السينما لا تؤسس على الدين، السينما على الدراما، على الدراما وفقط، هذا ما أعرفهُ وهذا ما أحب أن أراه، لكننا نرى العكس، كثير من الأفلام هي التي قامت على عماد الدين (غالباً المسيحي) بالأفلام الغربية التي كانت وما زالت تحاول تصوير النص وإسقاطه على ما يحصل في الحياة الاجتماعي، لتغدو رمزيّة الدين مُتغلغلة ومبنيّة على البنية الاجتماعية. 

مثلاً يأتيك مورغان فريمان، ذلك الرجل الذي صوته أحلى من كل أفلامه، يأتينا في فيلم SEVEN ليقدّم دوراً كُلّهُ عن النصّ، عن الخطايا السبعة، ليكون حتى اسمهُ مستوحى من هذا، على أنّ القصّة هي اجتماعية بامتياز وهدفها ترفيهي بامتياز (وهذا ليس عيباً في السينما). 

على أنّ الخطايا السبعة هنا لم تكن إلّا جرائم، كلّها جرائم ومبنيّة بأسلوب ذكي جداً في كتابة السيناريو ولكنّهُ غبي برأيي في فهم حقيقة النص وجوهره، بأنّهُ لم يكن هذا المُراد منه نهائياً وهنا تكمن الخطورة، بأنّ الناس حين ترى ما ترى لا تعرف أنّ الفيلم شيء والنص شيء أخر، إنما تربط هذا بهذا لتكوّن صورة واعية أو غير واعية عن المقصد الأخير من المعنى. 

يترأّس مثلاً في فيلم SEVEN بطولة الجريمة شخص معتوه نفسي معهُ جنون العظمة، يظنّ نفسهُ مبشّراً أو مخلّصاً للبشريّة وبهذا برأيي تلميح قد يفهمهُ البعض ربما غلطاً، بأنّ كاتب الفيلم قد قصد بهذا "المسيح عليه السلام"

أترون معي أي يكمن الغلط؟ 

في أننا قد ندخل أماكن قد تثير الجدل أو السخط من الجمهور المتديّن، في أنّ ما تعرضون ليس فهم أو حتى جزء صحيح من فهم هذا النص، إنما كل ما هنالك أنّ هذا الأمر هو اتكاء الدراما على الدين لتُقدّم سيناريو جيد! (وقد يكون مرّات على حساب الحقيقة). 

في هذا الأمر المخرج والكاتب الذي يحب الاسقاطات الدينية (بول شريدر) في فيلمه مثلاً FIRST REFORMED يتوخى فيه الكثير من الأمور السيئة باسقاطات بعيدة عن النص، هذا الأمر يتقنه بول، لكن ماذا عن الأخرين؟

أنا لا أرى بأننا يجب أن نرى النصوص مرئية على شاشاتنا، أنا أرفض أي إسقاط ديني نصّي على أي فيلم، وأنت هل توافقني الرأي؟