كيف أتعامل مع شريك طمّاع احتاجه في شركتي؟ أم يستحيل ذلك؟ blood & gold.

هذا يحتاج لموازنة عملية بين ما يقدمه هذا الشريك للمشروع مقابل تحمل سلبياته (الطمع وما سيتسبب فيه) إن كان سيستحق فعليا، سأقبل ولكن سأركز على الاتفاقات المكتوبة والتي تضمن حقوق كل طرف، ما له وما عليه، المهام المطلوبة منه والمنوط بها والمسؤول عنها مسؤولية كاملة والنسب والأرباح التي سيحصل عليها، بعد ذلك المراقبة والتدقيق الدوري من طرفي لضمان عدم حدوث أي تلاعب.

ومحاولة استغلال نقطة الطمع هذه لصالح المشروع، فالانسان الطماع هذا غالبا ما يكون طموح وسيبحث عن توسع للعمل أو قاعدة عملاء أكبر، المهم التدقيق ورائه منعا لأي مخالفات.

وتقييم الوضع بعد فترة إن كانت الأمور تسير بشكل جيد، سأكمل إن كانت السلبيات أكثر ولا يمكن التحكم بها سأتخلى عن شراكته.

لا أدري ربما لا يصح تمثيل الشراكة برجال العصابة، المبدأ -حسب الأعمال السينيمائية- هو أن العصابات بعد اكتمال عملية السطو يتبعون مسار "البقاء للأقوى"، ناهيك عن أن العصابات تسير بقاعدة لا قواعد، بينما شريكك في الشركة يشاركك بالفعل جمل من المحددات القانونية التي لا تسمح له بالتخلص منك ولا لك بالتخلص منه..

طبعا باستثناء تتبع ثغرات القانون وهو ما سيستغرق وقتًا يكون كافٍ لك لإدراك الأمر.

كيف أنّ طمعهم في نهاية المطاف كشف أمرهم وقتل معظمهم، تسبب الأمر بكارثة أساسها الطمع

ذكرتني بالمثل المصري الذي يقال دوماً عن اللصوص والإتفاقات المريبة السرية: ما شفهومش وهم بيسرقوا....شافوهم وهما بيتقاسموا.....في معظم أحوال العصابات و الشغل غير النظيف ينكشف الأمر فليس هنالك جريمة كاملة كما يقال.

برأيك يستحيل أن يكون لهذا الداء أي دواء ولا بد أن أتخلّص من شريكي الطمّاع لأستمرّ؟ 

أعتقد التخلص منه من عدمه يحدده أمران: هل العمل سيتوسع به أم لا؟ وهل سيتوقف من غيره أم لا؟ فإن كان سيتوسع، فيمكن ان تجاريه ريثما تجد مثيله. وإن كان سيتوقف، فلا يصح الاستغناء عنه لأن طمعه أهون من توقف العمل برمته. وفي كلتا الحالتين ، عليك بمحاولة الاستغناء عنه عاجلاً أم أجلاً. غير أن الطمع لفظة ليست في محلها في عمل الشراكة لأنه عمل مؤسس على اتفاقيات وشروط وبنود وتوزيع مسئوليات محددة بعينها وأعتقد أنه يكون طماع حين يريد أن ياخذ أكثر من جهده الذي يبذله وبالتالي تسأل نفسك أنت عن جهدك هل يستحق ما تاخذه؟

ذكرتني بقصة اللصوص الثلاثةالذين قتلوا بعضهم البعض بسبب الطمع حيث اتفق اثنان على قتل الثالث ومن ثم وضع احد الباقين السم في طعام الآخر ولكن الآخر طعنه وثم جلس ليتناول الطعام فمات أيضا وبقت الثروة وحدها بجانب الحمار الذي سرقوه أيضا.

بالعودة لطرحك لو قررت التخلص من شريكك الطماع ألا تكون بهذا لا تقل طمعا مثله! وربما يؤدي هذا إلى نفس نتيجة اللصوص الثلاثة، إلا إذا قمت بتسوية الأمر بأن أعطيته حصته كاملة مقابل التنازل عن الشراكة، هذا برأي الحل الأسلم والأفضل للجميع، ولو لم يكن معك المال الكافي لتسوية نصيبه فحاول أن تبيع نصيبك وترحل لأن تلك بيئة سامة وستصيبك عاجلا أم أجلا.

أرى أنه من الذكاء أن تحد من طمعه وأن تحجّر من كمية الأمور التي يتصرف بها، وأن تكون دائماً سابقاً له بخطوة أو خطوات حتى تأمن جانبه وتطمأن من مكره. فليس من المعقول أن يكون طماعاً وأسلمه أصول الشركة مثلاً أو أتغافل عن بعض الشروط التي تتيح له الحريةالكاملة في التصرف. أن أكون واعياً وعلى قدر عالي من التركيز في التعامل معه وإلا فمصير الشركة الهلاك على يد ملـأها الطمع. وربما كان الأمر مرهقاً كفاية لدرجة أن تفكر باستبداله أو حتى انتهاء الشركة وأنت ما زلت لم تقع في مصيدة طمعه ومكره وكذب ألاعيبه.

هناك مثل شهير في العالم العربي أراه مناسبًا لهذه الحالة "اليد اللّي توجعك اقطعها"، ربما يكون الشريك جيدًا ومهمًا ولكن لو كان يمكنني الاستغناء عنه، بالفعل سأستغني عنه، لأن الشركاء المقلقون بغض النظر عن طباعهم قد يشتتون التركيز ويجعلون مقدار الإبداع والتقدم أقل، وأظن أن أفضل ما يمكن أن يفعله المرء هو اختيار شريك سوي وعملي.

ولكن في حال كان لا بدّ منه، سيكون الاتفاق هو سيد الموقف، بما معناه أن وجود عقد واضح البنود هو الحل الآمن لمثل هذه الحاله، وبالحديث عن الفيلم هل تعتقد أن المال الكثير هو ما يجلب الطمع؟

أنظمتنا الرأسمالية تغذي هذا النّوع من العلاقات، هل يمكن أن نسميه علاقات المصلحة مثلًا؟ لذلك فنحن نجد أنفسنا نبني علاقات ونجاور من نجد مصلحتنا معه والعكس صحيح كما في الحالة التي ذكرتها. والمشكلة تحصل عندما تصبح المصلحة الشخصية متعارضة مع مصلحة الآخر بحيث يصير ذلك "طمعًا". ومن هنا أعتقد أنّ الحل هو في خلق حالة من التوازن بين احتياجك له وبين احتياجه لك وهي حدود لن يستطيع أحد وضعها سواك إذ أنّها تتجاوز حدود الحاجة في حالتة لتصير طمعًا. فعندما تحدّد هذه الحدود سيصير هناك خطوطًا حمراء يمنع تجاوزها.