لا يوجد مصري أو عربي لا يتذكر جملة أحمد زكي في فيلم أيام السادات حينما قال: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، أنا اتخذت القرار، سامعني يا محمد اتخذت القرار.
تلك الجملة غيرت مصير شعب بأكمله وأعادت للمصريين والأمة العربية بأكملها نصرها وعزتها، وجعلت كل بيت في مصر يستقبل عزاء كل من استشهد في نكسة 67
الآن دعونا ننظر لتلك الجملة ونسقطها على أنفسنا، ونتساءل عن القرارات التي غيرت مصيرنا وقلبت حياتنا رأسًا على عقب؛ فكم من شخص قال سأفعل كذا وكذا، ولكنه لم يطبق ما قاله، وكم من شخص لم ينطق بكلمة ولكنه حقق ما عجز الكثيرون عن تحقيقه.
وهذا يدفعني لمعرفة هل الأقوال تساعد البشر على اتخاذ الإجراءات أم أن من يعمل لا وقت له للدموع والكلام، لا شك أن الخطط وكتابة الأهداف تساعد المرء على معرفة مكانه على خريطة الحياة وهل هو في بداية الطريق أم في منتصفه، وهكذا.
ولكن القرارات لا تعني الخطط والأهداف بل هي أساس كل شيء؛ فالقرار ببساطة يعني اتحاد القلب والعقل والروح معًا لاختيار طريق واحد حينما يجد البشر أنفسهم في مُفترق طرق.
والآنه سأشاركم أهم الاستراتيجيات التي تساعدني على اختيار قرار سليم:
1- لا أتخذ قرار وأنا غير مستقرة نفسيًا
لو كانت مشاعر الغضب أو السعادة المفرطة أو الحزن الشديد تسيطر علي؛ فلا داعي لاتخاذ أيّ قرار حينها لأني سأندم عليه فيما بعد.
2- أفكّر في كل الخيارات الواردة
قبل اتخاذ أيّ قرار أنظر لكل الاختيارات المتاحة، قرأت منذ فترة دراسة تؤكد أن كلما زادت الاختيارات كلما صعبت عملية اتخاذ القرار؛ لأن البشر يستهلكون عقولهم بشكل كبير جدًا في عملية المفاضلة، ولكن الحل هنا هو حذف كل الاختيارات التي لا تناسبني، وترك الخيارات الأخرى المناسبة، وبعدها أفاضل بينهم، واتخذ القرار.
3- لا أتسرع
أختي قدمت استقالتها من عملها في مدرسة خاصة لأنها خافت من تحمل مسئولية حماية أجهزة الكمبيوتر اللوحي للمدرسة بأكملها -لفترة مؤقتة- وطبعًا لأنها تسرعت في قرارها تعيش الآن حالة من الندم لا توصف.
4- لا أنظر تحت قدماي
لا افكر في اتخاذ قرار ينفعني الآن ويضرني بعد سنة؛ فالقرار الجيد هو ما ينفعني على المدى البعيد والقصير.
5- اهتم بأولوياتي
تخيلوا شخصين أحدهما يحب عمله بشدة والأخر يهتم بصحته أكثر، وكلاهما حصلوا على فرصة عمل لمدة 16 ساعة بمبلغ مجزي، وقتها الأول سيوافق لأن عمله هو أهم أولوياته، والأخر سيرفض لأنه يحب صحته ويهتم بها أكثر من العمل والمال..الخ.
6- لا أتجاهل النتائج
رجاءًا لا تتخذوا قرار دون التفكير في النتائج المترتبة عليه؛ فأكبر أسباب الطلاق الآن هو هروب النساء من كلمة "عانس" وكأنها وصمة عار؛ لذا يتزوجن بأيّ شخص، ويحدث الطلاق بعدها، الآن أخبروني هل لقب عانس أفضل أم لقب مُطلقة؟ أمي تردد دومًا مقولة جدتي: قعاد الخزانة ولا جوازة الندامة.
7- أحصّن نفسي من الفشل
هل أخبركم بسر؟ أنا لا اتخذ قرار إلا وبحوزتي خطة بديلة؛ لأني أضع في الحسبان احتمالية فشله؛ لذا بدلًا من الشعور بالندم والبكاء على اللبن المسكوب أذهب مباشرة لتنفيذ الخطة البديلة؛ لهذا السبب خذ معك أقراص Plan B بعد اتخاذ القرارات.
الآن وقت المناقشة، أخبروني كيف تفكرون قبل وبعد اتخاذ القرارات، وهل القرارات حقًا قد تغير حياتنا وتقلبها رأسًا على عقب؟
التعليقات