من مِنّا لم يسمع بأغنية «الغزالة رايقة» والتي كانت ضمن الحملة الإعلانية لفيلم «من أجل زيكو»، يبدو أنها لاقت رواجًا واسعًا وحازت على ملايين المشاهدات في غضون أيام معدودة، ولكن سرعان ما اكتشف رواد التواصل الاجتماعي أن لحن الأغنية مأخوذ من أغنية روسية شهيرة، ولكن تلك كانت مجرد البداية فقط...

فيلم «من أجل زيكو» هو تأليف «مصطفى حمدي» وإخراج «بيتر ميمي» وتم عرضه في دور السينما يوم 5 يناير من العام الجاري. ومنذ أن تم طرح البرومو التشويقي الخاص به والملصق الدعائي، انهالت عليه الاتهامات بأنه مأخوذ من الفيلم الأمريكي «Miss Little Sunshine» الحائز على جائزتي أوسكار والذي تم عرضه في عام 2006.

الفيلم الأمريكي يحكي قصة فتاة صغيرة تسنح لها الفرصة بأن تشارك في مسابقة كبيرة للجمال للأطفال؛ ولذلك تقرر عائلتها أن تخوض رحلة عبر البلاد نحو «كاليفورنيا» أرض الأحلام، وذلك لكي تصل ابنتهم للمسابقة وتحقق حلمها.

بينما يتناول الفيلم المصري قصة عائلة بسيطة أو (بائسة جدًا) كما وصفها أحد أبطال الفيلم، وعندما يقع الاختيار على ابنهم لكي يشارك في مسابقة أذكي طفل في مصر، تقرر العائلة أن تنطلق معًا نحو واحة سيوة في صحراء مصر، ويتناول الفيلم المفارقات الطريفة التي تتعرض لها العائلة خلال الرحلة.

أعتقد، أنه بإمكاننا ملاحظة أوجه الشبه بين الفيلمين بسهولة؛ فنحن لدينا عائلتين تقرران الاتجاه لمدينة أخرى لكي يساعدوا ابنهم/ابنتهم للمشاركة في مسابقة ما رغم مرورهم بظروف مادية صعبة، وذلك في محاولة منح الطفل مستقبل أفضل، وفي الحقيقة لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكان هناك تشابه كبير بين سمات الشخصيات الرئيسية، والأحداث، وحتى الكادرات، وبعض المشاهد الرئيسية.

ولهذا دعونا نتذكر معًا معنى الاقتباس والذي يعرف بأنه تناول معالجة سينمائية عن رواية أو عمل أخر، وهو ظاهرة شائعة في السينما العالمية عمومًا، والعربية على وجه الخصوص، ولكن ألا يتحول الاقتباس إلى سرقة ابداعية إن لم نشير إلى العمل الاصلي؟! ويبدو أنّ فيلم «من أجل زيكو» يعد سرقة ابدعية كون صناع الفيلم تجنبوا الإشارة إلى الفيلم الأمريكي!

البعض يرى أن الفيلم كان غرضه «التمصير» قد يتساءل البعض، مالمقصود بالتمصير؟ حسنًا ..هو مصطلح يطلق على تحويل الأعمال العالمية لأخرى تتناول جوانب البيئة والمجتمع المصري، عمومًا هم يبرروا رأيهم بأن الفيلم الأمريكي كان غرضه مناقشة «الحلم الأمريكي» وتأثيره حتى على الأطفال، أما الفيلم المصري فأراد التركيز على معاناة الأسر المهمشة ودور التعليم في تغيير واقعهم وتقليل الفجوة بين الطبقات.

وأنت  ما رأيك، هل تؤيد فكرة تمصير أو تعريب الأعمال العالمية، أم ترى أن هذا دليل على أن السينما العربية أصبحت بالفعل تفتقر إلى الإبداع؟