلماء للإستسلام عن أفكارهم المختلفة أو الهرب بها كما أشار موضوع الفيلم ، الموضوع يجب أن يأتي بدعم واضح من المؤسسات المعنية في الدولة أن يتم تخصيص جزء كبير من مخصصاتها للبحث العلمي (مثلما تفعل أسرائيل) حيث تشير بعض الأحصائيات أن الدولة تخصص الموارد المالية الأكبر من الدولة لخدمة البحث العلمي
وهنا يبرز سؤال لا يقل أهمية أتمنى منك أن تشاركيني في التفكير في إجابته :
هل ما إذا قامت دولتنا بتخصيص الموارد الأكبر لديها لخدمة البحث العلمي والعلماء .. هل ستتركنا الدول الغربية لنتطور أم سيتم محاربتنا بكل الأشكال مثلما تفعل الولايات المتحدة مع الصين وفي حالتنا سيكون العدو الرئيسي المترصد لنا دوماً بسرقة مواردنا العلمية أو تعطيلها هو أسرائيل؟
أولًا شكرًا لك على إطرائك اللطيف.
قبل الرد على سؤالك، نعم أسرائيل كدولة بالفعل توجه معظم استثمارها للعلم، ولكن أيضًا العديد من رجال الأعمال في البلاد الأجنبية يفعلون المثل، أي أن اهمية التطور العلمي ليست فقط توجه دولي بل حتى اهتمام وتوجه أفراد لرغبتهم بالمساهمة في اكتشاف نظريات علمية حديثة وأن يكونوا من رواد هذا المجال، فالأمر إذا يحتاج لوعي من مستثمري دولنا العربية في أهمية دعم هذا الإتجاه، لأنه ولو فكرنا بالجانب التجاري فقط، فنتيجة هذا الاستثمار ستكون مربحة جدًا ولكن تحتاج إلى صبر، فأنت تستثمر في تكنولوجيا وأفراد وأفكار، لذلك المعظم يفكر بالاستثمار الذي يجني له المال في الوقت الحالي فقط، أو الأسوء الاستثمار مع الأجانب في تطوير التكنولوجيا الخاصة بهم ونحن فقط نقوم بأخر عمليات الإنتاج التي لا تحتاج لأي فهم.
هل ما إذا قامت دولتنا بتخصيص الموارد الأكبر لديها لخدمة البحث العلمي والعلماء .. هل ستتركنا الدول الغربية لنتطور أم سيتم محاربتنا بكل الأشكال مثلما تفعل الولايات المتحدة مع الصين وفي حالتنا سيكون العدو الرئيسي المترصد لنا دوماً بسرقة مواردنا العلمية أو تعطيلها هو أسرائيل؟
أتفق معك في كون الدول الأجنبية دائمًا ما ترغب بتزويدنا بالتكنولوجيا الخاصة بهم في وجود خبراءهم حتى لا نصل نحن للتقنية المستخدمة، وهذا ما نجحوا في عمله في العديد من الدول العربية. لكن في الحقيقة نحن من نحارب أنفسنا بدفعنا لكل الكادرات المتفوقة للخارج ثم عدم الاستفادة منهم بأي شيء، وبالنسبة لفكرة التحجيم أو المحاربة فهذا يحدث في كل الدول التي تسعى للتطور ورفض الخضوع لسيطرة أمريكا، هل تراجعت الصين مثلًا عن تطورها؟ لا بالعكس شاهدت مقطع فيديو يقول فيه أحد المسؤولين في الصين، أنهم لا يتبارون مع أمريكا وينافسوها، لأنه ليس هناك مجال للمنافسة( كان مقصده أنهم يسبقونهم بكثير في هذه التقنية). فإذا أردت رأيي التطور العلمي هو السلاح الوحيد الذي يحفز جميع الدول لإقتناؤه.
نعم أقتنعت بشدة ولكن للأسف لا يبدو الأمر بالسهولة التي يبدو من التصريح به وأن كنت مقتنع بشكل تام بكل ما قولتيه ولكن دعني أيضاُ متابعة الإستثمار بالأسئلة والأجوبة الممتازة .. ما الذي يجب أن نفعله بالتحديد لتوفير بيئة صحية للعلماء .. وأرجو أن تتحدثي من وجهتي نظر
وجهة نظر وهي أنا كفرد أو مواطن عادي ما الذي يجب علي فعله لتوفير بيئة غير طاردة للعلماء ؟
ووجهة نظر شخص مسئول ولنحتفظ بفرضية الوزير التكنولجيا أو الشباب مثلاُ ما الخطوات الذي يجب وضعها في برنامج إداري ناجح وفعال لتوفير بييئة حاضنة للعلماء؟
من الأمثلة المشابهة لقصة د.فاروق الباز قصة د.عصام حجي حيث تم التعامل معه بأنه غير لائق طبي ونفسي بسبب وجود لعثمة عنده واليوم هو حاصل على الدكتوراة ويعمل في ناسا في اختبارات تربة المريخ للبحث عن المياه على سطح المريخ ولم يكتف بذلك فقرر تخصيص نصف وقته للعمل على دراسة أثار سد النهضة على مصر ونشر بحث موثق منذ فترة مع فريق عمل بجهد تطوعي وأتمني حقيقة أن نستفيد من علمه ولو قليلا
قضية د عصام حجي من القضايا الشائكة التي أحاول تجنب الحديث عنها لإرتباطها بالسياسة بشكلاً أو باخر ، ويمكن القول أن الأنظمة الحاكمة في دول العالم الثالث بوجه عام تجد نفسها متورطة بشكل أو بأخر في خصومة مع العلماء والمثقفين الذين لا يسيرون في الركب ، لأن العلماء بشكل عام يرغبون في التغيير ، والسلطات الشمولية لا تحب بأي شكل فكرة التغير في خارج الإطار الذي تحدده لأن هذا بشكل محدد يكشف عورتها أو مساوئ أنظمتها أو أخطائها _أو هذا ما يظنه الغالبية منهم - وهو ما يفسد مخططاتهم لذا يحاول العلماء مجبرين على عدم إتخاذ مواقف سياسة واضحة والهرب منها إما بعدم الكشف عن أرائهم أو الهرب الفعلي للخارج وهو للأسف حقيقة تعاني منها كل شعوب العالم الثالث
بعيدا عن الأفلام والروايات على المستوى الشخصي لن أعود ولكني سأحاول أن أتواصل مع العلماء والمهتمين في بلدي لتقديم الاستشارات العلمية بشكل مجاني وسأقدم العون والدعم بشكل كامل لأبناء بلدي لأن عودتي لن تصلح شيئا بل قد تضر بمستقبلي العلمي كله وللنماذج في حياتنا سواء المعاصرة أو الماضية أكبر دليل مثل أحمد زويل بالمناسبة فعل هذا وعصام حجي يحاول فعل هذا وفاروق الباز ومجدي يعقوب فهذه هي الطريقة المثالية لتقديم العون ما دامت بلدنا لا تدعم بشكل مباشر وواضح العلم والعلماء، ولا توجد المعامل ولا الأدوات والمناخ العلمي الذي يساهم في تطويري. أما دون ذلك مثلما حدث في رواية قنديل أم هاشم فسيكون العالم في حالة حرب لنشر العلم وهذا ليس دوره أن يخوض حربا في شرح مفهوم العلم ولكنه يجب أن يخوض حربا لتقديم المزيد من العلم والاكتشافات التي تفيد البشرية بشكل عام وليس أبناء بلده فقط.
أقدر صراحتك وفهمك الموضوعي للمشكلة .. أنصحك بشدة بمشاهدة الفيلم لأن هذا هو الموقف السائد للعالم الهندي الذي كان الممثل (شاروخان) يؤدي دوره حتى قرر أن يبقى .. لعوامل يصعب علي شرحها في جمل بسيطة تلخص أهمية المجهود الذي تبذله ففي بعض الأحيان يكون إشعال لمبة في بيئة مظلمة أهم من إطلاق صاروخ فضائي ..
وإجابتك تدفعني لسؤال مهم جداً : ماذا إذا أنتهج كل علمائنا ذات النهج .. أي أنهم أتخذوا قرار بالسفر والبقاء في الخارج والاكتفاء بتقديم الاستشارات والدعم الفني (من هناك .. من بعيد) .. فمن الذي سنسد له عملية الإصلاح الفعلية المبنية على نهج علمي ؟
سأضع الفيلم في قائمي بالتأكيد أشكرك.
عملية الإصلاح يا صديقي تكون في مناخ عام صالح فنحن نواجه في مجتمعنا الفكر الرجعي سواء من القائمين على السلطة أو منفذيها وسأقتبس هنا ما حدث مع د / عصام حجي العالم المصري الشاب عندما أوقفه أحد الضباط في الصحراء وسأله أن يشرح له ماهي أهمية عمله فقال له اكتشاف الماء على المريخ فحينها عامله الضابط بطريقة سيئة، فهل تريد من هذا العالم الذي يتشغل منصبا في وكالة ناسا أن يلتحم مع الضابط؟ أم يذهب بعيدا لكي يفيد البشرية ككل وهذا ما حدث بالفعل يا صديقي وللتوضيح مرة ثانية دور العالم ليس أن يواجه المجتمع والنظام وأفكار الناس بل دور الناس والمجتمع والنظام أن يوفروا له البيئة المناسبة للابداع.
بالطبع هو توصيف مثالي للمشكلة وأرى أيضاً المثل وسمعت بنفسي طرح د / عصام حجي
ولكن نحن أمام معادلة صعبة مغلقة على نفسها فيها أربعة مفاهيم و أنا حتى لا أتحدث عن دولتنا أو الدول العربية ولكن أتحدث عن دول العالم الثالث بشكل عام أي أننا جميعاً نعاني من نفس المشكلة
- دول غربية تحتضن العلماء المطرودين من بلادهم وتعمل بخبث لإفساد كل فرصة لتواجدهم في دولهم وإفادتها
- أنظمة دول حاكمة بيرقراطية ولائها للخارج لا تقوم بأداء دورها
- علماء يريدون إفادة دولهم وشعوبهم الغير مقدرة لمجهودهم حتى عند قيامهم بدور ليس دورهم فيستسلمون ويرتمون بالنهاية في حضن من يقدرهم حق قدرهم
- شعوب جاهلة تدرك بالفطرة قيمة العلماء وضرورة وجودهم ولكن قمعهم وأرتفاع أصوات الجاهل والفاسد فيهم ونبرة التعصب والتشدد يدفعهم لبيع القضية
ما الذي يمكن فعله للخروج من تلك المشكلة ... هل فكرت معي في الإجابة؟
ما الذي يمكن فعله للخروج من تلك المشكلة ... هل فكرت معي في الإجابة
الحل واضح وصريح ولكننا نخشى توابعه وهو في أقامة نظام عادل يحرص على توفير البيئة الصحية والعادلة للجميع أما ما دون ذلك واحتراق الفرد من أجل الجماعة فبرأي ليس له منفعه، وفكرة الرجل الواحد الذي يستطيع التغيير الشامل هذه فاشلة ولكن نظام عادل هي رؤية أشمل وممكنة للتطبيق.
الأمر ليس بهذا السهولة التي طرحت بها الحل فحتى حكام دول العالم التالت بعضهم يرى أنه من الحكمة عدم التصادم مع الغرب لأنه يرى أنه ليس له القدرة على الاستمرار في الحكم إلا بوجود مباركة غربية إما هذا أو التضيق عليه وعلى مشاريعه أو استبعاده شخصياً أو إثارة فتن في البلاد فالعلماء الحقيقين ثروة حقيقية يمكن ان تقلب العديد من المعادلات السياسية والأقتصادية فيمكن لاكتشاف بسيط ولكن مهم في أي مجال أن يغير خريطة العالم بالأخص في حالة أن خرج من أجندة مختلفة للأجندة الغربية أو لو شئنا الدقة أكثر أجندة الرجل الأبيض أو النخب الحاكمة المهيمنة المديرة لكل الشركات العالمية (نعم الموضوع بهذا التعقيد) وأحاول بقدر الإمكان فصله عن السياسة ولكنه للأسف ستجد الخيوط بالنهاية تقود إليه شئت أم أبيت
وأحاول بقدر الإمكان فصله عن السياسة ولكنه للأسف ستجد الخيوط بالنهاية تقود إليه شئت أم أبيت.
بالضبط يا صديقي لهذا قلت أن الإجابة واضحة ولكن ليس معناه أنها سهلة فجميعنا نعلم كيف يدار العالم وليس بالسهولة تحقيق ما تريده كدولة بدون اللجوء للقوى العظمى التي صرنا تابعين لها.
دعني بهذا الخصوص أسألك سؤال معقد قليلاً يا صديقي @Hamdy_mahmouds ولكنه حيوي لأن تلك المناقشة فجرت الكثير من المواضيع الممتازة
سأسألك هذا السؤال وتجيبه على أساس فرضيتين الأول هي أنك (حاكم لدولة من دول العالم الثالث) والثانية أنك (عالم كبير و مؤثر من علماء الدول في العالم الثالث) وسيكون سؤالي : ماذا تفعل للخروج من تبعية القوى العظمى هل هناك وسيلة (حتى لو كانت مبنية على فرضية خيالية أو حل يصبعب تحقيقه) أم لا يوجد سوى الاستسلام للوضوع الراهن؟
أولا أن أجعل المناخ العام للدولة صحي من خلال اتباع القانون ولا احد فوق القانون ونشر قيم الديمقراطية وفتح المجال للمعارضة ومن ثم الاهتام بالتعليم والصحة والصناعة بالتدريج وبخطة واضحة لأكون أجيالا تستطيع التفكير والعمل بنفسها وهذا ما حدث في سنغافورة يمكننا دراسة ما فعلوه لنتعلم منهم بالتدريج.
بعيدا عن الأفلام والروايات على المستوى الشخصي لن أعود
أنت لست مضطرًا إلى العودة بالتأكيد، ولكن العودة وخدمة من عاشوا تحت نفس ظروفك بالتأكيد شيء إنساني تؤجر عليه، ويا له من إنجاز كبير يرفع قيمتك في عين نفسك. لا أتحدث عن الوطن والدولة وأنك ابن البلد وعليك خدمتها وبلا بلا، لا أقول ذلك، وإنما ماذا عن واجبنا نحو الأشخاص الذين عشنا معهم ولكن ربما لم تتح لهم نفس الفرصة للدراسة بالخارج أو لتتبناهم دولة تقدر الإنسان؟
هل حُكم على هؤلاء بالموت؟! لماذا لا تكون أنت مصباحًا لهم لربما أخرجتهم من جهل أو مرض بعلمك، مع احتفاظك التام بولائك للبلد الآخر الذي قدّم لك الفرصة.
أضم رأيي إلى رأي @raghd_agaafar في هذا الشأن وهذا ما حاولت قوله في ردي السابق على مشاركة صديقنا @Hamdy_mahmouds ولكن أضيف على مشاركتك سؤال مهم لك يا رغدة فأنت تقولين :
لا أتحدث عن الوطن والدولة وأنك ابن البلد وعليك خدمتها وبلا بلا، لا أقول ذلك
ولما لا تقولين ذلك لما لا يكون حب البلد والوطن هو دافع رئيسي لتحريكنا .. أنا لا أقصد النظم السياسية الحاكمة .. لكن الوطن وما يشكله من قيمة للأرض والأهل و الأصدقاء والذكريات واللغة والطباع المتشابهة .. لما لا يكون هذا جزء أساسي ليحركنا للعودة ... وخدمة هؤلاء الذين ننتمي إليهم بالأخص هؤلاء الذين يحاولون شق طريقهم للنجاح ولم يتثنى لهم فرصة السفر وتلقي الفهم والتدريب الحقيقي؟
لكن الوطن وما يشكله من قيمة للأرض والأهل و الأصدقاء والذكريات واللغة والطباع المتشابهة ..
أهلا أ. حمادة.
هذا هو المفهوم الحقيقي للوطن بالفعل، وليس النظام الحاكم، لذلك أنا أفرق بينهما بمصطلحين مختلفين، فالأول هو الوطن، والثاني هو الدولة.
والوطن يمكنه أن يكون بأي مكان، وليس المكان الذي تولد فيه فقط، ودائما أقول إن الشخص في بلد الغربة ينقصه أحبابه ذكرياته معهم فقط، فإذا كان له أن يطويهم ويحملهم في حقيبته فقد لا تكون له حاجة بالبلد.
وبالتالي أينما اعتبرنا أوطاننا فعلينا بخدمتها.
أهلاً بك يا @raghd_agaafar
ربما يكون المغهوم الذي قدمتيه أكثر فلسفية من مفهومي وهذا رائع فالمعاني الجميلة ورائه واضحة ومفهومة ولكن لي تعقيب ، ولكن ينبغي أن أضيف أن الوطن بمفومه العام يمكن أن يكون مثلاً لي أي بلد عربي أو أي بد مسلم أو أي بلد تحترم حقوق الأنسان (بمفومها الحقيقي) ولكن يبقى الولاء للوطن الأم الذي فيه جذوري .. ولدت فيه أمي وأبي .. تكونت منه وتكون مني .. فيه تاريخي الذي تعلمته فيه هويتي .. وعندما أذهب لتقديم ولائي لأي وطن أخر هو أشبه بالتخلي الكامل عن هويتي ........ وهذه قضية لا تقل أهمية عن السؤال الذي طرحته والذي طرحه الفيلم أيضاً الذي أنصحك بشدة لمشاهدته فهو سيجعلك تفكرين في كل تلك الأسئلة بل ويقدم لها نفس الإجابات التي أجيبها .
هل حُكم على هؤلاء بالموت؟! لماذا لا تكون أنت مصباحًا لهم لربما أخرجتهم من جهل أو مرض بعلمك، مع احتفاظك التام بولائك للبلد الآخر الذي قدّم لك الفرصة.
اعتقد ان هذا سؤال صعب جدا اليوم للاجابة عليه ويمكن لاي اجابة عنه ان تكون خاطئة او صحيحة .
اليوم لا يوجد وطن حقيقي كي تعود إليه ولا قبيلة أو حتى عائلة حقيقة يمكن أن تضحي بنفسك وأحلامك لكي تعود لاصلاحها، لانك وإن عدت ستجد أفراد متشتتين لا أحد فيهم يأبه للاخر ولا احد فيه لمصلحة المجموعة بل لا توجد مجموعه أصلا، إذن ستعود إلى اللاشيء لانك وان أثرت ستحتاج الى جهود مضاعفة لكي تحقق هذا التأثير على شخص أو شخصين بالاكثر .
اعتقد ان أحسن طريقة لخدمة بلدك وأهلك هي أن تخدمهم من بعيد، بأن تكون قدوة جيدة وناجحة ورمز يحتذى به، فتكون بطلا يريد الكل من جماعته ان يكون مثله .
اعتقد ان أحسن طريقة لخدمة بلدك وأهلك هي أن تخدمهم من بعيد،
سيكون التأثير ضعيفًا، ولن يتعدى كونه نقل معرفة نظرية أو دور إشرافي وتوجيهي.
لنقل أن طبيبًا حصل على شهادته من الخارج وأصبح ذا خبرة كبيرة بمجاله. كيف يستطيع أن يخدم أهله من بعيد؟
أتفهم جدًا كيف ترين الحياة بصورة فردانية، وهذا حقيقي، فالصورة الأساسية للحياة هي الفردانية، فكل فرد يولد ويموت وحده بالنهاية ولعل هذا ما يجعلنا بالفطرة أنانيين في رحلة الحياة. كل واحد يقول نفسي ثم أي شيء آخر.
ولكني أتحدث من جانب إنساني وليس إلزامي.
أتفق مع أغلب رأيك يا @raghd_agaafar وأرى أنه منطقي ولكن أسمحي لي أن أضيف شيء ربما أختلف معك فيه قليلاً ، ففي المقولة التالية قولتي :
أتفهم جدًا كيف ترين الحياة بصورة فردانية، وهذا حقيقي، فالصورة الأساسية للحياة هي الفردانية، فكل فرد يولد ويموت وحده بالنهاية ولعل هذا ما يجعلنا بالفطرة أنانيين في رحلة الحياة. كل واحد يقول نفسي ثم أي شيء آخر.
ولكني أتحدث من جانب إنساني وليس إلزامي.
أظن أن ما يميز الأنسان عن باقي المخلوقات هو مدى قدرته على السمو العقلي والحضاري والأخلاقي ، ولكي نصل لطبيعتنا الحقيقية أظن أنه من الضروري بل ومن الأولويات أن يتم تقديم مسااعدتنا لمن حولنا دون أنتظار حتى مقبل حتى أن واحد من أهم مبادئ الإسلام هي (أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك) ومبدأ أخر يقول ( أن تؤثر من تحب على نفسك) أي تفضلهم حتى على نفسك ، حتى أن الدراسات العلمية أن هرمون السعادة يفرز بكثرة عندما نقوم بتقديم مساعدة للآخرين ، لذا يعد مساعدة الآخرين هو واجب وفرض (لمن يستطيع أو يملك تقديمه) لأن تقديم المساعدة للآخرين [العاجزين] هو عنصر شديد الأهمية يجعلنا قادرين على التواصل مع أنفسنا
يحزنني بشدة أن يصل أي أنسان منا لتلك المرحلة من التشتت يا @khouloud_benzeghba
اليوم لا يوجد وطن حقيقي كي تعود إليه ولا قبيلة أو حتى عائلة حقيقة يمكن أن تضحي بنفسك وأحلامك لكي تعود لاصلاحها،
وهي الدرجة التي أدت بنهايتها لتلك النتيجة
اعتقد ان أحسن طريقة لخدمة بلدك وأهلك هي أن تخدمهم من بعيد، بأن تكون قدوة جيدة وناجحة ورمز يحتذى به
بالطبع لا مشكلة فأن يكون الأنسان منا يفيد أي شخص في أي مكان في العالم فالعلم ليس مخصصاً لخدمة فئة محددة من البشر بل هو كالماء والأكل والهواء يجب أن يكون حرية إمتلاكه للجميع ... هذا هو المفهوم المثالي للتفسير.
لكن العلم أيضاً يا صديقتي شئنا أم أبينا يتم إستخدامه لخدمة مصالح عسكرية وخدمات أجندات قد تكون معادية لوطنك أو عشيرتك أو أهلك لذا من البديهي أن تكون بعض العلوم (تحت رقابة وطنية) والأمر نفسه مع بعض العلماء وأن حصول أي جهة خارجية على هذه الثروة العلمية قد يضر بشكل هائل بالشأن الداخلي ، لذا أشعر بشدة بالتعاطف أن يصل أي شخص منا لمرحلة يقول فيها : أحسن طريقة لخدمة بلدك وأهلك هي أن تخدمهم من بعيد .
هؤلاء الأشخاص يجب الترفق بهم ومحاولة تصحيح وجهة نظرهم في العالم بهدوء وإعادة غرز الانتماء فيهم والإيمان بأن خدمة الوطن من الداخل أغلب الوقت أهم وأولى من خدمته بالخارج
هل حُكم على هؤلاء بالموت؟! لماذا لا تكون أنت مصباحًا لهم لربما أخرجتهم من جهل أو مرض بعلمك، مع احتفاظك التام بولائك للبلد الآخر الذي قدّم لك الفرصة.
حينما يكون مصباح فسيتم الحكم عليه هو بالموت، وصراحة يمكنك رؤية ما حدث مع علمائنا بداية من أحمد زويل وفاروق الباز وصولا إلى عصام حجي، فالحكم واضح المجتمع هو من يحكم على نفسه ومن يحاول تغيير هذا يحترق وحده وأكثر مثال على هذا هشام سلام عالم الحفريات الذي كان ضمن البعثة التي اكتشفت منصوراسوروس وهو دليل على أن الدينصورات كانت تعيش في مصر فالمجتمع بشكل عام يتحدث معه بمنطق أن التطور شيء غير صحيح وما يتحدث عنه في أبحاثه لهو عبث فماذا عليه أن يفعل أيضا يحترق في سبيل اللاشيء.
بدايتاً أنا أستمتع بهذا النقاش حقاً وأتفهم جداً وجهة نظرك وأعتقد أنني وجهت لك سؤال في رد أخر لك وبالتالي لن أكرر هذا السؤال هنا لكي نقوم بالتركيز نقاشنا في فقرة واحدة ، وصدقني تلك الأمثلة التي تذكرها تسبب لي نفس الألم .. فكثيراً ما تحزن عندما تجد أن رسائل علمية للدكتورة تصل بالنهاية لأن تكون ورق يتم وضع الفلافل فيه.
ربما قد أعود إذا كان النظام الحاكم يهتم بالعلماء و دورهم و يوفر لهم الإمكانيات حتى لو كانت بسيطه ،أما غير ذلك فهو تضييع وقت و استنفاذ لطاقة العلماء في أمور أخرى غير طبيعة عملهم.
وجهة نظر منطقية يا صديقي ولكن دعني أضعك في نفس المعضلة التي تم وضع بطل الفيلم بها ولنرى إن كنت ستحتفظ بنفس الإجابة
كان بطل الفيلم عالم تقني متخصص في البحث عن المياه على سطح الكواكب الأخرى مثل المريخ بهدف إمكانية الوصول لحياة محتملة على كوكب المريخ وهو هدف علمي (شديد الأهمية ومفيد لمستقبل البشرية بالطبع)
وعند عودة البطل لقريته الريفية (الغير موجودة على الخريطة) أكتشف عدم وجود أي محطات مياه من أي نوع وأي علماء من أي نوع أو أي مساعدات حكومية من أي نوع وأن كل أهل القرية معرضين للموت جوعاً وعطشاً بسبب عدم وجود مياه كافية لرواية المحاصيل أو حتى للشرب
وبقى خيارين لا ثالث لهم أمام هذا العالم / العودة من لبحوثه العلمية المميزة في وكالة ناسا وترك أهل بلده يعانون المجاعة التي ستؤدي للموت عاجلاً أو أجلاً أو البقاء في القرية وبناء محطة مياه وبناء كوادر جديدة من العلماء والاستقالة من منصبه الذي لن ينتظره بأي حال ؟
ماذا ستفعل إن كنت مكانه هل ستتحتفظ بنفس الإجابة بأعلى؟
ان كان في استطاعته تقديم العون و المساعدة لقريته و تكوين جيل من العلماء دون أن تتدخل الحكومة في ذلك عن طريق وضع عقبات في طريقه سأختار عندئذ هذا الأمر ،
أما إن كانت الحكومة هي صانعة ذلك الوضع في قريته و تريد الإبقاء عليه هنا سيدخل في حرب تبعده عن هدفه الأساسي لذلك سيكون من الأنفع للبشرية أن يستمر في أبحاثه و خصوصا أنك وصفتها كذلك.
(شديد الأهمية ومفيد لمستقبل البشرية بالطبع)
كلام مطقي و ممتاز ولكن دعني أفترض فرض (مبني على حقائق فعلية) ماذا إنا كانت الإدارة الفاشلة للحكومات لدينا والتي تسببت في هروب الثروة العلمية للخارج كان السبب في وجودها هي البلاد الحاضنة للعلماء بحيث تنتفع هي وحدها دون باقي الدول بالتقدم العلمي الذي تحصل عليه ... هل سيكون من البديهي ان تقبل كعالم مثقف أن تكون مجرد بيدق يتم تحريكه وفق منظور الدول الأكثر هيمنة وتفوقاً ؟
أم تفضل البقاء في الدول التي تقدر قيمة العلم والعلماء؟
البقاء في دولة تقدر العلم والعلماء يساعدني في استغلال ما وصل له السابقين والانطلاق منه، كذلك توفر الأدوات التي تساعدني في التطور والتوسع لا توجد في منطقة نائية فقيرة، لهذا نجد غالبا العلماء الذين يريدون التطور يهجرون لبلدان تقدر علمهم ومعرفتهم وتقدم لهم كل ما يحتاجوه لأجل التطور أكثر والتوسع.
بالضبط ولكن لنفترض أنك واحدة من صفوة العلماء الموجودين بالخارج فهل تقومين يا @MeriemHamid بالعودة لوطنك لخدمك الصالح العام على حساب مستقبلك العلمي أم تفضيلن البقاء في بيئة أكثر إستيعاباً وتفهماً لما تقدميه من العلم مع العلم أنه في عودتك لبلدك أن أقل خدمة تنجحين في تقديمها فائدتها أكبر لأهل بلدك ولكن فائدة لن تنعكس عليك؟
التعليقات