تراجع كوميدية هنيدي ومحمد سعد وحلمي ورمزي؟ مسؤوليتهم الشخصية أم لأسباب أخرى؟

قد تلعب الشهرة دورا في ذلك

ماذا عن منى زكي؟ ماذا عن كريم عبدالعزيز؟ هؤلاء من الفنانيين المشاهير الذين لم تتراجع شهرتهم أبدا، بالرغم من أنهما بدأوا من نفس جيل هنيدي وسعد ؟

قد تلعب الشهرة دورا في ذلك، لأن إحدى ضرائب الشهرة أن يكون الشخص عرضة لتراجع عامل الابداع الناتج عن الرضا عن النفس

برأيي هذا لم يتحصّل إلا مع من ذكرت، هناك الكثير من الممثلين الآخرين الذين يحافظون على مستوى جيّد من أدائهم وإن لم يكن ممتاز كما ولكنهم لم يتراجعوا جداً كمن ذكرت، مثلاً لدينا كريم عبد العزيز، برأيي هذا الرجل استطاع تقديم أداءات مهمة دائماً أو على الأقل حافظ على مستواه جيداً رغم كل تلك السنوات وإلى اليوم يطلّ علينا بأعمال ليست سيئة.

تحدّث عن الأمر بالفعل علي جابر مدير قنوات إم بي سي بظهور له بودكاست نسيت ما اسمه، ربما مع أنس بوخش، حيث قال أنّ أساس الكتابة الكوميدية الجيدة هو أن تكون جماعية وهذه مشكلة الكتابة العربية في الكوميديا، بأنها بلا ورش كتابة، وهذا ما يجعل كل أفلامنا ومسلسلاتنا الكوميدية مبنية على الإفيهات والنكات السخيفة لا على مواقف كوميدية تضحك فعلاً كما السابق.

التكرار برأيي، 

التكرار في حد ذاته ليس السبب الأساسي، بل إن التكرار قد يكون عامل قوى في تكوين برسونا الممثل، وقد يحب الجمهور رؤيته مرة بعد مرة بعد مرة للاستمتاع بتلك الشخصية التي يجسدها لهم.

ولكنه عدم القدرة على مواكبة كوميديا العصر الحالي. من الطبيعي أنّ لكل عصر سماته، ومن سمات هذا العصر الكوميديا "الروشة" التي تناسب فئة الشباب وهم حسب اعتقادي الفئة الأكبر ارتيادًا للسينمات وإقبالًا على الأعمال الفنية بشكل عام. هذه القاعدة من الجمهور لم يعد يضحكها رؤية الممثل يغير تعبيرات وجهه أو يلقي إفيه سخيف أو يستجلب الضحك، وإنما يميلون إلى حدوث الأمر بعفوية مطلقة. هناك شيء يميز فئة الشباب حاليًا ولم يكن ليوجد في السنوات الماضية وهو تقييم النكات قبل الضحك عليها!

لا أحد يضحك الآن لأنها نكتة، ولكنه يضحك للنكتة التي تستحق.

على النقيض، عمرو دياب مثلًا كان ذكيًا في مواكبة جمهوره واستطاع جذب شريحة جديدة من الجمهور للاستماع لأغانيه؛ لأنه أدرك أن جمهوره القديم أصبح حاليًا متزوجًا ويعيل أطفالًا ويعمل ضمن روتين معين فلا وقت لديه لسماع أغاني الحب والسهر والرومانسية، فبدأ في إضافة بعض اللمسات لأغانيه لجذب فئة الشباب الحالية والتي حلت مكان القديمة، وهو بذلك مستمر.

أضيف ربما إلى ذلك عامل التهريج أيضاً، مثلاً لاحظت أن محمد هنيدي يقوم في هذا الفيلم بالكثير من الحركات التي قد يفعلها مهرج فقط لا أكثر، من حركات وطريقة ملافظ وهذا ما لم أعتاد عليه سابقاً بأفلام محمد هنيدي، الأمر أصبح مبالغاً فيه من حيث الأداء ولم يعد تمثيل بقدر ما أًصبح تهريج وتأدية دور

سيكون من الأفضل لو يعتزل محافظا على الصورة التي رسمها عند جميع محبينه

لا نستطيع مطالبة أي عامل بالصناعة بان يعتزل، بالنهاية هذا مصدر رزقه وعمله، لذا أنا أميل للخيار الأول، تغيير النمط، لكن هل يقع هذا أصلاً ضمن مسؤولياته وقدراته؟

 لتقدم العمر وظهور غضون الوجه وتعاريجه له دور في ذلك

هذا في حال كانت الكوميديا برأيي تعتمد على التهريج ولكنها في الأساس ليست كذلك نهائياً وهنا أريد أن أطرح مثالاً يدلل على ذلك من فيلم anne hall الذي يجسد بطولته المخرج وودي آلان، وهذا الرجل برأيي كان ليس صغيراً حين جسد هذه الشخصية ولكن استطاع أن يضحكك من كل قلبك بأدائه، حتى مثلاً لديك بيومي فؤاد الذي لا يفشل أيضاً في إضحاكنا رغم كبر سنه.