مسلسل "Ginny and Georgia" ليس من المنصف أن تقتصر سعادتنا على شخص بعينه

أرى أنه سلك الدرب الأسهل بصراحة.

يمكنني أن أجزم لك بالعكس تمامًا وذلك لإنتهائي من مشاهدة المسلسل فبعد قرار الإنفصال دخل في نوبة اكتئاب شديدة لم يتمكن من التعامل معها على الإطلاق وفضل العزلة في غرفته طوال الوقت دون رؤية أحد وحينما تحدث مع ماكسين "الأخت الصغرى" لم يتوقف عن البكاء وهو يصف مدى احتياجه لجيني ولكنه لا يريد وضع هذا العبئ على عاتقها بالرغم أنها لم تتأوه قط من ذلك.

ولماذا يتم تصنيفها بهذا الوصف؟، مادام الشخص يجد سعادته وأمانه بوجود هذه الشخصية، فأين الجانب السام أو السلبي في ذلك

أنا متفهم تمامًا للجانب الذي تتحدثين عنه ولكن يؤسفني القول أن هذه السعادة مؤقتة لأنه بعد فترة تصرفاته لا تعكس طبيعة حبه لأنه في حالة اكتئاب فكيف سيكون قادر حتى على الحب !

الأمر هنا لا يتعلق باللحظة الحالية ولكن بالتركمات التي تحدث واحدة تلو الآخرى " استنزافك للشخص الذي أمامك يؤدى إلى موت العلاقة ببطئ شديد ".

في مرحلة طفولة الشخص عندما كان يعتبر والديه او بالأحرى أمه هي المصدر الوحيد الذي يشعره بالأمان والحب، ايمكن وصفها حينها بارتباط سام بينها.

هذا يعتمد على قصدك من مرحلة الطفولة فإذا كان بعد الولادة مباشرة بكل تأكيد هو في أمس الحاجة للأمان ولوالدته بالأخص أما إذا استمرت هذا العلاقة فيما بعد فهي علاقة سامة بكل تأكيد وقد تحدث عنها د. محمد طه في كتابه علاقات خطرة عندما وصفها أيضًا "بعلاقة البلع" سأقوم بإرسال صورة من الكتاب.

الأكيد ان تصرف ماركوس صائب.

الأمر المحير كثيرًا بالنسبة لي كيف تدين تصرفه صائب بالرغم من رفضك لفكرة أن العلاقة سامة ؟

لذلك لا أتفق مع حضرتك في المسألة أعلاه، لإننا يجب أن نجد السعادة داخل أنفسنا، من خلال أفكارنا وأفعالنا وعلاقاتنا.

هذه ليست فكرة خاصة بي وإنما هي إسقاط من أحد المسلسلات يا صديقي لذلك طرحتها للنقاش لمعرفة أرائكم وفي النهاية أيدت فكرة ماركوس على عدم تقييد سعادته بيد أحد الأشخاص ولكن رفضت طريقة إنهاء الأمر بهذه الطريقة.

عندما نقصر سعادتنا افتراضاً على شخص معيّن فإننا نضع سعادتنا في أيديهم، مصيرنا النفسي ومزاجنا أيضاً، هذا وضع خطير لا يجب يجب أن نكون فيه. إذا تركنا هذا الشخص أو جرحنا فسوف يدمرنا، في تلك اللحظة لن نلوم أحداً سوى أنفسنا لأننا وضعنا كل بيضنا في سلة واحدة (هذه بالضبط الفكرة التي ينبّه منها كل مستثمري العالم، لإنّها تضمن إمّا ربح كامل أو خسارة كاملة).

أوافقك الرأي بكل تأكيد لأنها بهكذ شكل تصبح علاقة سامة لأبعد الحدود لذلك يجب أن نكون واعيين حيال ذلك، ولكن هل ترى أن طريقة إنهائه للأمر هي الأفضل ؟

أنا أخالفه الرأي، كل العلاقات هي لاحتياج معين، الشخص الاعتمادي يحب أن يأخذ دون أن يقدم، يمكنه البقاء في هذه العلاقة وينتفع بالمشاعر لكن بالمقابل يقدم لها مت تريده وما تحتاجه، الانتفاع متبادل.

ولكن لم يحدث ذلك في كثير من الأحيان .. فعلى مستوى المسلسل كان ماركوس يخذل جيني في أوقات هي في أمس الحاجة إليه وخصوصًا عند معرفتها ببعض الأشياء الشنيعة والجرائم التي قامت بها والدتها جورجيا وكانت سببًا في انتقالهم المتكرر طوال الوقت وحينها لم تجد أي طريقة لتخفيف الأمر سوى بالألم بعمل حروق جسدية لإنتشالها من حزنها الدائم .. لذلك كونها اعتمادية هي استنزافه لمشاعرها وعدم وجوده في كثير من الأحيان أو حتى بالمصارحة لما يمر به .. أما بخصوص المادة فهم في مرحلة عمرية صغيرة لذلك لم تكن محل اهتمام بالنسبة للكاتب لتوضيحها.