فيلم مشروع آدم. لو قابلت نفسك وأنت طفل ماذا ستقول لها؟

وهذا ما جعلني اتساءل حقًا عن ماذا كنا سنفعل لو قابلنا أنفسنا ونحن أطفال. بماذا كنتم ستنصحونهم؟ مما كنتم ستحذرونهم؟ وهل كنتم لتتدخلوا من الأساس؟ ما رأيكم؟

كنت سأتدخل نعم، لقد عشت طفولة صعبة، وأستطيع الآن محاسبة من كان سبباً في تلك الظروف، ولكني اكتفيت بالإلتفات لمستقبلي وأحلامي، لذا إن قابلت نفسي وأنا طفل سأخبرها أن ترد الإساءة بالإساءة دون أن تنظر لعواقب هذا الأمر، فمن البشر من يستغل ضعف من أمامه ويبالغ في الأذى..سأخبرها ألا تتخلى عن أفكارها وأن تحترم نفسها وتقدرها حق قدرها وألا تسكت عن الظلم...سأخبرها أن تبتعد للأبد ليس بالمعنى المجازي..كنت سأخبرها أن تسافر...تهرب إلى أي مكان، حتى تعيش عيشة سوية.

ولكن رغم كل شئ، فأنا ممتن للظروف القاسية ونوبات الإكتئاب والألم الجسدي والنفسي، كل ذلك جعل مني الشخص الذي أنا عليه الآن، فالخيرة فيما اختاره الله ولولا ما مضى ما كان الحاضر.

أعجبتني فكرة الفيلم، يبدو ممتعاً..سأحاول مشاهدته.

لو قابلتُ نُسختي الصغيرة، لاحتضنتُها ..

لأخبرتُها أنها قد تُبتَلى فيما لا تستطع، وأن الصبر توجَّب عليها على ما لم تُحِط به خُبرًا.

لدللّتها، وجعلتها تتشبع أكثر وأكثر من كلِّ خفّة ولهيأتها على أن الأثقال شأنها تمامًا كشأن المسرّات، تواتينا فلا نملك سوى أن تتقبلها.

لنصحتها بألا تثق في العابرين ولا تولي أي شخص لفظة صديق.

لم أكن لانصحها ألا تخطيء ، سأتصالح معها بشأن تلك النقطة، لكني سأحذرها أن تكرّر الخطأ لأنها حينها لن تترفق بنفسها ثانيةً.

كنت سأحذرها من أن تعيب أي تصرّف / قول فلا تُبتلى به، وأذكرها كثيرًا :- نعيب الفعل لا الفاعل يا نور.

كنت سأنصحها بألا تقبع في التسويف كثيرًا وأن تبدأ مسار حياتها دون اللجوء للحجج والتمللّ

قديمًاكنت أسرح في خيالي وأقول ليتني كنت أملك هذه المعلومات أو ليت كل هذا يكون حلمًا أستيقظ منه و أبدأ من جديدولكن أراجع نفسي وأقول أنا لا أملك الصورة كاملة حتى هذه اللحظة ولا أعرف ماذا سيحدث غدًا فماذا لو أخبرتها كل شيء ينفعها من وجهة نظري وتوقفت عن ذلك فكيف ستكمل حياتهم لابد أنها ستموت بمجرد ارتطامها بأول مشكلة!

من الضروري لها أن تمر بالمراحل التي مررت بها من أجل تشكيل شخصيتها فلولا تلك الأزمات و خيبات الظن لما رسمت شخصيتي بشكلها الحالي فلم لا أتركها وشأنها ثم أنني من الشخصيات التي لا تفضل العوة إلى الماضي وأفضل النبش عن المستقبل والعمل على اكتشافه فالاكتشاف بحد ذاته يعطي متعة للحياة

يا ليت حدث ذلك حقا يا أمنية، لو إلتقيت بها حقا لجعلتها تستمتع بطفولتها ومرحها ولما قسوت عليها لدرجة أنني جعلت تفكيرها الكلي في المستقبل والإنتظار متى تكبر لتحقق الكثير من الأمنيات والأحلام.

لاخبرتها بأن الجميل جدا ألا نرهق انفسنا بالتفكير، سواء مررنا بمواقف صعبة ومرحة سنعيشها لا محالة، لأخبرتها أيضا بأن تعيش حياتها كما هي بسيطة مسلية غير مرهقة ولا تكترث لما يقولونه عنها، لنصحتها بأن لا تثق في صديق ولا تأمن أسرارها لعابر أو شخص تصادفه، أن تحتضن أشياءها جيدا وتدللتها بدون الإنتظار الرحمة والشفقة من شخص اخر.

ومع كل ذلك يا أمنية أنا راضية بحياتي كلها منذ الطفولة الى الأن، ولو المواقف التي مررت عبرها لما إستفدت وتعلمت ولولها لما نسجت من خلالها حروف تلامس كل من يقرأوها.

اما عن فكرة الفكرة، أعجبت بها وكيف يقوم الادم بالانتقال عبر الزمن، لكن مع الأسف لا يمكن تجسيد هذه القصة على أرض الواقع.

حياة الفرد لابد ان لها معنى، والمعني يأتي عندما نمر بأزمة كبيرة تغير مسار حياتنا رأسا على عقب، ثم نمر بفك التشابكات التي مرينا بها، ونحللها ونأخذ المفيد لها ونبني على معطايتنا الجديدة وفهمنا لجديد عن أنفسنا، حياتنا قدرية عندما نفك لغزنا، نسستلم للواقع الجديد الذى تم خلقه بدماغنا قم اتحول إلى واقع مادى يحاكى.

بمجرد قراراتي للمساهمة تداخلت كل المشاعر والأحاسيس في بعضها، وقادتني حتى للبكاء، لم أعش طفولة سيئة لكن مقابلة نفسي الطفلة هذا يجعلني أبكي، ربما لو قابلتها اول أمر أفعله هو معانقتها، الأمر مذهل وخارج مدارك المنطق، ربما لاخبرتها انكِ كنتِ جد طيبة في صغرك وحتى في مرحلة رشدك. أنصحها بأن لها مستقبل زاهر ومليء بلطف الله وجبره، وقربك منه مستقبلا هو من سيجعلك تصلين إلى ما تطمحين له. أقول لها أن الحياة جميلة. وسأحذرها من الثقة العمياء في الأشخاص.

بالتفكير في الأمر فكل منا لديه نصيحة تعلمها من الخبرة والأخطاء ويود لو يعطيها لنفسه. ربما لتوفر بعض الوقت أو تقي من الطرق الخاطئة أو ربما تحذر من بعض الناس. ونقابل عادة على وسائل التواصل جمل من نوعية "قل ثلاث كلمات لنفسك المراهقة" أو "اعط نصيحة واحدة لنفسك ذات الثمانية عشر أعوام" ولكن ألم نقف لحظة لنفكر لماذا ثلاث كلمات فقط؟ ماذا لو قابلت نفسي تلك فعلًا

أذكر أن من ضمن التجارب التي إختبرت فيها هذا الأمر, هو موقع لا أذكر إسمه. يعتمد على أن أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني بحيث تصلني إلى المستقبل. كنتُ وقتها أكتب لنفسي المستقبلية كأنني طفل أمام والده. كنتُ أعامل نفسي المستقبلية كأنها هي الحكيم, وكأن نفسي هذه تمتلك الحكمة والقدرة المطلقة. كنتُ أيضاً أحمل تطلعات إيجابية, بحيث لو جاء المستقبل ووصلتني الرسالة ولم أحقق هذه التطلعات. صدّقي أو لا تصدّقي, كنت أشعر بالخزي وكأنني خذلت ذلك الطفل الصغير في الماضي.

وهذا ما جعلني اتساءل حقًا عن ماذا كنا سنفعل لو قابلنا أنفسنا ونحن أطفال. بماذا كنتم ستنصحونهم؟ مما كنتم ستحذرونهم؟ وهل كنتم لتتدخلوا من الأساس؟ ما رأيكم؟

سوف يطول الحديث في النصح إلى نفسي الماضية, فكنتُ أولاً سأقول لهذا الطفل : لا تدخل هذه الكلية, إسمع كلام والدك فهو أكثر حكمة منك. كنتُ أحذّرها من العواطف الزائدة, ونعم كنت أتدّخل, لأنها حياتي أنا في جميع الأحوال.

هذا سؤال شخصي، إذا رجعت بالزمن ورأيت نفسي وأنا طفل سأشيط غضباً، لأني كنت طفلا مدللا في سنواتي الأولى وكنت مزعجا جدا، مهما كنت سأنصحني لن استجيب لنصحي، سأحبط مني ولن أضيع وقتي معي وبدلا من ذلك سأجلس أشاهد كم كان أهلي يعانون لتحملي، لأزداد حبا لهم، وأعرف مدى فضلهم.

مهما كان لأمر ومهما كان لالم لاتستسلم. فلالم سيزول عنما تأخذ الدروس