على الرغم من وصفه بأسخف أفلام الخيال العلمي من قبل وكالة ناسا، إلى أن فيلم نهاية العالم 2012 أثار ضجة ورعبا غير مسبوقا وصدقه الكثيرون لدرجة انتحار البعض كي لا يكونوا شاهدين على نهاية العالم. فتخيلوا أن فيلما سخيفا أنهى حياة البعض، وهذا دليل على أهمية وثقل الدور الذي تلعبه الأفلام والمسلسلات في الحياة، سواء إيجابيا أم سلبيا. 

فعندما اشتهر الفيلم، كان عمري لا يتخطى الإحدى عشر سنة، وكنت أصاب بالهلع بمجرد سماع حديث عنه، فأنا فعلا أستغرب استغرابا شديدا ممن يحبون مشاهدة هذه الأفلام، فلا أفهم ما الممتع فيها وأين الرسالة منها؟ ما الذي نستفيده في حياتنا جراء مشاهدتها سوى تخيل سيناريوهات مخيفة قد تحدث للأرض وزرع تلك الأفكار في لاوعينا. فهل من متعة في مشاهدة نيازك تسقط على الأرض وأمواج تسونامي تغزوا المدن؟ 

لا بل والأسوء ممن قرر المساهمة في إنتاج فيلم كهذا، هي صفحات الأخبار التي حولته إلى نبوءة حقيقية وبدأت تربطه بحقائق لتجعله يبدو علميا وتكسب المشاهدات والإعجابات. فأتذكر في وقتها أني كنت أبحث عن الفيلم على غوغل لتظهر لي كثير من المقالات التي تدعي مصداقية الفيلم فكنت أقلق أكثر وأكثر حتى مر يوم ال21 من ديسمبر من العام 2012.

وهل تعلمون حتى من أهم الفئة الأكثر استفزازا؟ هم أولئك الناس العاديون الذين يودون إقناع غيرهم بأن تلك الأحداث السيئة فعلا ستحصل، ويستميتون لجعلك تصدق. فحتى الآن، يوجد من يصر أن عام ال2012 على الرغم من أنه لم يكون نهاية العالم، بل كان مجرد بداية للنهاية. 

فلماذا يستلذ البعض بأفكار الرعب هذه؟ أصبحت ألاحظ أن كثر يملكون ميول لاوعية للاستمتاع بنشر أخبار الرعب والكوارث والمصائب، سواء المتعلقة بناهية العالم أو الحرب العالمية الثالثة أو نظريات المؤامرة. فهل تعتقدون أنتم أيضا أن البعض يستلذ بهذه المواضيع حتى دون أن تكون له منفعة مادية؟