فيلم The Banshees of Inisherin، كيف يمكن للصداقة أن تكون مؤذية؟

في رأيك، هل من الممكن ان عدم الرغبة في اكمال صداقة قد يتحول الي الحرب؟

نعم بكل تأكيد، ولعل هذه النقطة تستوقفني على الدوام، حيث أن المحبّة يمكنها أن تنقلب إلى ما هو أبشع من الكراهية تحت بعض الظروف، وهنا أستحضر قول الشاعر تميم البرغوثي:

يقسو الحبيبان قدرَ الحبِّ بينهما .. حتّى لتحسب بين العاشقين دما

لو وضعت في موقف بادريك وطلب صديقك انهاء الصداقة لأنك ممل، هل تتقبل هذا ؟

للأسف لا أملك شيئًا -في سياق طبيعتي الشخصية- إلّا أن أتقبّله.

وخارج سياق الفيلم، أرى أنك قد أرفقت إلماحًا حول موقع Rotten Tomatoes يا تامر. والحق يقال أنني أسمع دائمًا عن هذا الموقع ولم أطلع عليه مطلقًا، فما رأك فيه وفي مراجعاته وسياسة التقييم عليه؟ هل هي فعلًا أكثر احترافية من IMDB؟

في رأيك، هل من الممكن ان عدم الرغبة في اكمال صداقة قد يتحول الي الحرب؟

بكل تأكيد يمكن للصداقة أن تنتهي، هل يمكن للنفوس أن تتغير والصداقات تبقى كما هين غير معقول الأمر، أصدقاء البارحة لم يعودوا ملائمين لي بعد أن تغيروا، هل يمكن أن اقبل بصداقات تجرني نحن الأسفل وأنا أريد التطور والتغير، لا يمكن ذلك.

لكن يمكن للصداقة أن تنتهي دون أن تتحول إلى حرب، يمكن أن ننهيها بالود بالتفاهم بالتدريج والتقليل من اللقاء، بطرق دبلوماسية يمكننا إنهاؤها.

لو وضعت في موقف بادريك وطلب صديقك انهاء الصداقة لأنك ممل، هل تتقبل هذا ؟

أنا لو شعرت فقط أن هذا الصديق يريد إنهاء علاقته معي لن أقبل بالبقاء معه فما بالك هو يخبرني بذلك، كل شخص حر ان يكون مرتاحا في المحيط الذي سيتواجد فيه، ويمكن التخلي عن هذا المحيط كلما اختفى عنصر الراحة والأمان، لا يمكننا أن نفرض على الآخرين البقاء معنا والمحافظة على صداقتنا.

مارتن ماكدونا الكاتب المسرحي والمخرج الأيرلندي أبدع في تأليف وإخراج هذه التحفة الفنية كما فعل في فيلمه Three Billboards، Outside Ebbing، Missouri - كل مشهد لوحة فنية من المناظر الطبيعية بألوان مريحة وممتعة للعين، وهو مزيج خاص من المرح والحزن والوحدة.

الشخصيات مركبة ومتقلبة لكنها أيضًا تكسب تعاطفك. في البداية كنت مرتبطًا بشخصية جليسون لأنني شعرت به. الحياة أقصر من أن تنفقها على العلاقات التي لا تضيف قيمة. ولكن مع ازدياد سلوكه تطرفًا وخروجه عن السيطرة تحولت عاطفيًا للارتباط بشخصية فاريل. لكن أيضًا ندرك أنه أناني وأفعاله مدفوعة برغبة في أن يكون محبوبًا، نحن نتعامل مع شخصيات تجعلنا نلمس وجودنا الإنساني على الكوكب، نرى أنفسنا في كل ذلك أنفسنا،والخير والشر فينا. على الرغم من أنه يصور عشرينيات القرن الماضي إلا أنه بدا وكأنه فيلم مستوحى من العزلة والوحدة التي أحدثها جائحة كورونا