في الفيلم الإيراني subtraction – تفريق – وكعادة السينما الإيرانية في طرح المواضيع الإنسانية بدرجة عالية من الدقة لوصف المشاعر الإنسانية، من خلال موقف غريب وهو أن الزوجة ترى زوجها -بالصدفة- في المدينة رغم أنه أخبرها بأنه في مدينة أخرى لظروف عمله منذ الصباح، ورغم محاولاته ليثبت لها أن الشخص الذي رأته ليس هو وربما شبيه له إلا أنها لم تقتنع وبالتالي، فقدت الثقة فيه بالتدريج فالسؤال هنا كيف نستعيد ثقة شريك حياتنا مرة ثانية وما الذي يجب علينا فعله وخاصة لو أننا مرتبطون جدا بهذا الشريك؟ وأننا لم نفعل شيئا بالفعل خاطئ ولكن الأمر كله سوء تفاهم وهذا يحدث في الحياة في مواقف مختلفة شتى فحكى لي صديق مرتبط بأن خطيبته فقدت الثقة فيه لأنها هاتفته مرة وكان معه مكالمة أخرى أو لأنه لم يرد على رسائلها بطريقته المعتادة، فما الحل في مثل تلك المواقف لاستعادة الثقة؟
فيلم subtraction : كيف نستعيد ثقة شريك حياتنا فينا مرة ثانية؟
في المواقف التي ذكرتها لا أظن أن ثمة ما يمكن فعله لاستعادة الثقة، لأنها لم تكن موجودة من الأساس!
لأن الثقة ليست شعورًا هشًا يتزعزع من مكالمة لم يُرد عليها، رؤية شبيه لزوجي في الشارع، الثقة شعور عميق ومتجذر، وما دام لم يصدر من الطرف الآخر فعلًا منطقيًا يهز مثل هذه الثقة، فشعور بالشك سيكون علامة على وجود مشكلة ما بي يجدر بي علاجها.
ماذا لو كان زوجها يكذب فعلًا؟ وسؤالي هنا مختلف قليلًا: متى نصدق ما يخبرنا به حدسنا، ومتى ننكره ونصدق ما نريده؟
بالنسبة لي الثقة مسألة اختيار، سأختار ان أثق بفلان حتى يثبت العكس.
من الوارد طبعًا أن يكون كاذبًا، لكنني سأختار ان أصدقه ما دمت لا أحمل دليلًا واضحًا، والحق أنني لن أفتش عن دليل حتى، فمثل هذه الأمور تنكشف من تلقاء نفسها.
بالنسبة لمسألة الحدس فأنا لا أدري فعلًا، لأن الحدس لا يصدق دائمًا، ولا يكذب دائمًا أيضًا. لذا قلت في البداية أن المسألة مسألة اختيار، سأختار أن أثق بك مهما كانت العواقب، أو سأختار ألا أثق بك مهما كانت العواقب أيضًا.
هذه المواقف بالنسبة للبعض تافهة أو غير مهمة ولكن بالنسبة للبعض الأخر هي مهمة فربما تكون الشخصية حساسة أو عاطفية زيادة عن اللزوم ونعلم من تعاملنا معها أنها تثق بنا، فالسؤال كما هو ولو في مواقف مختلفة بالنسبة لك، كيف يمكننا استعادة هذه الثقة سواء بسبب حدث كبير أو صغير؟
حسنًا بصياغة مختلفة للسؤال؛ لو أن شخصًا قريبًا مني فعل فعلًا هز ثقتي به، مع معرفته أن مثل هذا الفعل سيضعه موضع شك، فبصراحة سأنتظر منه توضيحًا شافيًا ومقنعًا لما فعل، مع وعد ألا يتكرر مثل هذا الفعل مرة ثانية. حينها لن أمانع أن أمنح فرصة ثانية، وإذا لم يتكرر الأمر مرة أخرى فسأنساه تمامًا.
لكن لو تكررت مثل تلك الأفعال المثيرة للشك فحينها لنا وقفة، ولا أظن أن أي شيء قد يعيد تلك الثقة.
مهما قلت لن يصدقك أبدا، لذا فالحب في الأفعال هنا، لأنه سيظل معتقدًا أن من يكذب مرة سيكذب مرة أخرى. أما بالنسبة للأفعال فيمكنك إثبات صدق نيتك عن طريق السماح له بأن يطلع على علاقاتك مثلا أو تسمح له بالتواجد معك في معظم المواقف ليرى أنك لا تخونه أو تكذب عليه.
هذا سيكون لفترة فقط، حتى ترجع الثقة إلى مكانها، ومن بعد ذلك يمكن للعلاقة أن تعود مستقرة كما كانت بعد حالة التوتر تلك.
بعض الأشخاص في العلاقات بالفعل من البداية لا تخفي شيئا عن شريك الحياة ولا يضعون حتى كلمة سر على هواتفهم، أتعتقدين أنه لو تتبع أحدهم هذه النصيحة ألن تكون ذريعة للعديد من المشاكل أم أنها تكون كمبادرة لحسن النية والشفافية والوضوح الكامل؟
المشكلة أن من نحبهم حينما نفقد ثقتنا فيهم نشكك فى كل الماضي الذى عشناه معهم، لذلك لايوجد أفضل من الصدق فى العلاقات الزوجية أو أى علاقة عموماً الصدق هوا أساس الثقة، لكن بما أن الثقة من يثق أى وثق وهى تعني ربط والربط حينما ينقطع تفلت إمتلاك الزوجة لزوجها وتشعر أنها غريبة عنه او أنها لازالت لاتعرف عنه الكثير وهذا يسبب خوف وينتج عنه حذر وريبة وهذا يفسد أى علاقة، لذلك إن كانت هناك إنعدام ثقة ربما هناك مواقف تعيد بناء الثقة مثل قول شئ لزوجتك لم تكن لتقوله لها أو فعل شئ عكس ماحدث لها أى مثال على ماذكرت:
يفضل لهذا الشخص أن يستعيد ثقته بزوجته أن يخبرها بأماكن تواجده كذا مرة على مدار اليوم، أقصد الفعل المعاكس لماحدث لتثبيت الثقة مرة أخرى.
بخصوص الفيلم، أجد أن هناك مسارين لعدم اقتناعها، إما حدثت مواقف سابقة جعلتها تفقد الثقة (زوجها يكذب كثيرًا مثلًا) فيه تدريجيًا، وهذا الموقف أظهر كل التراكمات السابقة، وإما هي لديها مشكلة بخصوص الثقة في الآخرين، ربما لصدمات سابقة أو لأنها شخص كثير الشك في من حوله لدرجة النفور، والحل هنا يحتاج استشارة لو أن الشك لا يهدأ أو يسبب حالة من التوتر المستمر والصراع بين الطرفين.
أما موقف صديقك -مع العلم أني لا أعرف الأمر من منظور الفتاة- فهل هو شخص مسؤول عادة ويعرف معنى وجود طرف آخر معه في العلاقة، أم يتصرف بهوائية؟ فربما تكون المشكلة لها صلة بأن الفتاة تشعر بأنه يتجاهلها مثلًا، أو بأنه حينما أنهى مكالمته لم يهاتفها لاحقًا ليطمئن إذا كانت الأمور بخير، من ناحية الفتاة، فقد تكون شخصية اعتمادية، أو غير ناضجة بما يكفي لتجاوز بعض الأمور البسيطة (هذا في حالة أنه يتعامل بنضج في تلك العلاقة أيضًا).
التعليقات