مسلسل see والقدرات الكامنة في الانسان

نحن نعتبر هذه القدرات خارقة لأننا لا نجدها عند الناس في الحياة الطبيعية، مع أننا إن قررنا البحث، سوف نجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بهكذا قدرات تفوق الطبيعة هم موجودون وحقيقيون. وهذه القدرات ليست معجزة بل يمكن تفسيرها علميا كون الدراسات أثبتت بشكل قاطع أن أذكى الأذكياء لا يستخدمون أكثر من ١٢% من قدراتهم، والقدرات لا تقتصر على الذكاء، بل تشمل قدرات جسدية وغيرها. يطول الحديث عن هذا الموضوع لأن الوصول إلى هذه القدرات صعب ومعقد وليس باستطاعة الجميع ولكنها ليست مقتصرة على الأفلام. إن كنت مهتما بهذا الموضوع فيمكنك البحث على يوتيوب عن دكتور جو ديسبانزا ومشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يوجد الكثير منها مترجمة. ويوجد الكثير من الكتب المترجمة إلى العربية والتي تتطرق إلى موضوع قدرات الإنسان بشكل علمي، مثل كتاب "الإنسان وقواه الخفية" من تأليف كولن ولسون.

الأمر كما قلت فهذا أمر بعيد عن المنطق وقدرات العقل ففكرة أنك تحرك الأشياء عن بعد أو أننا مثل فيلم لوسي لا نستعمل إلا % فقط من عقولنا وإذا استعملنا الباقي سننتقل في الزمن هذه كلها أساطير وخرافات فجملة أننا لا نستعمل إلا 10% من عقولنا بدأت في الأصل من أحد أساتذة المخ في القرن العشرين الذي قال (إن العقل معقد جدا وإننا على الرغم من أبحاثنا لا نعلم إلا وظيفة 10% فقط منه) وتحولت هذه الجملة بفعل الصحافة إلا أننا لا نستعمل إلا 10% فقط وهذه خرافة شديدة الإنتشار فإنه على حسب ما جاء في كتاب (أشهر خمسين خرافة في علم النفس) فنسبة 59% من خريجين الجامعات يصدقون تلك الخرافة ونسبة 6% من المتخصصين في مجال الأعصاب يصدقونها.

ولكن عندما يأتي الأمر لقدرات مثل التي ظهرت في الفيلم حسنا فهذه ليست خرافة بالمعنى الأكيد للكلمة لأن (روبن جراهام موريس) صاحب 14 عام ولد بمرض جيني جعله أعمى من لحظة الولادة ولكن المفاجئ في الأمر أنه سجل أنه يستخدم تقينه الصدى (نفس التي تستخدمها الخفافيش والدلافين) ليحدد أماكن الأشياء وهنا احتار العلماء وبعضهم ذهب إلى قول أن هناك أجزاء في المخ لا تنشط إلا بعد إصابة أجزاء أخرى بالضرر فمهما جرب المبصرون تلك الطريقة التي يستعملها الفتى لا ينجحون..

لذلك من الممكن أن يكون التأثير أو الضرر في الفص القذالي (المسؤول عن الرؤية) ينشط بسببه جزء آخر في الدماغ ولكن ما يجعل هذه النظرية غير منتشرة هو أنه على الرغم من عدد الأشخاص الفاقدين لبصرهم فلم يسمع عن أحد مثل روبن من قبل.

....في موريتانيا قرية كل سكانها مكفوفين يولدون هكذا وهو مرض وراثي ومع هذ يقومون بأعمالهم بأنفسهم مثلنا تماما بل وبأفضل....

رابط الفيديو

بالطبع يستطيع، فعندما يفقد الإنسان شيء يعوضه الله بشيء آخر ليستطيع التكيف مع وضعه الحالي. كثيرًا ما نرى في حياتنا الواقعية أشخاص فاقدين للبصر ولديهم حاسة سمع قوية جدًا، أم أشخاص فاقدين الحركة فعوضهم الله بمهاراات يدين لتعويض ذلك والتأقلم، لكن بالنسبة للمسلسل فهو مُبالغ فيه جدًا كما أشرت، بالنسبة لي شاهدت أول حلقات عندما تم عرض الموسم الأول ولم أساطيع أن اكمل الإخراج سيء برأيي.