فيلم الإنس والنمس.ناجحة أم فاشلة هي العلاقات التي تقوم على اختلاف الثقافات؟ ولماذا؟

الاختلاف المرتبط بمتغيرات مثل العادات والتقاليد، اللغة أو اللهجة، نمط العيش

أرى هذا صحيح مائة بالمائة. فأهم ما يُفشل العلاقة الزوجية بين اثنين من ثقافتين مختلفتين - حتى لو عربي وعربية - هي اختلاف البيئة و الثقافة. قد يقول قائل: هذه أشياء يمكن التغلب عليها مع الوقت. ولكن الحقيقة أنها تزداد مع الوقت وقد لا يستطيع الطرفان التغلب عليها إلا بمشقة شديدة تتطلب إخلاص في إنجاح العلاقة. ولأن الزواج حياة كاملة، فإن أدق تفاصيل الثقافتين قد تشكل عائق نظراً لان الزوج يلازم زوجته طوال عمره. سمعت من فترة كبيرة أن سبب انفصال القارئة المغربية هاجر بوساق عن ابن الداعية محمد حسان هو فقط اختلاف الثقافة! ساعتها تعجبت ولكن مع الوقت عرفت أنًه ليس من السهل على أحدنا أن يعيش دوماً مع شخص مختلف في ثقافته وحديثه ولهجته وطريقة تفكيره وأمثلته ...إلخ....

لعل أبرز مثال (محمود درويش وريتا الاسرائيلية)

ربما قد يكون كلامك صحيحاً، ولكن ألا تعتقد حضرتك بأنّ الأمر قد لا يكون كما نراه تماماً، أي أنّ محمود درويش وريتا ربما قد استطاعوا أو تمكّنوا من إقامة حياة رائعة في حال لو أتاح لهم المجتمع وتقاليده وقيمه ذلك، أي أنّ المشكلة لم تخرج من ذاتية محمود وريتا بل من خصوصية المجتمع، ما يعني أنّهم لو كانوا مثلاً في جزيرة نائية لاستطاعوا فعلاً أن يكونوا في علاقة مستمرة مستقرة.

الاطلاع على عادات وتقاليد وثقافة الطرف الآخر وتقبلها.

الآن ماذا لو كانت هذه الثقافة الأخرى تتعارض على طول الخط مع ثقافتي، مثلاً ماذا لو كانت شريكتي في الحياة تملك معتقدات دينية تتعارض مع ما أدين له بالكليّة (لا أريد تحويل الحديث إلى نقاش ديني بالطبع) ولكن ما أريده هو أن أذكر مثالاً يدلل على ما أرمي إليه، وهو أنّهُ قد تكون شريكتي مثلاً تؤمن بما يتعارض مع إيماني، هنا هل يمكن أن تستمر العلاقة ويجب أن أتقبّل بغض النظر عن أطفالي ومستقبلي معها بهذه الحالة؟ ولماذا؟

برأي أنها ناجحة فلو نظرنا جيدا للعلاقات التي تبدء وتنتهي في نفس البيئة فهي نادرا ما تحقق نجاحا ذو تأثير على الطفل والمجتمع بل أحيانا تعتبر عبئا على الطفل في أنه يجب أن يحمل تلك الثقافة معه أو يغيريها لو كانت سلبية أو غير مفيدة، أما العلاقات من الثقافات المختلفة فلو كان نجاحها فقط سيعود على الفرد بمعرفة جديدة وربما حياة مختلفة فهذا في حد ذاته نجاح يكفي، والأمر في النهاية متوقف على شرارة الحب والتقبل بين الفردين المقبلين على دخول تلك العلاقة بالأساس،

اجد نفسي في اختلاف شديد مع هذا الوقف ، لعدم صحته العلمية والمنطقية مع الاسف.

تذكر الدراسات النفسية والاحصائيات العلمية حول الازواج المتوافقين والزيجات الناجحة أن التوافق الثقافي عامل مهم جدا وحاسم في نحاج اي علاقة زوجية، وانه كلما زادت الفجوة الثقافية زادت احتمالية الانفصال وحدوث مشاكل كبيرة بين الازواج.

اما تلك النماذج الشاعرية التي نسمع عنها في القصص والمسلسلات والروايات عن حب مسيحي لمسلمة وزواج فرنسي مع تونسية ..الخ فهي قصص حقيقة وموجودة فعلا لكنها امثلة نادرة جدا ولا تعمم على كل الحالات الموجودة بالفعل .

نحن لا نسمع عن ألاف الزيجات التي تنتهي بالانفصال بسببب الاختلاف الثقافي في زواج فرنسي بجزائرية مثلا أو مسلم بقبطية مثلا... وهذا طبيعي فنحن لا نسمع الا عن النماذج الناحجة ولا أحد يتحدث عن النماذج الفاشلة .

أما العلاقات من الثقافات المختلفة فلو كان نجاحها فقط سيعود على الفرد بمعرفة جديدة وربما حياة مختلفة فهذا في حد ذاته نجاح يكفي

هذا برأيي فيما إذا كنّا نتحدّث عن علاقة صداقة يمكنني أن أنتهي منها في أي وقت أصل به إلى مرحلة أشعر بأنّها باتت حملاً عليّ، أما إذا كنّا نريد أن نتحدّث علاقة زوجية فالموضوع مختلف، هو ليس تجربة مؤقتة أو مغامرة يمكننا أن نخوضها ومن ثمّ نتملّص منها، خاصة مع وجود أطفال في المعادلة، المسألة برأيي تحتاجإلى إلقاء الكثير من التدقيق والتخطيط والحذر في التعامل مع الأمر.

أم اختلاف الثقافات داخل المجتمع الواحد يكون كحرب بين الطرفين وعائلاتهم

أعتقد أنّ المشكلة تكمن في أنّ المنطقة العربية بالذات حين تطرح مسألة الزواج والارتباط ياخذونها بعقلية مجموعية لا فردية، بمعنى أنّ الشاب حين يريد أن يتزوج يدخل أهله على الخط والمسار كما أهل العروس أيضاً وبهذا يحصل الكثير من الكلام والتدخلات التي تجعل فعلاً من كلامك واقعاً، أما في أوروبا رغم اختلافي بالكثير من الأمور معهم، إلا أنّهم يأخذون الأمور فردية أكثر وهذا ما يقلل من الخلاف الحاصل.

والقبول للآخر بما هو عليه

حتى ولو تعارض هذا الأمر على طول الخط مع معتقداتي الروحانية والثقافية والمجتمعية أو حتى الوطنية؟ هل هذا الأمر ممكن أم أننا نطلب يوتوبيا لن تكون موجودة في يوم من الأيام إلا كلاماً كما الآن؟ معظم ما نرى في المحاكم ونسمع من حالات طلاق تكون عبر خلافات بسيطة ومشاكل عادية، هذا الأمر يجعلني أشكّ بشدة الصراحة بقدرة أكثر من 5% على الأقل من مجتمعي بتنفيذ هذا الأمر الذي نقوله.