يبحث مُعظم المُهتمين بالسينما عن تطوير هذه الصناعة، عن سبل لتحقيق ذلك، عن طرق لرفع سويّة هذا الفن في العالم والعالم العربي، وعادةً عند إنشاء أيّ صندوق استثماري يخصّ السينما أو افتتاح أي شركة انتاج جديدة أوّل ما تبحث عنه هو المُبدعين.

الكل يبحث عن فنانين بشكل مستمر، عن مخرجين وكُتّاب، ينقّبون عنهم بشكل غريب ويترصّدون مواقع التواصل الاجتماعي لتصيّد أي صاعد جديد منهم ليُشركوه في عمل جديد وعلى هذا الاهتمام الخرافي الذي يصير وخاصّة عربياً في موضوعة السينما والتلفزيون إلّا أنّ النتائج غريبة وغير متوقّعة، فمع كل ذلك نرى أنّ الصناعة العربية السينمائية والصورة بشكل عام لدينا في تراجع مستمر.

ويحقّ لنا أن نسأل عن السبب، السبب واضح برأيي ولا يحتاج لأن يكون سؤالاً أصلاً، إنّنا نُنقّب في الجهة الغلط بكل بساطة! فبدلاً من تنقيبنا المُستمر عن مُخرجين وممثلين وكتّاب جيّدين علينا أن نجد مُنتِج عربي واحد يقبل في أن يدخل في مغامرة انتاجية واحدة دون أيّ جُبن أو حسابات كثيرة تُقيّد العمل وتوقفه عن التمدد براحة لتحقيق المُراد. 

مُعظم درامانا تُحبط لهذا السبب، نقص التمويل أمر عظيم في صناعة السينما والتلفزيون، فبنقصه تفرض جودة للعمل أقل، تفرض وقتاً أقصر، مساحات أضيق وأسماء ليسوا على سويّة العمل، كُل شيء سيكون عصيباً بالنسبة لأيّ عمل في الظروف المذكورة، وهذا هو كابوسنا الأساس، لا يُمكننا إدارة هذه المشكلة عاطفياً أو تأجيل حلّها، لا ينقصنا نهائياً مُبدعين من أيّ مجال، يُروّج معظم المُخرجين مثلاً لأكذوبة: أزمة كُتّاب. وهذا غير صحيح بالمرّة، هُناك كُتّاب ولكن من هو الذي سيقدر على تنفيذ ما يكتبون؟ 

أزمتنا الحالية أزمة أموال، الخيال والفن ليس كُل شيء، المال يُسطّر قيمة لا يُستهان بها هُنا، ولهذا منصّات كـ نتفلكس وأتش بي أو استطاعوا حجز شاشاتنا ودخول ثقافتنا بكل سهولة، إنّهم يصرفون ويصرفون جداً على كل مفاصل أفلامهم ومنصّاتهم، يُدركون جيّداً أن المال يُحيي الفن، وأنت؟ ما هو رأيك في هذه القضية؟ هل لا زلت تعتقد بأنّ الإبداع دعامة تكفي لحمل الفن؟